"سجل يا ابني نحن لم ننتصر، أراضينا ما زالت محتلة والأراضي التي خرج منها الاحتلال انسحب منها ليرابط فوقها وفوق رؤوسنا ويتهددنا. والخط الأزرق تحول الى خط نار وتعديات اسرائيلية وقد أطلقوا أبقارهم وخنازيرهم البرية بمحاذاة هذا الخط لمنعنا من الوصول الى أراضينا لزراعتها وجني محاصيلها ولإتلاف ما هو مزروع منها". ويضيف أبو علي أحمد قمرة ابن كفرشوبا: "صار عمري 75 سنة قضيتها في الفلاحة والزراعة، وهذه السنة حرمت من فلاحة أرضي وزراعتها". ويتابع: "هذه السنة لم أستطع أن أصل الى أرضي وأزرعها وكنت قبل الانسحاب الاسرائيلي أزرعها". وأحمد قمرة واحد من عشرات المزارعين الكبار في كفرشوبا الذين ظلمهم "الخط الأزرق" الذي انتصب فجأة ومن دون مبرر ليشطر أراضي البلدة الى شطرين واحد تحت الاحتلال، والآخر في مرمى نيران الاحتلال وتهديداته فضلاً عن اعتداءاته اليومية والمباشرة بإطلاق النار والخنازير البرية وغير ذلك من تهديد الناس في حياتهم وارزاقهم. فلماذا أو كيف امتد "الخط الأزرق" من نقطة الحدود الدولية بين لبنانوفلسطين رقم 38/2 عند منطقة الغجر الى مزارع شبعا مروراً بأراضي كفرشوبا المحاذية للحدود اللبنانية - السورية. وكيف وُضع خط الانسحاب داخل الأراضي اللبنانية فيما ينص القرار 425 صراحة على الانسحاب الى الحدود المعترف بها دولياً؟ والمشكلة التي تواجهها كفرشوبا اليوم ان اراضيها الزراعية تقدر بما يزيد على 60 كلم2 60 ألف دونم. فالبلدة تملك أكبر مساحة من الأراضي الزراعية في قضاء حاصبيا هي وبلدة ميمس. أن ما لا يقل عن 15 ألف دونم من الأراضي الزراعية والرعوية التابعة لكفرشوبا هي الآن تحت الاحتلال الاسرائيلي المباشر ضمن "الخط الأزرق"، وما يزيد على 30 ألف دونم من الأراضي الزراعية والرعوية خارج الخط ولكنها معرضة للاعتداءات الاسرائيلية اليومية بالقصف وبعض هذه الأراضي مزروع بالألغام. والمساحة التي يمكن لأهالي كفرشوبا زراعتها اليوم لا تتعدى ال10 في المئة من مجمل المساحة الزراعية لأراضي كفرشوبا اضافة الى حلتا. مفاجأة أهالي كفرشوبا لم يخطر ببال أحد من أهالي كفرشوبا ان "الخط الأزرق" سيقسم أراضي بلدتهم ويخترقها. فالرأي السائد عند الأهالي يقول زكي طه: "ان اراضيهم جزء لا يتجزأ من الأراضي اللبنانية بلا أدنى لبس". ويضيف: "مزارع شبعا فيها التباس له أصل تاريخي لأن جزءآً من هذه المزارع كان خاضعاً للحماية السورية الموقتة منذ الخمسينات. وهذا لم يكن في أي وقت وضع أراضي كفرشوبا". لهذا كانت المفاجأة كبيرة عندما علم الأهالي بأن "الخط الأزرق" سيخترق أراضيهم وسيضم مساحة من هذه الأراضي الى الاراضي المحتلة. وعلموا بذلك من الاعلانات الرسمية حول الخروقات الاسرائيلية لهذا الخط والخلافات على رسمه مع الأممالمتحدة ومبعوثها تيري رود لارسن التي تجاهلت كلياً أراضي كفرشوبا. هنا يقول الدكتور قاسم القادري: "قمنا بإعداد مذكرة موجهة الى الرؤساء الثلاثة والى الأمين العام للأمم المتحدة كوفي أنان وقمنا بتسليمها الى الدولة اللبنانية ممثلة بالرئيس الدكتور سليم الحص مباشرة وكذلك سلمناها الى الرئيس نبيه بري. وقمنا أيضاً بعقد مؤتمر صحافي في وزارة الاعلام من دون أن يجد ذلك كله أي صدى في وسائل الاعلام. وتم تجاهل القضية بالكامل". والسؤال: هل ضاعت القضية وسط الضجيج الاعلامي وفرحة الانتصار العارمة، أم ان تجاهلاً رسمياً لأسباب تتعلق بموقف الدولة هو الذي حصل بالنسبة لأراضي كفرشوبا؟ الواضح ان الدولة لم تطرح القضية علناً على الأقل، والأهالي رفعوا الصوت ومنذ البداية من دون صدى. ومحنة كفرشوبا التي دمرت عن بكرة أبيها عام 1975 وسقط الكثير من أبنائها شهداء وجرحى بدأ احتلال مرتفعاتها وتلالها منذ العام 1970، حين "احتلت اسرائيل رويسة العلم عام 1970 وكان يطلق عليها "قاعدة التحدي" أو "قاعدة الشهيد صلاح" تيمناً بأحد قادة فتح. كما كانت تلة السماقة وتلال رباع التبن والرمثا وشانوح، كلها قواعد عسكرية للفدائيين الفلسطينيين". ويضيف القادري: "وفي خريف العام 1968 قام الجيش اللبناني بمحاصرة قواعد المقاومة المنتشرة في هذه المنطقة وتحديداً في بعثائيل وشانوح وحلتا. وأذكر أنهم قاموا بتحميل المدافع على البغال التي أخذت من البلدة لوعورة المنطقة واستمرت الحملة العسكرية يومين كاملين. وقام الجيش في حينها باعتقال الكثير من شباب بلدة كفرشوبا وامتدت المعارك بعدها في العام 1969 وذلك قبل اتفاق القاهرة". ويتابع القادري: "بدأ احتلال أراضي كفرشوبا ابتداء من العام 1970 وقبل ذلك التاريخ لم يكن لاسرائيل موطئ قدم في تلك المنطقة لا داخل أراضي كفرشوبا ولا حتى في مزارع شبعا. كل مواقعهم العسكرية كانت حتى العام 1970 متمركزة في جبل الشيخ وفي الجانب السوري منه تحديداً. ولا صحة البتة لما يقال عن احتلال مزارع شبعا في العام 1967". وعن دور قوات الطوارئ الدولية في كفرشوبا يقول زكي طه: "انتشرت قوات الطوارئ الدولية في كفرشوبا في العام 1978 وفق الخط الأزرق الحالي باستثناء التعديل الذي أجرته اسرائيل 1987. وسيّرت الدوريات في شانوح وبركة بعثائيل وأقامت مركزاً لقواتها في تلة رأس أبو بردى أو ما يعرف ب"رويسة محمد جمعة". وفي العام 1979 قامت اسرائيل بتحريك قوات سعد حداد وفرضوا على أهالي كفرشوبا تقديم عريضة بطلب انسحاب قوات الطوارئ من رويسة "محمد جمعة" الى موقع "ساديا" على مدخل البلدة الشمالي، وهكذا باتت البلدة كلها تحت الاحتلال. وكانت بوابة العبور عند "الجل الأحمر" وكانت تلال السماقة ورويسة العلم خارج شريط الأسلاك الشائكة الاسرائيلي. وفي العام 1987 نُقل الشريط الشائك ومعه البوابة لتصبح مباشرة على بركة بعثائيل. وضم الشريط الشائك في موقعه الجديد تلال رويسة العلم والسماقة. وجاء "الخط الأزرق" ليكرس هذا الواقع الذي بمقتضاه قُدّم الشريط بمعدل يتراوح من 1 الى 3 كلم على امتداد خراج كفرشوبا الذي يتجاوز 10 كلم". أراضٍ لبنانية... داخل الخط الأزرق الى مزارع شبعا وخراج بلدة كفرشوبا، يتحدث المواطنون الجنوبيون في مختلف القرى الحدودية عن مساحات شاسعة من أراضيهم ضُمت الى الأراضي الاسرائيلية وعلى مراحل، وجاء "الخط