يكثف مسؤولون من الأردن وسورية محادثاتهم للتوصل الى اتفاق في شأن اقتسام مياه نهر اليرموك، فضلاً عن قضايا اخرى مشتركة بينهما في مجال المياه ومنها بناء سد الوحدة الذي اتفق البلدان على اقامته على النهر المحاذي لحدود البلدين. وقالت مصادر في وزارة المياه والري ل"الحياة" ان هذه القضايا ستكون على جدول أعمال زيارة من المقرر ان يقوم بها وزير المياه والري الأردني حاتم الحلواني الى دمشق قريباً، لكنها لم تحدد موعداً للزيارة. وأوضحت المصادر ان الوزير سيبحث مع نظيره السوري طه الأطرش في موضوع استغلال مياه حوض نهر اليرموك والمحافظة على مياهه من حيث الكمية والنوعية، وتخفيف الزراعات الصيفية على جانبي النهر لخفض حجم النزف في المياه، خصوصاً ان منسوب مياه النهر انخفض في الآونة الأخيرة. وسيبحث الوزير ايضاً في امكان الحصول على مساعدات مائية من سورية السنة الجارية تنفيذاً لتعهد سوري كان قطعه الرئيس الراحل حافظ الأسد للعاهل الأردني الملك عبدالله الثاني عام 1999، بمد الأردن بمعونة مائية تساعده على تجاوز أزمة المياه المتفاقمة. وكان الأردن حصل بموجب هذا التعهد على ثمانية ملايين متر مكعب من مياه الشرب في العام المذكور، غير ان هذه الكمية انخفضت الى 3.5 مليون متر مكعب فقط العام الماضي. ولم تُعرف بعد الكمية التي ستقدمها سورية الى الأردن السنة الجارية اذ لم يتطرق وزير المياه والري السوري طه الأطرش الى هذا الموضوع أثناء زيارة قام بها الى الأردن أواخر الشهر الماضي، علماً بأن هذه المعونة طوعية. وكان السيد الأطرش التقى رئيس الوزراء علي أبو الراغب ووزير المياه والري، وأدلى بتصريحات جدد فيها عزم سورية على تزويد الأردن بعض احتياجاته المائية، مشيراً الى ان البلدين يعانيان من الجفاف وتأثيره. وقال: "ان سورية لن تترك الأردن يعيش فترة عطش". وعلمت "الحياة" ان وزير المياه والري سيطالب خلال زيارته الى دمشق بإعادة النظر في اتفاق تقاسم مياه نهر اليرموك الذي كان البلدان وقعاه عام 1987. وحدد الاتفاق عدد السدود والحواجز المقامة على النهر داخل الأراضي السورية، كما نظم عملية تقاسم مياه النهر بين البلدين وتوقيت ضخ المياه لكل منهما.