في معرض ديترويت 2001، كشفت شركة كانينغهام الأميركية النقاب عن سيارة سوبر رياضية جديدة ومترفة في آن، أطلقت عليها اسم سي 7. وهذه الأخيرة، التي كانت من نجمات المعرض الأميركي، ستدخل على حد قول مسؤولي شركتها الإنتاج التجاري في غضون السنوات الثلاث المقبلة، ولكن بكميات محدودة. إن تميزت صناعة السيارات الأميركية بشيء، فبتكامل الانتاج. إذ أن شركات جنرال موتورز وفورد موتور كومباني وكرايزلر كوربورايشن تغطي كل قطاعات السيارات بدءاً بالعائلية الصغيرة والمتوسطة والكبيرة، مروراً بسيارات الكوبيه السريعة والسيدان المترفة، وصولاً الى سيارات الميني فان وتلك المندفعة بعجلاتها الأربع، صغيرةً ومتوسطةً وكبيرة، من دون نسيان الشاحنات الخفيفة بمختلف فئاتها. وعلى رغم هذا التكامل في الانتاج، لا يزال على محبي السيارات السوبر رياضية أن يتوجهوا دوماً الى القارة الأوروبية أو الى بلاد الشمس اليابانية للحصول على سيارة من هذا المعيار. فالسيارات الرياضية الأميركية، شأن شيفروليه كورفيت وكرايزلر فايبر وغيرهما، لا تتوافر بمحركات من 12 أسطوانة، فضلاً عن أنها تركز على التأدية الرياضية من دون أن تتحلى بعوامل الترف، على عكس سيارات فيراري أو بورش أو أستون مارتن أو جاكوار التي تراعي عامل الفخامة. من هنا، بدأ القيمون على شركة كانينغهام التي أنتجت سيارة حملت اسم سي 3، كانت تشارك في سباقات لومان الفرنسية للتحمل في ما مضى وتوقفت عن العمل منذ أكثر من خمسين عاماً، في التفكير جدياً بدخول هذا الميدان من الباب العريض، وسد ثغرة في صناعة السيارات الأميركية، لتقدم في معرض ديترويت الأخير سيارة جديدة هي سي 7. وقد جمعت، في آن، بين مواصفات السيارات السوبر رياضية، لجهتي التصميم الرياضي الأخاذ والتأدية المتفوقة، وميزات السيارات المترفة التي توفر لركابها كل عوامل الراحة والعملانية، خصوصاً أن هذا النوع من السيارات يوفر، عادةً، تأدية رياضية متقدمة، ويفتقد في الوقت نفسه عوامل الترف والفخامة والراحة. وجديدة كانينغهام هذه التي لا يزال مصيرها رهناً بالمستقبل القريب، قد تدخل الانتاج التجاري خلال السنوات الثلاث المقبلة، وستكون حينها منافسة جدية للسيارات السوبر رياضية العريقة، شأن فيراري 456 جي تي وبورش 911 تيربو وأستون مارتن دي بي 7 وغيرها. وإذا كانت الشركة لم تعلن تاريخاً محدداً للبدء بالإنتاج، فمصادرها أفادت بإمكان الشروع فيه تجارياً خلال العام 2004 وبكميات محدودة. ملامح من الفورمولا واحد من النظرة الأولى، يمكن التأكد أن كانينغهام أرادت من سيارتها هذه ألا تذكر محبي السيارات الرياضية بالماضي. إذ تؤكد الخطوط الانسيابية لسي 7 أن شركتها تبغي منها أن تعبر عن التوجه المستقبلي لسيارات هذه الفئة التي تتحلى بخطوط انسيابية تلفها من كل جهاتها. فالواجهة الأمامية المنحنية التي تخلت عن الصادم الأمامي، تضم مصباحين أماميين دائريين مبطنين بطبقة زجاج ألماسية وشفافة، في حين يقوم الجزء السفلي من هذه الواجهة على فتحة تهوئة كبيرة مغطاة بواجهة شبكية تعتمد في تصميمها مستطيلات صغيرة متراصة، مهمتها إدخال الهواء الى مقصورة المحرك وجهاز المكابح الأمامي والإسهام بالتالي في فاعلية تبريدهما. وتتوسط فتحة التهوئة هذه، مصباحين إضافيين دائريين خُصصا للاستعمال في الضباب. ومن ناحية أخرى، تمتد الخطوط المنحنية والمنسابة بنعومة والتي تميز المقدم في اتجاه الخلف لتندمج مع المرايا الجانبية الخارجية وفتحات الإطارات الأربعة التي كبر حجمها لتستوعب الإطارات الرياضية العريضة المداس