الأزرق" ليطلق رصاصة الرحمة على هذه القضية. في كفركلا، يحتفظ أمين الهادي القائم بأعمال بلديات كفركلا ودير ميماس وحولا ب"محضر تصنيف الأراضي" الصادر عن وزارة المال اللبنانية بموجب قانون 30 كانون الأول ديسمبر 1951، والعائد لوالده نجيب اسماعيل الهادي ورقمه المتسلسل 305 تأريخ 5 تموز يوليو 1954 ويتعلق بملكية 4000 متر مربع في المنطقة الزراعية المسماة المحافر - الدبش رقم التصنيف 68 كفركلا - مرجعيون. وقطعة الأرض هذه يقول أمين الهادي انها الآن داخل "الخط الأزرق" وبعمق لا يزيد عن عشرة أمتار من هذا الخط. وهذا الخط ضم أيضاً مساحات أخرى من أراضي كفركلا، وبينها: مناطق الدبشة، الضهور، قرّابة. حتى بوابة فاطمة يقولون انها تشكل موقعاً اسرائيلياً متقدماً داخل كفركلا. وبعضهم يقول انها تقع في أرض مشاع تعود ملكيتها للدولة اللبنانية. ويذهب البعض الآخر الى القول انها كانت كرم تين وتعود ملكيتها لأحد أهالي البلدة. الا أن الكل متفق ان الأراضي غير ممسوحة هناك ولا خرائط ولا سندات ملكية والطاسة ضايعة! وهناك أراضٍ تقع الى الغرب والى الشرق من بوابة فاطمة مملوكة من أهالي كفركلا. حتى ان الأسلاك الشائكة وبعرض حوالى عشرة أمتار كلها قائمة على الأراضي اللبنانية وتعود ملكيتها لأهالي كفركلا. الى ذلك، هناك أيضاً أراضي المنطرة والبياضة التي تقع ضمن خط الهدنة. ويقدر أهالي كفركلا مساحة الأراضي التي باتت خلف "الخط الأزرق" بحوالى 300 دونم، اضافة الى منطقة "تربخانية" القريبة من الوزاني والتي تبلغ مساحتها نحواً من مئة دونم. وهذه المنطقة الزراعية خصبة جداً وهي لا تزال حقل ألغام وتعود ملكيتها الى ورثة المرحوم الحاج أحمد الهادي، ويتوزع بقية الأراضي الواقعة خلف "الخط الأزرق" ملاك من مختلف عائلات كفركلا. ومنهم من آل سليمان، آل الهادي، الحاج قاسم، آل جمعة، آل شيت، آل سرحان وعلي ابراهيم فارس وغيرهم. أما كيف يثبتون ملكياتهم هذه؟ فيقولون ان اراضيهم غير ممسوحة ولا يملكون سندات تمليك ولكنهم يعرفون أراضيهم شبراً شبراً. والشراء والبيع يتم كما في السابق بحجج موقعة من البائع والشاري والشهود وتحدد المساحات بطريقة بدائية وكذلك الحدود. وهذا كله برأيهم يسهل عملية جرِّ الشريط الشائك الفاصل بين الحدود اللبنانية - الفلسطينية في كل الاتجاهات ومن دون ضابط أو رادع ومن دون أن يستطيع الأهالي اثبات حقوقهم المعتدى عليها. ويذكر ان أهالي كفركلا يملكون مساحات شاسعة من الأراضي الزراعية الخصبة في سهل الحولة وخصوصاً في الذوق الفوقاني والذوق التحتاني والتخشيبة وابل القمح وغيرها. ولا يزال الكثير من أصحاب هذه العقارات والأراضي محتفظين بملكياتهم لهذه الأراضي ويمتنعون عن بيعها على رغم الضغوط والاغراءات المستمرة لغاية تاريخه. ويقول أهالي مارون الرأس ان "الخط الأزرق" قضى بضم مساحات شاسعة من الأراضي الزراعية التابعة لبلدتهم الى أراض سابقة اقتطعتها اسرائيل وأقامت عليها مستعمرة افيفيم. هذه المستعمرة القائمة على أراضي مارون الراس وتحديداً مناطق السهم والسقعاني ومنزل زهرة