تعاني الأحزاب الأمازيغية في المغرب تصدعات عدة في ضوء الاستعدادات للانتخابات الاشتراعية المقبلة المقررة العام المقبل. وظهر آخر هذه التصدعات في مؤتمر حزب "الحركة الشعبية" أمس. ظهرت معالم تصدع داخل حزب "الحركة الشعبية" التي يتزعمها وزير البريد السابق السيد مهند الضو. وقال منتسبون الى الحزب ان مؤتمره الاقليمي الذي انعقد أمس في الدار البيضاء عرف مشادات وأعمال عنف بسبب رفض مشاركة منشقين عن الحزب الذي يستعد لعقد مؤتمره الوطني قبل نهاية السنة. وكانت خلافات بين دعاة التجديد والمحافظين داخل الحزب بدأت في وقت سابق. إذ تبنى بعض النواب في الكتلة البرلمانية للحزب دعوة الى تسريع عقد المؤتمر وانتخاب قيادة جديدة بعد توجيه الاتهام بالتقصير الى القيادة الحالية. وقال مراقبون ان الأوضاع التي يجتازها حزب الحركة الشعبية غير منفصلة عن تصدعات في الأحزاب ذات التوجه الأمازيغي. فقد عرف حزب الحركة الوطنية الشعبية الذي يتزعمه السيد المحجوبي أحرضان انشقاقات أدت الى طرد وزير الشباب والرياضة السيد احمد الموساوي من صفوفه. لكن تم التراجع عن القرار في حين ان نواباً في الحركة الشعبية انضموا الى الحركة الوطنية الشعبية. ما يعني اندراج الصراعات الراهنة في أكثر من حزب سياسي في المعارضة والموالاة في سياق الاعداد للانتخابات المقبلة عام 2002. وكان لافتاً ان هذه الصراعات بدأت في منطقة الحسيمة شمال البلاد على البحر المتوسط، كونها تعتبر من معاقل الحركة الامازيغية. لكن مسؤولين في هذه الأحزاب ينفون الطابع الامازيغي لهذه الانشقاقات ويقولون انها ذات علاقة بالقضايا التنظيمية عشية الانتخابات المقبلة. وهناك ثلاثة أحزاب مغربية ذات توجه امازيغي هي: الحركة الوطنية الشعبية والحركة الشعبية والحركة الاجتماعية الديموقراطية. وحازت هذه الأحزاب مجتمعة على نسبة عالية في الانتخابات السابقة، لكن الاعتقاد السائد ان ليس في امكانها أن تتوحد في حزب واحد بسبب خلافات عدة.