أول الكلام: من ديوان للأعراس وجهها القمري، للشاعرة السعودية / زينب غاصب: - أيا مورقاً مهجتي بدونك كنتُ: سؤالاً يجفّ تيبَّستُ حرفي وجرحي وعنك كثيراً .. بحثت وساءلت عنك السيوف وساءلت عنك الطيوف وفيك ومنك ... خرجت!! تعود لتكتب لنا مشاعر ورؤية ام... وهي أم منبعثة من تربة هذا المجتمع العربي بكل تاريخه، ومتغيراته، ومداراته... وبحجم هذا الحلم الذي يشدنا إلى سماواته حتى كأنه لن يتحقق، ونجذبه الى امانينا حتى كأننا لن نعيش إلا به!! أما "المحور" لهذا الحلم... فلا بد ان يستقطب مستقبل أبنائنا، بكل ما في صدورنا من أمنيات لهم بغد أفضل، ومن خوف عليهم من مؤشرات يطرحها واقع رمادي! تكتب لنا اليوم صديقة "نقطة حوار" /السيدة سيليا حمادة، ولافتتها: ليس للمحبة عنوان... فتقول: كبروا على غفلة مني، ولم أحسب لبعدهم حساباً... صدقت كل الذين قالوا إني لا أبدو أبداً أمّاً لشابّين في عمرهما، حتى أنني صدقت نفسي أحياناً واعتقدت أن ذلك يبقيهما صغيرين في حضني!! صدقت "جبران خليل جبران" في قوله: "أبناؤكم ليسوا لكم.. أبناؤكم أبناء الحياة"... حاولت قدر المستطاع ان تكون لهم حرية اختيار الطريق، ولكن لم أشأ أن أتذكر الجزء الباقي من قول جبران: ".. والحياة لا تقيم في منازل الأمس"، أسقطه من الذاكرة هذا القول، حتى جاءت لحظة اتخاذ القرار الذي استغرق أياماً من التفكير وشهوراً من الصداع... أياماً كفرت بالوطن الذي أعشق، وأياماً: كفرت بالإنسان في العالم العربي الذي لا يملك قراراته!! بمعنى آخر: كفرت بنفسي... كنت أعرف أنني أحبهم كثيراً، وأن لا شيء في الدنيا يوازي وجودهم بخير.. ولكن لم أعرف أن قلبي يتسع لكل ذلك الحب... كل ذلك القلق، ولم أعرف أنه سيأتي عليّ يوم أعترف فيه لنفسي على الأقل بأنني -عاجلاً أم آجلاً- سأكون من: "منازل الأمس"، وأنني يجب أن أكون قوية لأساعدهم على بناء مستقبلهم واتخاذ قراراتهم من دون ضغوط عاطفة الأمومة وعاطفة الأهل!! ولكني ما زلت أجد صعوبة في التأقلم مع هذا الاعتراف الضمني، وما زلت أنبش الذاكرة لاسترجاع لحظات الفرح بهم وهم صغاراً، وألوم نفسي على لحظات الغضب بسبب الإرهاق والظروف، مهما كانت تلك اللحظات قليلة. أردت أن يشاركني القرّاء بهذه الأحاسيس ليدركوا مثلي أن لحظات السعادة لا تعود.. ولأقول لهم بكل محبة: - إستمتعوا بوجود أولادكم بقربكم... دلّلوهم، ساندوهم.. سيأتي يوم ويبعدون، ولن يحتاجوا لأكثر من محبتكم. مع اقتراب عيد الأم أردت أن أسجل خواطر أم مع محبتي لكل الأمهات اللواتي عانين أو ما زلن يعانين أنواع الظلم والقهر الاجتماعي بسبب الحروب، أو الظروف الاقتصادية... ولكل الأمهات أقول: - قلوبكن: هي كنوز الدنيا التي لا تفنى. أنتن صانعات رجال اليوم والغد والمجد. ولكل الأبناء أقول: - أنتم نبض الحياة في قلوبنا، وجمال الدنيا نراه في عيونكم... فلتبق أمهاتكم فخورات بكم دائماً... ازرعوا الخير والمحبة أينما حللتم!!