وقسم من وعر الغابة. وجاء "الخط الأزرق" ليضم المزيد من أراضي منطقة السهم والسقعاني ومنزل زهرة ووعر الغابة، اضافة الى خلة الحيحونة والمجرّ والمحجبارة. وهذه الأراضي كلها جرى ضمها من سهل مارون الراس رويداً بتقديم الشريط الشائك وأخذت المستعمرة وبساتينها تتمدد ضمن سهل وأراضي مارون الراس. وقامت هذه المستعمرة على بقايا كمب مخيم انكليزي كان قائماً عند الحدود اللبنانية - الفلسطينية. والكمب عبارة عن موقع عسكري تحول بعد العام 1948 الى مستعمرة اسرائيلية بمساحات شاسعة كلها اقتطعت من سهل مارون الراس ويملك الأهالي حججاً وصكوكاً بملكيات هذه الأراضي كلها. ويقدرون ان طول هذه المستعمرة يصل الى 3 كلم ويتراوح عمقها بين 700 و1000 متر. ويملك هذه الأراضي ورثة الحاج نعيم علوية، وعلي اسماعيل علوية، وورثة مسلم داود الحاج وورثة نجيب طالب علوية، وورثة علي طعان علوية الذي كان مختاراً لبلدة مارون الراس لفترة من الزمن بين الستينات والسبعينات. ويقدر الأهالي ان "الخط الأزرق" اقتطع من أراضي مارون الراس مساحات شاسعة تبدأ من وعر الغابة شرقاً قرب عيترون ولغاية سهل يارون غرباً وبطول يقارب ال10 كلم وبعمق يتراوح بين 400 و700 متر. وآخر استغلال لهذه الأراضي أو لمعظمها كان قبل العام 1978 حيث شرّطت قوات الاحتلال مساحات شاسعة من هذه الأراضي وزرعتها بالألغام. وتواصل تقديم الشريط الشائك ضمن أراضي مارون الراس يوماً بعد يوم وفي كل مرة كانت تقتطع مساحات جديدة. آخرها في السقعاني التي ضُمَّتها وزرعتها بالألغام حديثاً. ويتحدث الأهالي عن خطين بارزين: خط الحدود القديم للعام 1949 والذي يشكل فيه المخيم الانكليزي الحد بين لبنانوفلسطين وخط الأسلاك الشائكة وبينهما تقع الأراضي المحتلة وبمحاذاة خط الأسلاك الشائكة هناك الأراضي المزروعة بالألغام. أما "الخط الأزرق" فهو غير واضح المعالم في أراضي مارون الراس. فالتراجع الاسرائيلي حصل في مناطق في شكل طفيف برأيهم بينما توسعت في المناطق الأخرى أضعاف حجم التراجع. والأدهى انها تراجعت عن الأراضي الصخرية في مقابل توسعها في المناطق السهلية الخصبة. أما مساحة مارون الراس ومساحة أراضيها الزراعية فيصعب على الأهالي تقديرها حيث لا مساحة للأراضي. وبالتالي يصعب تقدير حجم ما هو محتل من هذه الأراضي بصورة فعلية. وقام الاحتلال بتغيير معالم الأرض وباتت الحدود التي كان وضعها المزارعون من أبناء البلدة كالأشجار والرجم والجلول كلها تغيرت وباتت حدود الملكيات والحيازات غير واضحة حتى داخل البلدة الأمر الذي أدى الى حصول بعض الاصطدامات بين أهالي المناطق والقرى الجنوبية عموماً بعد التحرير نظراً لغياب الحدود بين العقارات وغياب المساحة والخرائط. وقضم "الخط الأزرق" نحو 800 دونم من الأراضي الزراعية الخصبة من عيتا الشعب على ما يقوله أهالي البلدة. وتتوزع هذه المساحة مع المناطق الزراعية الآتية: الراهب، الحدب، الطيارات، رويسة النمرية، كعب الأرض، خلة وردة، رويسة العلم هناك رويسة العلم أيضاً في كفرشوبا كرم الدم، الحلاوة، خلة