وجهت لجنة متابعة تنفيذ قرارات القمة العربية في اجتماعها الطارئ امس ادانة مزدوجة لاسرائيل وللصمت الدولي على "العدوان المسعور" على الشعب الفلسطيني. وكانت اللجنة التي انعقدت بناء على طلب فلسطين دخلت منذ اللحظات الاولى لاجتماعها في مقر الجامعة العربية امس في اجواء شديدة التوتر خصوصاً لجهة التعاطي الانسب مع العدوان الاسرائيلي ومع حكومة ارييل شارون التي احيت مفردات "الصراع العربي - الاسرائيلي" كما لاحظ الامين العام للجامعة عمرو موسى وهو يدين بشدة الاسرائيليين الذين يهدفون الى "تكريس الاستسلام" وينفذون "عدواناً لا يخشى أي قوة أخرى في العالم ولا يهتم بالقانون الدولي ويعتقد أن لديه حماية كاملة في مجلس الامن في ظل التردد الاوروبي والضعف العربي". وبدا موسى وهو يشارك في أول اجتماع كبير كأمين عام للجامعة مصمماً على ضرورة دعم الانتفاضة واستمرار المقاومة لمواجهة الوضع الخطير القائم في الاراضي المحتلة. وقال موجهاً حديثه لاعضاء اللجنة ان "صدقيتنا في الميزان" و"المطلوب ان ندافع ليس فقط عن هذه الصدقية، لكن عن التحدي المصوب للهوية وللنظام العربي كله". من جانبه، شكر الرئيس ياسر عرفات الاستجابة العربية السريعة لطلب عقد اجتماع طارئ للجنة، وشرح تفاصيل "الحرب الغادرة التي تشنها اسرائيل على الشعب الفلسطيني للشهر الثامن على التوالي وكان آخرها استخدام طائرات مقاتلة من طراز اف-16 على مدن نابلس ورام الله وجنين وقطاع غزة، الى جانب البوارج الحربية وطائرات اباتشي والدبابات والصواريخ ارض-أرض". وقال عرفات في كلمته ان "العدوان العسكري الاسرائيلي وتصاعده هو محاولة يائسة لتركيع شعبنا وضرب انتفاضته الباسلة التي انطلقت بعد زيارة شارون للحرم القدسي الشريف... والهدف كان ضرب ما انجزته عملية السلام حتى الآن توطئة لاجهاضها كلياً مستغلاً بعض المواقف الدولية ومتحدياً قرارات الشرعية الدولية". واضاف ان هذا التصعيد أخذ اشكالاً خطيرة متعددة اهمها الاحتلال الجزئي الدائم والمتحرك للاراضي الفلسطينية. وقال: "ان اسرائيل تلجأ الى تصعيد استخدام ادوات القصف والقتل والدمار والى ضرب الاقتصاد الفلسطيني وتجويع الشعب الفلسطيني وهذا هو الهدف المعلن للتصعيد العسكري الاسرائيلي بكامل اشكاله كحصار المدن الفلسطينية ووقف التصدير والاستيراد وحتى حركة البشر واغلاق المطار وتعطيل بناء الميناء ووقف التنقيب عن الغاز في البحر وتدمير آبار المياه واغلاق المناطق الصناعية والسياحية وتدمير المزارع والمصانع والفنادق". واوضح عرفات ان الاسرائيليين "اغرقوا ارض غزة بالمياه الاسنة الملوثة ودفنوا في ارضنا في الضفة مخلفاتهم السامة والمشعة، واستخدموا ضد المدنيين الرصاص المصنع من اليورانيوم المخصب وقنابل الغاز السامة، وكل ذلك مثبت في وثائقهم ووثائق الاميركان والاوروبيين وهو تصعيد خطير". واكد ان الموقف صعب والخسائر فادحة والتصعيد اليومي مستمر والعون من الخارج مشكور، لكنه محدود وضئيل وهنالك من تبرع مشكوراً مرة واحدة، لكن النزيف لم يتوقف ولن يتوقف". وقال عرفات ان "شعبكم في فلسطين صامد عزيمته كالحديد لن يتوانى أو يتراجع أو يستسلم ولن يتخلى عن اهدافه ولا عن حقوقه ومكتسباته ولن يسمح بتدنيس مقدساته وهي مقدساتكم". واضاف: "اننا نصر دائماً على الطابع الشعبي للانتفاضة في مواجهة العدوان العسكري المحموم وارهاب الدولة واغتصاب بلادنا بالاحتلال الاستيطاني، لكن هذا الشعب في حاجة لمن يدعم صموده وتضحيته". وتابع: "ما زلنا طلاب سلام عادل قائم على الشرعية الدولية وقرارات الاممالمتحدة والاتفاقات الموقعة". ومن جانبه، اتهم وزير الخارجية الاردني، رئيس لجنة المتابعة عبد الاله الخطيب اسرئيل بالعمل على "تركيع" الشعب الفلسطيني الصامد، وقال: "لم يعد من الممكن السماح بترك الشعب الفلسطيني يواجه دون دعم فاعل ومؤازرة كاملة من امته". وطالب الدول العربية بالتحرك الفوري لحشد الدعم اللازم لتوفير حماية دولية للشعب الفلسطيني، لافتا الى المخاطر المترتبة على التصعيد الاسرائيلي ضد سورية ولبنان، والتي وصف بأنها مقدمة لعدوان اسرائيلي ضد البلدين، وإدخال المنطقة في حال من الفوضى. وكان الاجتماع بدأ بجلسة مغلقة استمرت نحو اربع ساعات قبل ان ينضم اليها المندوبون الدائمون لنصف ساعة استكمل الوزراء بعدها جلستهم المغلقة الثانية وسط اجواء مشحونة بالغضب من جراء العنف الاسرائيلي. وبحث الاجتماعات في ثلاثة بنود هي: الوضع الخطير في الاراضي الفلسطينيةالمحتلة، والعدوان الموجه ضد سورية ولبنان، والاتفاق على الاجتماع المقبل. الى ذلك، اعلن البنك الاسلامي للتنمية الذي يتخذ من جدة مقرا له انه حوّل الدفعة الثانية من "القرض الحسن" المخصص للسلطة، والتي بلغت 30 مليون دولار.