تكثفت طوال امس الاشتباكات العسكرية بين مقاتلي الاتحاد الوطني الكردستاني بزعامة جلال طالباني وميليشيات "جند الاسلام" بهدف حسم السيطرة على سلسلة من المرتفعات الاستراتيجية قرب شندري شمال مدينة حلبجة التي انتزعتها قوات "الاتحاد الوطني" من الاسلاميين قبل اسبوع. وفي هذه الاثناء وقف الحزب الديموقراطي الكردستاني بزعامة مسعود بارزاني الى جانب "الاتحاد الوطني" في كتلة واحدة لمقاتلة المجموعة التي تعرف باسم "الافغان" التي يعتقد انها تأسست قبل فترة قصيرة بمباركة من اسامة ان لادن والملا عمر زعيم حركة "طالبان". وعلى جبهة القتال، نجحت قوات "الاتحاد الوطني" في انتزاع اربعة مرتفعات من مجموع ثمانية تعتبر مفتاحاً تموينياً وعسكرياً لمدينة حلبجة. وقال شوكت حاج مشير عضو المكتب السياسي ل"الاتحاد الوطني" واحد قادة الهجوم ان "القتال لا يزال جارياً منذ ساعات صباح امس لاستكمال السيطرة على منطقة شندري وازاحة جند الاسلام الى الخلف حيث الحدود مع ايران". واعترف مشير بأن قوات الاتحاد تواجه مقاومة عنيفة لكنها مصممة على انتزاع القمم الاستراتيجية من يد القوات التي يقودها أمير "جند الإسلام" وريا رسول، المعروف باسم "ابو عبدالله الشافعي". وتعززت المخاوف من موقف حركة الوحدة الاسلامية بانتقال مرشدها الملا علي عبدالعزيز الى ايران بعد اصابته ب"ذبحة صدرية" كما تقول المصادر الكردية. ويحاول "الاتحاد الوطني" تطمين قيادة حركة الوحدة بدعوتها للعودة والاقامة في السليمانية بدلاً من حلبجة. وبعث طالباني امس برسالة الى الملا عبدالعزيز يدعوه فيه الى مواصلة العمل المشترك والتعاون. لكن مصادر "الاتحاد الوطني" تؤكد ان مواقف تحسين، النجل الاكبر لعبدالعزيز، تمضي في اتجاه تصعيدي وانه ما زال يواصل تصفية الجيوب التنظيمية لمحازبي طالباني في المناطق التي انتقل اليها من حلبجة. وتضغط طهران بشدة على الطرفين للتوصل الى تسوية بينهما وتجنب توسع شقة الخلاف الذي من شأنه اضعاف المجموعات الاسلامية بمجملها في كردستان العراق. وكان وفد ايراني رفيع المستوى بقيادة الجنرال فروزندة، وهو مسؤول الاستخبارات في الحزب الثوري الايراني، زار المنطقة خلال اليومين الماضيين والتقى فيهما طالباني وقائد حركة الوحدة الاسلامية. لكن محادثات الوفد الذي ضم مسؤولي الملف العراقي في وزارة المخابرات والحزب الثوري، لم تسفر عن اتفاق بين الطرفين. وقالت مصادر كردية رفيعة المستوى في السليمانية ان وفداً ثانياً ينتظر وصوله الىوم يضم اربعة مبعوثين، سيكرر المحاولة مع طالباني الذي يرفض بشدة أي وجود للميليشيات المسلحة في حلبجة ومنطقتها ويصرّ على وضع الامن المحلي بيد قوات الادارة الكردية الموحدة.