سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
بوش ندد ب "التصعيد الجديد" ... و اسرائيل قصفت مقراً للشرطة في نابلس وآخر للقوة 17 في رام الله . 7 قتلى و100 جريح في عملية انتحارية ل "حماس" في نتانيا والسلطة الفلسطينية تستنكر عمليات القتل من الجانبين
أعلنت "كتائب عز الدين القسام" الجناح العسكري ل"حركة المقاومة الاسلامية" حماس مسؤوليتها عن عملية التفجير التي نفذها فلسطيني في مدخل مجمع تجاري كبير في مدينة نتانيا شمال تل ابيب، وأدت الى مقتل سبعة هم ستة اسرائيليين والفلسطيني الذي نفذ العملية وإصابة مئة آخرين بجروح. وقتل مسلحون فلسطينيون مستوطنا يهوديا قرب رام الله. وسارعت اسرائيل الى توجيه ضريات انتقامية بالطائرات ضد مقر رئيسي للشرطة في نابلس ومقر للقوة 17 في رام الله واسفر ذلك عن استشهاد اربعة من رجال الشرطة واحد عناصر القوة 17 واصابة عشرات اخرين يجروح. ندد الرئيس الاميركي جورج بوش رويترز بعد عملية نتانيا ب"مستوى التصعيد الجديد" لأعمال العنف في الشرق الأوسط ودعا القادة في المنطقة للتنديد به. وأعلن بوش خلال استقباله طاقم طائرة التجسس الاميركية التي هبطت اضطرارياً في الصين الشهر الماضي انه "قلق للغاية" بشأن تصعيد العنف، وقال: "أخذ العنف في الشرق الاوسط مستوى جديدا من التصعيد... من الضروري ان يندد الزعماء في الشرق الأوسط به بوضوح". وقال بوش للصحافيين في المكتب البيضاوي في البيت الابيض ان العنف لن يؤدي الى السلام، وان دائرة العنف لا بد ان تنكسر حتى يمكن ان تستأنف المناقشات "المجدية" بشأن اي نوع من التسوية في الشرق الاوسط. واشار الى ان ادارته ستواصل العمل من اجل السلام مع الاطراف المعنية. واضاف الرئيس الاميركي الذي لم يعط الشرق الاوسط اهتماماً كالذي أولاه اياه سلفه بيل كلينتون، ان الولاياتالمتحدة "ستواصل العمل بجد من أجل إحلال السلام" في الشرق الاوسط. واعلنت الشرطة الاسرائيلية ان القتلى هم رجلان وأربع نساء ثلاث منهن قتلن فوراً والرابعة توفيت في المستشفى. واضافت ان أحد الجرحى في حال "حرجة" وان ستة آخرين جروحهم خطرة. وهذه هي العملية رقم 15 التي تنفذ في نتانيا ومحيطها منذ بدء الانتفاضة الفلسطينية وتصاعد المواجهات بين الفلسطينيين والاسرائيليين في ايلول سبتمبر من العام الماضي. وجاءت العملية في اعقاب تصعيد عسكري اسرائيلي غير مسبوق شهدته الاراضي الفلسطينية المحتلة خلال الاسابيع القليلة الماضية في اطار سياسة "إطلاق يد الجيش" التي أعلنها رئيس الوزراء الاسرائيلي ارييل شارون والتي سقط في أعقاب اعتمادها نحو 20 شهيداً خلال عشرة ايام، ورافقها توقف عمليات التفجير في عمق الدولة العبرية. وقالت مصادر اسرائيلية ان منفذ العملية وهو محمود مرمش 21 عاماً من مدينة طولكرم حاول أكثر من مرة دخول المجمع التجاري إلا انه فشل في ذلك بسبب الاجراءات الأمنية المشددة، فقرر بعدئذ تفجير نفسه أمام المجمع الذي يكتظ في مثل هذا اليوم من الاسبوع بالمتسوقين. وقال أحد شهود العيان للتلفزيون الاسرائيلي انه حذر مركز شرطة قريب من المجمع من وجود "مشتبه به يحوم حول المجمع إلا ان الشرطة لم تتخذ أي إجراء". وقال المصدر ذاته ان هذا الشخص كان يحمل حقيبة على كتفيه وان حزام المتفجرات الذي أحاط به جسده بدا واضحاً. وقالت مصادر