سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
كشف أنه التقى باراك قبل يومين من زيارة شارون للحرم طالباً منه منع الزيارة ... لكنه رفض . عرفات ل"الحياة": الموقف العربي كان يمكن أن يكون أقوى ولا شروط لوقف الانتفاضة بل نطالب بتنفيذ اتفاقات شرم الشيخ
أعلن الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات أن "تقرير ميتشل" والمبادرة المصرية - الأردنية يشكلان فرصة مهمة لعقد قمة ثانية في شرم الشيخ ومتابعة العمل مع الاسرائيليين والقوى الدولية التي تمثلت في القمة الأولى في تشرين الأول اكتوبر الماضي، للتوصل إلى سلام شامل وعادل. وأوضح أن أوروبا موافقة على دعوته إلى هذه القمة. ورأى أن التحرك الأوروبي والأميركي والروسي الجديد سيكون من الصعب على الجانب الاسرائيلي تجاهله أو عدم التعامل معه. وأكد أنه لا يضع شروطاً لوقف الانتفاضة، بل إن المطلوب هو تنفيذ الاتفاقات والتفاهمات التي تم التوصل إليها في قمة شرم الشيخ في خلال 48 ساعة، وأولها فك الحصار وعودة القوات الاسرائيلية إلى مواقعها الأصلية. وتحدث عن أكثر من موقع لاتخاذ القرارات في اسرائيل. ولم يبد تشاؤماً بإمكان حل سياسي مع آرييل شارون مذكّراً بأنه هو الذي فكك المستوطنات في سيناء، في كامب ديفيد الأولى، وهو الذي وقع وسلفه بنيامين نتانياهو اتفاقات "واي ريفر". واعتبر أن الموقف العربي كان يمكن أن يكون أقوى مما هو عليه، لكنه لاحظ أن "الأوضاع الدولية ليست كما يريدها أخواننا العرب وليست كما نريدها نحن". "الحياة" التقت الرئيس عرفات في حوار سريع، منتصف ليل الأربعاء - الخميس، إثر محادثاته مع المسؤولين الفرنسيين، وقبل سفره إلى القاهرة للقاء الرئيس حسني مبارك. وهنا نص الحوار: ماذا عن القمة الجديدة التي طالبت بها في شرم الشيخ؟ - أثرت هذا الموضوع للمرة الأولى رسمياً في اجتماع لجنة المتابعة لمجلس وزراء الخارجية العرب الذي انعقد أخيراً في الجامعة العربية بالقاهرة. وفي أحد القرارات ذُكرت المبادرة المصرية - الأردنية، وكانت هناك أيضاً موافقة على تقرير "لجنة ميتشل". لدينا الآن قاعدتان: القاعدة الاولى هي "تقرير ميتشل" الذي وضعته لجنة شُكلت بقرار من القمة التي عُقدت في شرم الشيخ وحضرها الرئيس الاميركي السابق بيل كلينتون والعاهل الأردني الملك عبدالله، والأمين العام للأمم المتحدة كوفي انان، وممثل الاتحاد الاوروبي خافيير سولانا، بضيافة الرئيس المصري حسني مبارك وبحضور الطرفين الاسرائيلي والفلسطيني. وقد خرجنا باتفاق على هذا الأساس. فمن حق هذه القمة أن تجتمع مرة أخرى ولديها قاعدة جديدة، إلى جانب تقرير "لجنة ميتشل"، هي المبادرة المصرية - الاردنية التي وافقت عليها هذه الأطراف جميعاً التي ذكرتها. وهذه فرصة مهمة جداً لأن نتابع عملنا بعضنا مع بعض بهذه القوى الدولية لكي نصل الى سلام عادل ودائم وشامل في المنطقة، ونتمكن فعلاً من أن نوقف كل أعمال التصعيد العسكري والحصار العسكري والتمويني وتصاعد هذا العنف في كل الاتجاهات. لقد وصل الحصار الى حد منع وصول المواد الطبية الى الشعب الفلسطيني. الموقف الأميركي اتصل بكم الرئيس جورج بوش، فهل لمستم أن هناك مؤشراً إلى تبني الادارة الاميركية دعوتكم إلى قمة ثانية في شرم الشيخ؟ - كان الحديث مع الرئيس بوش إيجابياً جداً، وطرحت معه كل هذه المواضيع، وقد وعدني بأن يدرسها ويجيبني عليها. هل لمست بوضوح أن الأميركيين موافقون على انعقاد قمة شرم الشيخ؟ - أبلغني الرئيس بوش أنه عيّن مندوباً جديداً دائماً هو سفيرهم في عمّان وليام بيرنز. وقال لي: إن مندوبنا سيصل إليكم. هل يعني ذلك أن الأميركيين تحركوا أخيراً وعادوا إلى أداء دورهم؟ - لا تنسَ ان الأميركيين اتصلوا عندما عرفوا ان هناك محاولة لغزو مدينة غزة، وقد أوقفوه الغزو. وعندما أرسلت اسرائيل طائراتها ال"ف - 16" أوقفوهم أيضاً. هل تعتقد بأن شارون يستطيع الالتفاف على "تقرير ميتشل" أم أن هناك ضغوطاً ستمارس عليه ليلتزم توصيات التقرير؟ - هناك الآن تحرك اميركي واوروبي وروسي ودولي، ولن يمر الأمر بسهولة يقصد التفاف شارون، وكان آخر موقف ما أعلنه رئيس المعارضة الاسرائيلية يوسي ساريد صباح اليوم الأربعاء. هل تعتقد بأن حكومة شارون ستعمر طويلاً؟ - ينبغي أن نضع في اعتبارنا ان انتخابات حزب العمل ستجرى في أيلول سبتمبر، وسيتقرر على أثرها وضع حكومة شارون. ماذا تتوقع؟ - نحن لا نتدخل في هذه القضايا، لكنها كلها أمور ينبغي علينا ان نحسب لها حساباً في تقديراتنا، سلبية أو إيجابية. هل تستمر الانتفاضة إلى أن يقبل شارون بكل ما ورد في "تقرير ميتشل"؟ - أريد أن أوضح موضوعاً لم يعرفه أحد من قبل: قبل ان يزور شارون الحرم القدسي الشريف بيومين، ذهبت الى لقاء رئيس الحكومة الاسرائيلي السابق ايهود باراك في بيته، وكان برفقتي أبو مازن وأبو علاء وصائب عريقات ونبيل أبو ردينة. وكان باراك في منزله ومعه خمسة مسؤولين اسرائيليين، شلومو بن عامي وأمنون شاحاك وغلعاد شير وداني ياتوم... فقلت لباراك: لا تسمح بزيارة شارون للحرم، وذكرته بالقرار الذي أصدره موشي دايان في 17 حزيران يونيو 1967 كان وزيراً للدفاع في حينه، ومنع بموجبه الاسرائيليين من الدخول إلى الحرم، وأنزل العلم الاسرائيلي الذي رفعه فوق المسجد المتطرفون الصهاينة. ذكرته به وقلت له لماذا لم يدخل شارون الحرم عندما كان المسؤول الثاني بعد رئيس الوزراء السابق مناحيم بيغن، ثم المسؤول الثاني بعد بنيامين نتانياهو؟ ولماذا لم يدخل عندما كان من أهم جنرالات الجيش؟ لماذا الآن يريد الدخول؟ قلت لباراك هذا الكلام بحضور الجميع. ماذا كان جوابه؟ - قال إن شارون زعيم المعارضة ولا استطيع منعه. فقلت له لا ترسل له حراسة... فيمتنع عن زيارة الحرم. الاعلام الغربي حمل على عرفات لأنه، في رأيه فوت فرصة ذهبية في كامب ديفيد ثم عندما قدم الرئيس كلينتون مقترحاته. - لقد أجبت عن هذا الموضوع في خطابي الذي ألقيته في اجتماع لجنة المتابعة في الجامعة العربية، وهو يرد على ذلك. لقد شعرت بأن هناك كلاماً وأكاذيب في أننا فوتنا فرصة. أرجو أن تعودوا مجدداً الى هذا الخطاب لتجدوا جواباً كاملاً وصريحاً عن ذلك، وهو كلام قلته علناً وليس سراً أو في جلسة مغلقة. لا شروط هل تستمر الانتفاضة إذا لجأ شارون إلى وقف لاطلاق نار وتمسك بموقفه الداعي إلى الانتظار شهرين ليتحقق من مدى التزام السلطة؟ - الموضوع ليس موضوع يومين أو شهرين. الموضوع هو ما اتفق عليه في قمة شرم الشيخ. وهو أن يحصل خلال 48 ساعة انسحاب للقوات الاسرائيلية والدبابات إلى مواقعها السابقة الأصلية، وإنهاء الحصار العسكري والاقتصادي والمالي، وأن تدفع لنا اموالنا من الضرائب. هل هذه شروط...؟ - نحن لا نضع شروطاً لوقف الانتفاضة، نقول بتنفيذ ما اتفقنا عليه من تفاهمات وحوارات بوجود كل هذه القوى الدولية في شرم الشيخ. أنا لا أقول شيئاً جديداً، أنا لا اخترع شيئاً لأخلق عملية تعجيز. أقول تعالوا، هناك تقرير "لجنة ميتشل" التي كلفتها قمة شرم الشيخ، ولدينا المبادرة المصرية - الاردنية، وأظنها فرصة مناسبة لنا جميعاً لنصل إلى اتفاق. ما حقيقة الذي حصل بين الرئيس حسني مبارك ووزير الخارجية الاسرائيلي شمعون بيريز، وقضية "الكذبة"؟ - لم يكن بيريز دقيقاً. اتصل بي الرئيس مبارك، ولحسن الحظ كان إلى جانبي أخي أبو علاء الذي كان مع بيريز، وكان يوسي ساريد في زيارتنا. وقلت له يا فخامة الرئيس اسمع مني كل ما حصل بيني وبين بيريز... وفوجئ الرئيس مبارك! هل أنت راضٍ عن الموقف العربي؟ - يمكن أن يكون أقوى من هذا الموقف، ولكن يجب أيضاً ان نضع في حساباتنا أن الاوضاع الدولية ليست كما يريد اخواننا العرب، وليست كما نريدها نحن. والله يعيننا جميعاً. متى تزور دمشق؟ - قريباً جداً. أنا قلت قبل بضعة أيام للأخ فاروق الشرع إنني أنتظر لأزور دمشق وكان يفترض أن أذهب يوم 14 أيار مايو... لكن الرئيس الأسد توجه الى اسبانيا. ماذا يمكن للرئيس الفرنسي جاك شيراك أن يفعل وكذلك أوروبا مع الأميركيين؟ - الحقيقة، إن الجهد الذي تبذله فرنسا فرنسياً وفي الاتحاد الاوروبي جهد كبير تشكر عليه، لأنها تبذل كل جهودها للتوصل الى إقرار السلام العادل والشامل. هل يتمكن الرئيس الفرنسي من اقناع الجميع بعقد قمة جديدة في شرم الشيخ؟ - طبعاً. اوروبا موافقة على هذا الموضوع القمة، وكان سولانا موجوداً وحالياً هناك جهد اوروبي واضح وملموس. هل يمكن ان ينتقل الموقف الاوروبي الى مستوى الضغط على اسرائيل؟ - هناك حديث بهذا المعنى، اليوم هناك حديث اميركي - اوروبي مزدوج. ليست المسألة مسألة ضغوط، لا أريد أن استخدم تعابير غير دقيقة. ولكن هناك قناعة بأهمية التحرك الاوروبي - الاميركي للتوصل الى حل سريع. أكثر من قرار في اسرائيل عرفت شارون منذ وقت طويل، وبعد كل الذي جرى ويجري، هل لا يزال ثمة مجال للتوصل الى حل معه؟ - أليس هو الذي فكك المستوطنات من سيناء بعد كامب ديفيد الأولى؟ أليس هو الذي وقع "واي ريفر" معنا؟ هو ونتانياهو؟ هل لديه مشروع سياسي للحل؟ - حتى الآن كل ما طرحه هو خطة المئة يوم العسكرية. جرت اتصالات ولقاءات بينكم وبين عومري، نجل شارون، فهل حمل من والده مشروعاً أو خطة سياسية للحل؟ - هو همزة الوصل بيني وبين والده. وكنا نتحدث في مواضيع كثيرة... و لكن لا تنسَ الكمين الذي نُصب لاخواني القادة الامنيين في غزة، عند معبر ايريتز. فعندما اتصلت بابن شارون بعد الحادث طلب مني امهاله دقائق، وبالفعل اتصل بي بعد خمس دقائق وقال لي "لا علم لأبي بهذا الموضوع" تعرض المسؤولون الأمنيون الفلسطينيون يومها لإطلاق نار وجرح عدد من الحراس، وكانوا عائدين من اجتماعات أمنية مع الاسرائيليين. هل تصدق بأن الجيش يتصرف من دون الرجوع إلى شارون؟ - اعتقد وياللأسف ان هنالك الآن مستويين لمسناهما في ما يخص القرارات في اسرائيل، فالقرار السياسي غير القرار العسكري. العسكر في مكان وشارون في مكان؟ - لا ليس العسكر في مكان وشارون في مكان... جماعة حزب العمل في الحكومة؟ - لا، لا نقول جماعة، نحن لمسنا على أرض الواقع أن هناك أكثر من قرار يقصد موقعاً للقرار. مثلاً القصف الذي تعرض له أخيراً بيت أخينا جبريل العقيد جبريل الرجوب قائد الأمن الوقائي في الضفة الغربية. فبن اليعيزر وزير الدفاع يقول "كان جبريل عندي أمس، واستغرب كيف يحدث له ذلك"... ثم يأتي قائد المنطقة ويقول "أنا الذي ضربته عن قصد"! الحمد لله على أن اتصالاً هاتفياً من أحمد عبدالرحمن بجبريل أخرجه من غرفة النوم التي تعرضت بعد لحظات للقصف.