دمشق، بيروت - "الحياة" - اجتمع الرئيس السوري بشار الأسد أمس مع كل من رئيس الحكومة اللبنانية رفيق الحريري ورئيس الحزب التقدمي الاشتراكي النائب وليد جنبلاط، بعد مرحلة من البرودة في العلاقة مع الأول والانقطاع والجفاء مع الثاني. وأكدت دمشق، بعد اللقاءين، استعدادها ولبنان للتصدي لأي عدوان يقوم به رئيس الوزراء الاسرائيلي آرييل شارون، فيما دعت "الوكالة السورية للأنباء" سانا في تقرير عن ذكرى الانسحاب الاسرائيلي من لبنان إلى "الحفاظ على عوامل الانتصار ما دامت كل الدلائل تشير الى ان الأوضاع في المنطقة في طريقها الى التدهور الشديد بسبب السياسات الاسرائيلية العدوانية". وأبدت مصادر مقربة من الحريري ارتياحها إلى نتائج اللقاء. وذكرت أن المواضيع بحثت في شكل مستفيض ومعمق وأن اللقاء اكتسب اهمية اضافية لتزامنه مع جملة الاتصالات والتحركات العربية والاقليمية والدولية الرامية الى تطويق حال التدهور والتفجير السائدة نتيجة سياسات حكومة شارون وممارساتها. وأضافت مصادر سورية أن اللقاء تناول سبل دعم الموقف السوري - اللبناني وتصليبه، ووقفة البلدين الواحدة في مواجهة التطورات بالتنسيق الحثيث بينهما، والذي تم في اطاره ايفاد الرئيس الاسد قبل ايام وزير الخارجية فاروق الشرع الى بيروت لاطلاعها على نتائج قمة شرم الشيخ السورية - المصرية والموقف الذي يجب ان يتخذه العرب عموماً مما يحدث ومما هو متوقع، خصوصاً ان حكومة اسرائيل تمعن في صلفها وارتكاباتها اللامسؤولة ضد الفلسطينيين وتهديداتها لسورية ولبنان. وأوضحت ان الحريري وضع القيادة السورية في صورة محادثاته في باريس وواشنطن والاتصالات التي أجراها خلال الأسابيع الماضية. وتناولت المحادثات الطرح الأوروبي الجديد الذي حمله الى دمشق أول من امس خافيير سولانا الموفد الرفيع للاتحاد الأوروبي. وكان جنبلاط التقى الأسد ظهراً، وصرح بعد عودته إلى بيروت بالآتي: "اتسم اللقاء بالايجابية والود والمصارحة، في مختلف القضايا. وتركز البحث على المخاطر السياسية الاسرائيلية وأهمية تمسك العرب بالقرارات الدولية وعدم الانجرار إلى مبادرات جزئية خارج إطار تلك القرارات". وكانت اذاعة دمشق نوهت بالعلاقة الوثيقة جداً بين الرئيسين الأسد وإميل لحود لمناسبة الذكرى العاشرة لمعاهدة التعاون والأخوة والتنسيق بين البلدين.