فلسطينية ان مرمش كان يعمل نجاراً وأهدى والدته علبة من الحلوى قبل ان يتوجه الى نتانيا وينفذ العملية. وسادت حال من الذعر والخوف الشديدين في صفوف السكان الاسرائيليين في المدينة فيما اغلقت قوات الشرطة الاسرائيلية المنطقة بحثاً عن عبوات ناسفة ومشتبه بهم من الفلسطينيين، واعتقلت العشرات من العرب في المنطقة. وهتف الاسرائيليون الذين تجمعوا في المنطقة "الموت للعرب". وكان أحد العمال الفلسطينيين تعرض لمحاولة للفتك به في نتانيا في اعقاب عملية تفجير مماثلة قبل نحو شهرين من قبل اسرائيليين في المدينة. وأعلن احد قياديي "حماس" البارزين الدكتور محمود الزهار ان العملية جاءت "رداً على الجرائم التي يقوم بها الاحتلال يومياً ضد الشعب الفلسطيني الأعزل". واضاف في تصريحات صحافية ان "الرسالة واضحة: طالما بقي الاحتلال هناك مقاومة"، مضيفاً ان على شارون وغيره من الزعماء الاسرائيليين ان يفهموا انه "لا يمكن ان يتوفر الامن للاسرائيليين طالما بقي الاحتلال". واستنكرت السلطة الفلسطينية العملية وقال الامين العام لرئاسة الحكومة احمد عبدالرحمن ان السلطة تدين عمليات القتل من الجانبين، ووجه دعوة الى الحكومة الاسرائيلية للخروج من دوامة العنف التي تطاول الاسرائيليين والفلسطينيين. وسارعت الحكومة الاسرائيلية من جهتها الى تحميل السلطة الفلسطينية مسؤولية العملية. وقال نائب وزير الدفاع الاسرائيلي جدعون عيزرا ان السلطة الفلسطينية هي المسؤولة عن الحادث "لأنها تعرف مسؤولية مرسلي المخربين ولا تعمل شيئا لوقفهم". أما وزير السياحة الاسرائيلي رحبعام زئيفي، وهو من أكثر الوزراء تطرفاً في حكومة شارون، فقال ان هذه العملية تؤكد وجوب "فرض حظر دخول الفلسطينيين الى اسرائيل بصورة مطلقة سواء كانوا عمالاً او غير ذلك". واعتبر وزير البنية التحتية افيغدور ليبرمان ان عملية التفجير بمثابة "الرد الفلسطيني على المبادرات السلمية المطروحة"، مضيفاً ان "كل من يتحدث عن تجميد الاستيطان اليهودي في الاراضي الفلسطينية يشجع الارهاب". وترأس شارون اجتماعاً امنياً طارئاً في اعقاب تنفيذ العملية شارك فيه بالاضافة الى كبار الضباط في الجيش الاسرائيلي والأذرع العسكرية الاخرى كل من وزير الدفاع الاسرائيلي بنيامين بن اليعيزر ووزير الخارجية شمعون بيريز. وقالت مصادر اسرائيلية ان المجتمعين ناقشوا سلسلة من الاجراءات العسكرية التي ستنفذها اسرائيل ضد الفلسطينيين. وجدد شارون في مكالمة هاتفية مع رئيسة بلدية نتانيا تعهده "بإعادة الامن" للاسرائيليين و"برد ملائم" مضيفاً ان "من حسن الحظ ان لدينا حكومة وحدة وطنية". وسارع الجيش الاسرائيلي الى تنفيذ ضربات انتقامية امس. وقال شهود عيان والاذاعة الفلسطينية ان طائرات هليكوبتر اسرائيلية قصفت بالصواريخ مقر قيادة الشرطة الفلسطينية في الضفة الغربية في مدينة نابلس بعد ساعات من الهجوم الانتحاري في نتانيا. وقالت الاذاعة الفلسطينية ان العديد من الاشخاص اصيبوا في الهجوم على الموقع الامني في نابلس. ولجأ جيش الاحتلال ايضا مساء امس الى قصف مقر للقوة 17، حرس الرئيس الفلسطيني بالطائرات بعد وقت قصير من مقتل مستوطن يهودي برصاص مسلحين فلسطينيين خلال قيادته سيارته مع شخص آخر أصيب بجرح طفيف عند مستوطنة "نيلي" القريبة من قرية عابود في منطقة رام الله.