حفظت المباراة النهائية لكأس الاتحاد الاوروبي لكرة القدم، والتي حسمها فريق ليفربول الانكليزي في مصلحته أمام الافيس بالهدف الذهبي 5 - 4 على ملعب "فستفالن" في مدينة دورتموند الالمانية، كل معطيات الاثارة، بدءاً بالأهداف الكثيرة من الجانبين، عبر اعتماد سلاح الهجوم بالدرجة الاولى، ومروراً بالتقلبات العديدة على صعيد النتيجة، علماً ان ليفربول دأب على التقدم طوال المباراة، في مقابل نجاح الافيس في معادلة النتيجة... وانتهاءً بتدخل عامل الحظ في حسم الموقف للفريق الانكليزي في الشوط الثاني من الوقت الاضافي، حين حول مدافع الافيس دلفي جيلي، خطأ، الكرة المرفوعة من ركلة حرة نفذها المخضرم الاسكتلندي غاري ماكاليستر برأسه الى داخل مرمى فريقه. وهكذا انتصرت عراقة ليفربول على حماسة الافيس في مباراة تليق حقاً بقمة احدى المسابقات الاوروبية، والتي ستبقى ذكراها عالقة طويلاً في الاذهان. دورتموند المانيا - أ ف ب - أحرز ليفربول الانكليزي لقب بطل مسابقة كأس الاتحاد الاوروبي لكرة القدم للمرة الثالثة في تاريخه بتغلبه على الافيس الاسباني 5 - 4 بالهدف الذهبي. وسجل الالماني ماركوس بابل 4 وستيفن جيرارد 16 وغاري ماكاليستر 41 من ركلة جزاء وروبي فاولر 73 والمدافع دلفي جيلي خطأ في مرمى فريقه 116 اهداف ليفربول، والاوروغوياني ايفان الونسو 27 وخافي مورينو 48 و51 والهولندي جوردي كرويف 89 اهداف الافيس. وسبق لليفربول ان احرز اللقب عامي 1973 على حساب مونشنغلادباخ الالماني 3 - صفر ذهاباً وصفر - 2 اياباً، و1976 على حساب كلوب بروج البلجيكي 3 - 2 ذهاباً و1 - 1 اياباً. وهو لقبه الاوروبي الاول عموماً منذ تتويجه بطلاً لدوري ابطال اوروبا على حساب روما الايطالي عام 1984. وتوج ليفربول موسمه بالتالي باحراز لقبه الثالث، بعدما سبق ان احرز كأس رابطة الاندية الانكليزية المحترفة بفوزه على برمنغهام من الدرجة الاولى بركلات الترجيح في شباط فبراير الماضي، وكأس انكلترا بتغلبه على ارسنال 2 - 1 الاسبوع الماضي. واعاد ليفربول الى الاذهان ذكرى حقبته الذهبية في المسابقات الاوروبية خصوصاً في السبعينات والثمانيات حين احرز سبعة القاب من عام 1973 الى عام 1984 على يدي مدربه الشهير بوب بايزلي ثم جو فوغان في فريق ضم افضل اللاعبين في تاريخ النادي العريق امثال ايان راش وكيني دالغليش وغريام سونس وراي كليمنس والن هانسن. في المقابل فشل الافيس، في تحقيق انجاز انتزاع اللقب في اول مشاركة اوروبية له، علماً انه كان صعد قبل ثلاثة مواسم فقط الى الدرجة الاولى في بطولة بلاده. وجاءت المباراة متكافئة من الجانبين، وبكر ليفربول بالتسجيل في الدقيقة الرابعة عبر بابل بضربة رأسية اثر كرة مرفوعة من ماكاليستر من ركلة حرة. واضاف جيرارد الهدف الثاني، بعدما توغل داخل المنطقة واطلق تسديدة صاروخية فشل الحارس الارجنتيني مارتن هيريرا 16 كلياً في صدها. واذ استبدل مدرب الافيس خوسيه مانويل ايسنال المدافع النروجي دان ايغن بالمهاجم الونسو في الدقيقة 23، اثمر ذلك تقليص الفرق من طريق الاخير بعد 4 دقائق عبر تسديدة رأسية اثر تمريرة من الروماني كوسمين كونترا تطاول لها فوق بابل وسددها داخل الشباك 27. وجاء الهدف الثالث لليفربول بخلاف مجريات المباراة، التي شهدت سيطرة لاعبي الافيس الميدانية واهدارهم فرصاً صريحة عدة للتسجيل في ظل الارتداد الكامل للاعبي ليفربول الى الخلف. ونتج عن ذلك ركلة جزاء احتسبت بعد اعاقة الحارس هيريرا لاوين، ونفذها ماكاليستر بنجاح 41. الشوط الثاني ونزل الافيس بقوة في الشوط الثاني، وقلص مورينو الفارق للمرة الثانية بضربة رأسية اثر تمريرة متقنة من كونترا بعدما تلاعب بداني مورفي على الجهة اليمنى 48، ثم اضاف نفسه هدف التعادل من ركلة حرة مباشرة من 20 متراً 51. ودفع الافيس ثمناً غالياً لخروج مورينو بسبب الاصابة، اذ تراجعت فاعليته الهجومية بالكامل، والذي استغله ليفربول لتسجيل الهدف الرابع من طريق الاحتياطي فاولر بعد مجهود فردي داخل منطقة الجزاء 73، الا ان الفريق الاسباني استطاع الخروج من نكسته عبر هدف رأسي مفاجىء للهولندي جوردي كرويف 89 اثر ركلة ركنية، وفرض الاحتكام الى شوطين اضافيين. معاناة الافيس وعانى الافيس من ارهاق لاعبيه الشديد من جهة والنقص العددي في صفوفه من جهة اخرى بعد طرد البرازيلي مانيو والقائد انطونيو كارمونا 98 و114 لتلقيهما بطاقتين صفراوين. واستغل ليفربول طرد كارمونا خصوصاً لتسجيل الهدف الذهبي بعد خطأ فادح للمدافع جيلي في تشتيت احدى الكرات 116. اطفال من ذهب ووصف مدرب ليفربول الفرنسي جيرار هوييه انجاز فريقه بالتاريخي، واعلن انه يفتخر باداء لاعبيه على رغم ارهاقهم، "وعموماً اظهر الفريق انسجاماً كبيراً، والاهم اننا لم نستسلم قط حتى بعد ادراك الافيس التعادل". وبدوره، رد بابل الفوز الى المعنويات المرتفعة لدى اللاعبين، في حين اعلن مورينو ان خسارة الافيس بهذه الطريقة الدراماتيكية تشبه الانتصار، "الذي نأسف لضياع جهودنا الكبيرة في سبيل تحقيقه". على صعيد آخر، اشادت الصحف البريطانية بانجاز ليفربول، وعنونت صحيفة "ديلي اكسبرس" افتتاحيتها بعبارة "يا لها من امسية لاطفال من ذهب"، وكتبت صحيفة "ديلي ميرور": "ثلاث ذهبيات لليفربول"، وابرزت صورة لماكاليستر 36 عاماً افضل لاعب في المباراة.