} أعلن وزير النفط السعودي علي النعيمي اكتشاف موقع جديد للرمل الابيض سيليكا ساند عالي النقاوة في منطقة تبوكجنوب مدينة تيماء شمال غربي السعودية يحتوي على كميات ضخمة تصل وفق التقديرات الاولية ودراسات الجدوى الى ملايين الأطنان. قال وزير النفط السعودي في تصريح نقلته وكالة الانباء السعودية أمس ان الخام يغطي مساحة شاسعة تمتد أكثر من 40 كيلومتراً بصورة تؤهله وفقاً لبرامج التقويم الفني والاقتصادي لاضافة دور مساند لعدد من الصناعات الوسيطة والتحويلية الجديدة وفي مقدمها صناعة الزجاج والصناعات الكيماوية وصناعة الالكترونيات والبناء. وأشار النعيمي الى أن تنامي جهود التنقيب واستكشاف المعادن في السعودية يمثل أحد محاور تنويع القاعدة الانتاجية للاقتصاد الوطني التي تم تطويرها واستغلالها بصورة مثمرة حتى تعمل على الانسياب المستمر والكافي من الاستثمارات اليها "والتي أثمرت حتى الآن عن اكتشاف العديد من المكامن والمناجم ذات المؤشرات الايجابية التي يمكن ان توفر اساساً راسخاً لقيام صناعة تعدينية متطورة على المدى البعيد". واعتبر الوزير السعودي هذا الاكتشاف إحدى البوادر المشجعة لنجاح جهود هيئة المساحة الجيولوجية السعودية في هذا المجال فضلاً عن امكان اسهامها ايجابياً في تنمية قطاع التعدين من خلال العديد من المسوحات الجيولوجية التي تقوم بها حالياً بالاضافة الى مسؤولية استكشاف وتطوير الرواسب المعدنية بشقيها الفلزي واللافلزي ودورها في تأسيس واكمال قاعدة البيانات الجيولوجية بهدف الوصول بمواقع المعادن الى مرحلة الجدوى الاقتصادية تمهيداً لاستغلالها في المستقبل. ولفت الى ان هيئة المساحة تعمل الان على انجاز الخرائط الجيولوجية التفصيلية للموقع الذي خضع بدوره لبرنامج حفر موسع امتد لاربعين متراً بهدف الوصول لامتداده الرأسي ومعرفة مدى نقاوته، في الوقت الذي أوضحت فيه نتائج التحاليل المعملية التي تم اجراؤها على هذا الخام تمتعه بدرجة عالية من التركيز تراوح بين 97 و99.6 في المئة من اكسيد السيليكا. وأفاد النعيمي ان وزارته ستعمل قريباً على طرح الموقع كفرصة استثمارية واعدة أمام شركات التعدين والمصانع المعنية بالاستثمار في هذا الجانب "وذلك في سياق جهودها لتحقيق الاستغلال الامثل للثروات المعدنية في المملكة". وتوقع ان يساعد اكتشاف هذا الخام في حل مشكلة ارتفاع كلفة تأمينه ونقله الى المناطق الاخرى من السعودية. ويشار الى أن خام الرمل الزجاجي يستخدم بصفة رئيسية في صناعة الزجاج في السعودية، اذ يقدر الاستهلاك المحلي منه بنحو 600 ألف طن سنوياً بينما تدخل الأنواع الأخرى وبالذات المعالجة منه في صناعة الفيبرغلاس والصناعات الكيماوية وعدد من الصناعات الاخرى كالعدسات اللاصقة ورقائق الكومبيوتر.