الوعول. ويتحدث الأهالي عن أن "الخط الأزرق" حرر نظرياً ما تصل مساحته الى 1000 دونم كانت كلها تقع خلف الأسلاك الشائكة التي تقيمها اسرائيل داخل أراضي عيتا الشعب الذي كان يضم 1800 دونم. لكن الشريط الشائك لا يزال في مكانه وحوله مساحات من الأراضي المزروعة بالألغام والأهالي ممنوعون من الاقتراب منه لاستثمار اراضيهم المحررة. وعليهم الابتعاد عن حدود هذا الشريط مسافة تصل الى 400 متر تحت طائلة التهديد باطلاق النار والقتل. أي أن الأراضي التي تحررت بموجب "الخط الأزرق" لا تزال "محرمة علينا" يقول الأهالي، أي ان شبراً واحداً من الأراضي الزراعية لم يتحرر بالخط الأزرق في شكل فعلي. أبو سميح محمد محمود سرور يملك ما يزيد عن 100 دونم. والده محمود محمد الحاج سرور دفع ضريبة الويركو عنها عام 1929 ما قيمته 1568 قرشاً لبنانياً، ودفع عنها ضريبة الويركو عام 1931 ما قيمته 1680 قرشاً لبنانياً. هذه الأراضي يقول أبو سميح: انها صارت كلها داخل الخط الأزرق. وهو لا يستطيع الوصول اليها وزراعتها منذ أكثر من 15 سنة. كما يملك حسن طالب سرور نحو 40 دونماً تقع بين حدود 1923 و"الخط الأزرق". يقول حسن طالب سرور انه منع من الوصول اليها واستثمارها منذ قيام دولة اسرائيل تحت طائلة التهديد بالقتل. وهذه الأرض يقول حسن انها الأكثر عمقاً في الأراضي اللبنانية مع فلسطين وهي ملاصقة تماماً للشارع العام عند خط الأسلاك الشائكة القديم للحدود الدولية بين لبنانوفلسطين. ويستغرب أهالي عيتا الشعب كيف ان الشريط الشائك لا يزال حيث هو فيما الألغام تشكل خطراً داهماً يتهدد حياة كل من يفكر بالوصول الى أرضه المحررة. وما يتحدث به أهالي عيتا الشعب ومارون الراس وكفركلا وكفرشوبا، يتحدث به أيضاً أهالي سائر القرى الحدودية من رأس الناقورة الى الغجر الى مزارع شبعا. والمشكلة لا تكمن في "الخط الأزرق" وحسب، وإنما تكمن أيضاً في عدم ازالة الأسلاك الشائكة التي تشكل حدوداً اسرائيلية مستحدثة داخل الأراضي اللبنانية. هذه الحدود أيضاً مزروعة بالألغام وهناك ممارسات اسرائيلية بالارهاب واطلاق النار واستحداث المواقع العسكرية الاسرائيلية بين الحين والآخر في هذه المنطقة أو تلك. ويشير زكي طه في هذا المجال الى "مسؤولية قوات الطوارئ الدولية ومسؤولية الدولة اللبنانية في مطالبة القوات الدولية بالقيام بدورها في ضبط الحدود عند "الخط الأزرق" وحماية خط الانسحاب بما في ذلك ازالة كل الآثار التي تركها الاحتلال من أسلاك شائكة وألغام وتأمين حماية المواطنين وتوفير الأمن والطمأنينة لهم في الوصول الى أراضيهم واستغلالها بالكامل باعتبارها أراضي لبنانية محررة، وباتت خاضعة فعلياً للسيادة اللبنانية". وبخلاف ذلك كيف يمكن اعتبار الانسحاب الاسرائيلي الى ما وراء "الخط الأزرق" كحد أدنى منجزاً وشروط تنفيذه متحققة على الأرض، خصوصاً ان اسرائيل تستخدم خطوط الحدود وبينها "الخط الأزرق" وخط الأسلاك الشائكة لفرض أمر واقع جديد على الأرض. فالتعديات الاسرائيلية على الأراضي المحاذية للخط الأزرق داخل المناطق المحررة