والمخفوضة الجوانب، مع الإشارة الى أن كانينغهام لم تعتمد لسيارتها هذه عجلات معدناً عادية، بل صممت إطارات خاصة بلغ قطر الواحد منها 22 إنشاً، ولبست بإطارات مطاط من صنع ميشلان الفرنسية، من طراز باكس، بنقشة مداس خاصة بكانينغهام. ويمكن هذه الإطارات التي يبلغ قياسها255/560 - 22، أن تسير ولو فرغ منها الهواء. وبالانتقال إلى الواجهة الخلفية التي يوحي تصميمها بمدى قدرة هذه السيارة، يجد المرء أن مصممي سي 7 ابتعدوا عن الزوايا الدائرية بتصميم مربع يضم مصابيح خلفية مربعة الشكل تتداخل أغطيتها الزجاج مع غطاء الصندوق الخلفي، وتضم في أسفلها الذي غاب عنه أيضاً الصادم الخلفي، أربعة مخارج للعادم طُليت بالكروم اللماع وثُبِّت كل اثنين منها أحدهما فوق الآخر، لتتوسطها القطعة المعدن التي تحمل لوحة السيارة. وعلى جانبي مخارج العادم، يجد المرء فتحات صغيرة مهمتها طرد الهواء الى الخلف ونكوين قوة دفع سفلية تزيد من ثبات السيارة على السرعات العالية. خطوط مبسطة في الداخل لسي 7، قررت كانينغهام اعتماد العملانية المتقدمة. فعمل المصممون على تزويدها لوحة قيادة عصرية جميلة التصميم، تم فيها التركيز على العملانية لناحيتي وضعية العدادات المتكاملة التي يمكن قراءتها في سهولة، ووضعية مفاتيح تشغيل مختلف الآجهزة التي يمكن الوصول إليها من دون حاجة الى رفع النظر عن الطريق. ولم تقف العملانية عند هذه الحدود فقط، بل طاولت أيضاً وضعية الجلوس ومجالات الرؤية الأمامية والجانبية والخلفية والمساحات المخصصة لركاب الأمام التي كُبِّرت الى أقصى حد ممكن، خصوصاً أن قسم التصميم عمل على استغلال طول قاعدة العجلات البالغ 3.048 متر، وبالتالي أبعاد السيارة الخارجية 4.700 و1.981 و1.283 متر لكل من طولها وعرضها وارتفاعها على التوالي الى الحدود القصوى، موفراً بذلك مساحات معتدلة لراكبي المقعد الخلفي. كذلك، صُمِّمت فتحتا بابي السيارة لتسهلا دخولها والخروج منها، خصوصاً لراكبي المقعد الخلفي. ومن ناحية أخرى، لم تغفل كانينغهام عوامل الترف والفخامة، فأمنت لسيارتها هذه مقاعد مبطنة بالجلد الأصلي وزينت المقصورة بالخشب المصقول والموكيت الفاخر وزودتها كل العوامل التي ترفع من راحة القيادة والركاب معاً. 600 حصان في تصرفها! تقوم سي 7 على هيكل أحادي مصنوع من خليط من المعادن المميزة بخفة وزنها وقدرتها على التحمل، وقد غطيت من الخارج بصفائح من الألومنيوم والألياف الفحم، الأمر الذي مكن كانينغهام من خفض وزن سي 7 الإجمالي الى 1416 كيلوغراماً. أما المحرك المعتمد لها، فمن صنع أميركي، وهو يتألف من 12 أسطوانة على شكل 7، سعة 6.8 ليتر، يعمل عبر أربعة أعمدة كامة في الرأس و48 صماماً، على توفير قدرة تصل الى 600 حصان تنتقل الى العجلات الأربع الدافعة عبر نظام دفع رباعي مستمر، لم تتوافر أي معلومة عن طريقة عمله، وبواسطة خيار بين علبتي تروس يدوية أو أوتوماتيكية لم تعلن كانينغهام عدد نسبهما. وثبتت كانينغهام محرك سي 7 في وضعية أمامية وسط، الأمر الذي يفترض به أن يوفر لها توزيعاً شبه مثالي للوزن بين قسميها الأمامي والخلفي، ما سينعكس بالتأكيد إيجاباً على حسن ثباتها المدعوم بأنظمة تعليق مستقلة للعجلات الأربع، وبنظام دفع رباعي مستمر. يذكر أخيراً أن سي 7 التي ستنتج بكميات محدودة خلال العام 2004، ستباع بنحو 250 ألف دولار أميركي، الأمر الذي سيترك لمحبي السيارات السوبر رياضية المترفة وللمتعصبين للصناعة الأميركية، الوقت الكافي لتجميع بعض المال، استعداداً لاقتناء كانينغهام سي 7. [email protected]