أول الكلام: من جديد الشاعر السعودي / عبدالإله محمد جدع: - إني أستجدي أحلامي فمتى الأيام... تواتيني بحديث الحب، ومتعته وصدى كلمات تثريني شوقي: بركان... يخمده صبري... ويعود: يُمنّيني!! صحوت هذا الصباح يتأبطني النعاس، ويرشُّني الفرح كعطر... هادئاً كنت كفضاء، أتحسس نفسي وكأنني دهر قديم... لأجد: أن من افتتح بريدي وشبابيكي: زهرة ذهبية، وقرنفلة بيضاء، وعصفور كناري!! كانت الزهرة الذهبية: أجندة للعام الهجري الجديد هذا / 1422، ملفوفة بحنان إنسان يحيا في المنطقة العميقة من ذات الكثيرين كعنوان كبير للحياة بكل ما تجود به من قيم راقية إنسانية، ومن معانٍ خالدة. وكانت القرنفلة البيضاء: ديوان شعر مسجّلاً بصوت "مذيعة" أحسّت بصوَره الشعرية التي تجعل لجريان الماء في ساق النبتة صوتاً وقيمة! أما عصفور الكناري: فكان صوت الفنان / محمد عبده في رواية حنين بنفسجية لمدينة الرياض... حنين حلو المذاق من كلمات: ابن عبود التي صوّر فيها الرياض رموشاً لعينيه، ومنظراً لا يفارق جفنيه! كل هذه الهدايا: تساقطت عليّ من الشجرة الخضراء، رقيقة الأوراق... هذه التي غرسها في حقل الخير والحب والجمال: "محمد بن عبود العمودي" الذي لا يفترّ يذكّرني بين حين وآخر: أن الحب كقرص الشمس... دائماً يضيء كل شيء، ويطرد ظلام الكراهية... فهو - على رغم الواقع البالغ في القسوة الذي يكتنف حياة الكثير من الناس اليوم - فما زالت لديه القدرة السحرية على محبة الناس بلا حدود او مقابل... وكأنه مستودع فسيح من الحب، ومخزن واسع لذاكرة لا تحتفظ إلا بالأجمل، وبصورة للرجولة الخالية من التجاعيد! أصغيت لشريط الكاسيت بكلمات "ابن عبود" البسيطة التي تتواءم مع الوجدان، فشعرت في كلماتها بمصب الذكريات يتدفق، كما صوّر في قصيدة: "عهد الهوى" وله طعم الفرح، ولكن هذا الطعم لم نعد نتذوقه في زمن الشعر الشمعي، أو الشمع الشعري الذي نعيشه!! ولذلك، فإن أروع ما في هذا الديوان: صدقه، فالمشاعر التي يفيض بها هذا الشريط: تقرأ فيها إنساناً يجيد عشق الإنسان... يملك الحب والحنان / فيضاً، كأن الشعر يفجّر تلك المشاعر الحقيقية في داخل هذا الإنسان! لقد حرّك الشريط وجه بحيرة الوقت الراكدة... جاءت كلماته مغسولة بشاعرية مرهفة تتسلل الى القلب وتتعلق بخفقاته! وكأنني أنادي هذا الشاعر الذي يجيد فن عشق الإنسان، قائلاً: - يا من تحرص على أن تمنح الصديق دفء الصداقة... عرفناك إنساناً تبذر إنسانيتك بسخاء لإسعاد الآخرين... واستنبت تعبيرك الإنساني من خبرتك الحياتية العميقة في جعل المال: هو المادة الخام لوظيفة حياتية ذات معنى سرمدي نبيل!! وها أنت تبني بيوتاً من الشعر في عيون مكحّلة، لتنقلنا معك الى عالمك البسيط الآخر كإنسان بسيط أحبَّ الكلمة فمنحها أجمل المعاني!!