ومنع الأهالي من الوصول الى اراضيهم المحررة لاستثمارها يهدف الى الاحتفاظ بهذه الأراضي تمهيداً لخطوات لاحقة، تقضي بضم هذه الأراضي مستقبلاً. وهذا يرتب على الأممالمتحدة وقوات الطوارئ الدولية القيام بإزالة كل المعوقات التي تحول دون وصول اللبنانيين الى اراضيهم من الألغام والأسلاك الشائكة ومنع التعديات والتهديدات الاسرائيلية ضدهم. وذلك تمهيداً لاعادة البحث في المطبات التي اشتمل عليها هذا الخط والثغرات والخروقات الكبيرة التي شابت عملية رسمه من قبل فريق الأممالمتحدة، خصوصاً ان هذا الخط فتح فعلياً ملف الحدود الدولية اللبنانية ولم يقفله. وهو ملف ضخم مثقل بكل أنواع الخروق والاختراقات والتعديات الاسرائيلية على الحدود اللبنانية وأملاك اللبنانيين وأراضيهم. مذكرة أهالي كفرشوبا في 27 أيار مايو 2000 وجه اهالي كفرشوبا مذكرة الى الرؤساء الثلاثة: رئىس الجمهورية ورئىس المجلس النيابي ورئىس مجلس الوزراء وأيضاً الى الأمين العام للأمم المتحدة بالاعتراض على "الخط الأزرق" الذي اقتطع من اراضي كفرشوبا مساحات شاسعة ومواقع مهمة جاء فيها: "خلافاً لادعاءات العدو بانسحابه من الاراضي اللبنانية كافة نحيطكم علماً بما يلي: 1- إضافة الى مزارع شبعا... فإن قسماً مهماً من اراضي كفرشوبا ومرتفعاتها تقارب مساحته مساحة مزارع شبعا ما زال تحت الاحتلال ايضاً. وتشير المذكرة الى موقعين عسكريين هامين هي: "موقع السماقة وموقع رويسة العلم أعلى قمة في جبل الروس جنوب شرقي البلدة". 2- لقد نقل العدو الشريط الشائك وبوابة العبور في عام 1987 باتجاه الشمال ضاماً مساحة جديدة من اراضي البلدة بعمق 3 كلم حيث اصبح مباشرة بمحاذاة بركة البلدة بعثائيل. وعددت المذكرة ابرز الاماكن التي اقتطعت من اراضي كفرشوبا وأصبحت داخل الشريط والتي تقدر بخمسين عقاراً تمتد من المجيدية غرباً حتى جبل الروس شرقاً كالآتي: كرم حالا، باب الهوا، المعيصرة، ظهر الحمار، الشمايس، المزبلة، خلة القضاب، شِعَب اللوزة، سهام المخنق، مراح الفحول، جورة الزين، رويسة احمد يعقوب، المبسوطة، جواوير البير، كسارة سراج، المقيل، كرم الزيتون، شعاب سعد الدين، كسارة فياض، حافور الحمص، حاكورة جرادي، كساير ابو سرحال، ام الخوازيق، جورة المردة، مقلب الخرايب، حاكورة ركيزة، المرج، شِعَب النقير، عقبة برختا، باب الحجر، مراح فراشة، شعب الهرهر، شعب الخطيب، رويسة اللوزة، وغيرها. ودعت المذكرة الى اخذ هذه الحقائق في الاعتبار والعمل على إلزام قوات الاحتلال على الانسحاب منها كما طالبت الأممالمتحدة باتخاذ الاجراءات اللازمة لإلزام قوات الاحتلال بالتعويض عن الخسائر التي لحقت بالبلدة وأهاليها من جراء الاحتلال ومن جراء منع الاهالي من استثمار اراضيهم طوال ثلاثين عاماً. وتضمنت المذكرة لائحة حملت عشرات التواقيع لأهالي البلدة يتقدمها المختار. وفي 23/6/2000 عقد اهالي كفرشوبا مؤتمراً صحافياً في وزارة الاعلام عرضوا فيه تفاصيل عملية احتلال هذه الاراضي التدريجي منذ العام 1970، وكيف جرى ضم هذه الاراضي الى "الخط الأزرق".