جدة - "الحياة" - لا يزال الاهلاويون غير مصدقين حتى الآن واقع خروج فريقهم المرير من بطولتي كأس دوري خادم الحرمين الشريفين وكأس ولي العهد، وهم يواصلون التعبير عن سخطهم واستيائهم من خلال التجمع الغفير امام بوابات النادي بما يشبه العزاء الجماعي!. وكان الاهلي افضل الفرق على الاطلاق في الدور التمهيدي، لكن المباراة الاخيرة امام الاتحاد زعزعت اسس تفوقه من كل النواحي، "فاظهرته عارياً"، وكشفت للجميع ان لاعبي الاهلي لا يجيدون التعامل مع النهائيات والمباريات الحاسمة، في ظل ضعف ثقتهم بقدراتهم، وهو امر ظاهر للجميع. ثمة من يربط بين الطب النفسي واول خيوط الجنون، علماً بان رد احد اداري الاهلي على سؤال صحافي حول احتمال توفير طبيب نفسي للاعبي الفريق حمل عبارة: "وهل لاعبونا مجانين"؟! لا شك في ان الوعي الاداري في الاهلي كبير جداً، ولاعبوه لا يحتاجون الى طب نفسي بمعناه الحرفي الدقيق، وانما لاعداد نفسي، فهم لا يجيدون لعبة التحدي ابداً، ويدخلون المباريات الحاسمة بخوف شديد نابع من حرصهم على ارضاء جماهيرهم وكسر حاجز النحس الذي يلازمهم باعتقادهم في كل بطولة. ويمكن القول ان ثقة لاعبي الاهلي تختفي كلياً عندما يواجهون فريقي الهلال والاتحاد في مباريات بحسب نظام خروج المغلوب، واكبر دليل على ذلك ان الاهلي استطاع هذا الموسم كسب الهلال ذهاباً 1- صفر في جدة واياباً 3-1 في الرياض، والاتحاد اياباً 3-1 بعدما تعادلا 1-1 ذهاباً، ولكن هذين الفريقين اخرجاه من البطولتين الكبيرتين وبنتيجتين قاسيتين، فاكتسحه الهلال 4- صفر في كأس ولي العهد، واقصاه الاتحاد من كأس دوري خادم الحرمين الشريفين بعدما هزمه 4-2 اياباً، علماً بانهما تعادلا سلباً ذهاباً. واللافت ان ظاهرة خوف النهائيات والكؤوس يتلبس اللاعبين الدوليين في الفريق اكثر من غيرهم، ما يثير دهشة الاهلاويين، علماً بان الفريق غنم لقب بطولة كأس الأمير فيصل في بداية الموسم الحالي بغياب هؤلاء النجوم، ما عكس ظاهرة تخلي البدلاء عن الخوف والرهبة ونجاحهم في مقاومة سلبيات الظروف الفنية غير الملائمة والنقص الناتج من الاصابات الكثيرة، وكذلك اكتمال جهوزية خصمهم الابرز فريق النصر. ولعل قائد الفريق محمد شلية هو ابرز هؤلاء "المتخوفين" على رغم خبرته الطويلة في ميدان المنافسات، وشاركه في ذلك توأمه الدولي عبدالغني وسويد وقهوجي والمهاجم عبيد الدوسري. العلاج المناسب ويعتقد كثيرون ان العلاج يكمن في وجود اداري حازم وصاحب نفوذ قوي الى جانب الأمير محمد العبدالله. ولا بد ايضاً بحسب هؤلاء من التفاف اعضاء شرف الاهلي المؤثرين حول فريقهم لشحذ همم اللاعبين. ويذكر الجميع ان هذا الالتفاف ساهم قبل سبعة اعوام في تفادي الفريق خطر الهبوط، وصولاً الى جعله يقترب كثيراً من التأهل للمربع الذهبي. وفي هذا السياق، يتوجب الاشادة بخطوة الأمير محمد العبدالله في تجديد عقد المدرب لوكا موسمين اضافيين من اجل ايجاد الاستقرار التدريبي في الفريق، علماً بان لوكا اعتبر بشهادة الجميع من افضل مدربي الموسم الحالي الى جانب مدرب النصر البرتغالي ارثر جورج، لكن ما خذل لوكا في النهاية هو روح لاعبيه الانهزامية، التي يصعب عليه معالجتها في فترة قصيرة عموماً، والذي ظهر جلياً في فشل مهمة توفيره اسلوب لعب محدد للفريق، خصوصاً في مراحل الحسم ما افقده هويته الجماعية على صعيد الاداء الفاعل. عناصر متكاملة واللافت ان العناصر الموجودة في الفريق، هي الابرز على الاطلاق في ظل ضمها مزيجاً من اللاعبين الدوليين والشباب الواعدين، علماً بان ادارة النادي كانت استقدمت في الاعوام الاخيرة حارس الاتفاق تيسير النتيف، ومهاجم الوحدة عبيد الدوسري، ولاعب وسط الرياض سعد الدوسري، ومدافع القادسية فوزي الشهري، ولاعب وسط هجر المصاب حالياً مسفر الجاسم، وسواهم من الواعدين الذين عززوا تكامل الاداء الجماعي في مراحل عدة مختلفة، وعوضوا رحيل اربعة لاعبين مخضرمين بارزين هم خالد مسعد الى الاتحاد، وعبدالله سليمان الهلال، وحمزة صالح الانصار، وعبدالرحمن سيفين الوحدة. ويبقى ان التغييرات ستستبعد الاسماء البارزة في الموسم المقبل، وان كان المهاجم محمد دابو هو الاقرب الى الرحيل بعد فشله في اثبات قدراته على رغم كثرة الفرص المتاحة له في هذا الاطار، ويتوقع الاستغناء عن اللاعبين الاجانب الثلاثة فاييه والكنزاري وراوول او اثنين من بينهم على الاقل مع ترجيح كفة فاييه لهذا الاجراء، علماً بان الاجراء يمكن ان يجمد بسبب خوض الفريق تصفيات البطولة العربية لمجموعة البحر الاحمر التي ستقام نهاية الشهر الجاري في جدة بمشاركة فريق يمني وآخر سوداني، وكذلك دورة الصداقة الدولية الخامسة التي ينظمها الاهلاويون سنوياً في ابها على كأس الأمير عبدالله الفيصل، وبطولة اندية دول مجلس التعاون المقررة في كانون الثاني ديسمبر المقبل في المنامة.