انتهت محاولة الفرار الفاشلة التي قام بها معتقلان في سجن فرين ضاحية باريس امس، باستسلامهما وإطلاق سراح اثنين من حراس السجن كانا احتجزاهما كرهائن، وذلك بعد عملية استغرقت 19 ساعة. وكانت هذه المحاولة الشبيهة بالأفلام السينمائية بدأت بعد ظهر اول من امس عندما استولى ثلاثة مسلحين على طائرة مروحية وأرغموا قائدتها على الاتجاه نحو سجن فرين. ولدى وصول الطائرة الى اجواء السجن، اطلق الحراس النار باتجاهها، فردّ المسلحون الثلاثة بالمثل، ما ادى الى اصابة احد الحراس، فيما كان المعتقلان منير بن بوعبدالله 25 عاماً وكريستوف خيدر 30 عاماً في باحة السجن يحاولان التقاط سلم انزل من الطائرة لتمكينهما من الفرار جواً. لكن السلم لم يكن على ما يبدو بالمقاس المطلوب، ما ادى الى فشل المحاولة ومغادرة الطائرة أجواء السجن بعدما القى ركابها في باحته كيساً في داخله اسلحة وسترة واقية من الرصاص. فاستولى بن بوعبدالله الذي ينفذ عقوبة بالسجن لمدة 15 سنة وخيدر الذي ينفذ عقوبة مدتها 30 سنة على محتوى الكيس واحتجزا ثلاثة من الحراس رهائن. في غضون ذلك، انتشرت مجموعات من الوحدات الخاصة التابعة للشرطة الفرنسية في محيط السجن وداخله وبدأ احد ضباطها الاتصال بالمعتقلين. وتمكن بعد ساعتين من المفاوضات اقناعهما باطلاق سراح احد الرهائن الثلاث. واحتفظ بن بوعبدالله وخيدر بالرهينتين، بهدف استخدامهما كدرع بشرية في حال تعرضهما الى اطلاق نار، وطالبا بفتح ابواب السجن لتمكينهما من الخروج، لكن ادارة السجن رفضت هذا الطلب وراهنت على احتمال انهيار السجينين مع مرور الوقت. وبالفعل، عند منتصف يوم امس، انهار بن بوعبدالله وأطلق سراح الحارسين، ثم سلم نفسه وتبعه خيدر الى تسليم نفسه في وقت لاحق. وترافقت عملية احتجاز الرهينتين مع تخوف لدى ادارة سجن فرين من حصول حركة تمرد بين المساجين البالغ عددهم 1800 مسجون، بعد ان أقدم بضع مئات منهم على اثارة حرائق صغيرة متعمدة داخله، تعبيراً عن تضامنهما مع رفيقيهما. في غضون ذلك، واصلت الشرطة الفرنسية البحث عن المسلحين الثلاثة الذين استولوا على المروحية وتمكنوا من الفرار بعدما هبطوا بها على ملعب لكرة القدم في احدى الضواحي الباريسية. وعبّرت وزيرة العدل الفرنسية ماريليز لوبرانشو عن شكرها لإدارة سجن فرين والوحدات الخاصة في الشرطة التي واكبت عملية احتجاز الرهائن، كما عبّرت عن تعاطفها مع اسرة حارس السجن الجريح. وأشادت لوبرانشو بالشجاعة وضبط النفس التي ابدياها الرهائن وتعهدت العمل على تأمين كل ما يلزم لمساعدتهم على تجاوز الظرف الصعب الذي عاشوه. في المقابل، رأى الكثير من نقابات حراس السجون الفرنسية ان محاولة الفرار الفاشلة في فرين تؤكد ضرورة تزويد السجون الفرنسية أدوات امنية اضافية. وكانت السجون الفرنسية شهدت في سنة 2000 الماضية 25 محاولة فرار شملت 32 معتقلاً.