اطلع رئيس الجمهورية اللبنانية اميل لحود على تقارير وزارة الخارجية عن نتائج الاتصالات التي قام بها مندوب لبنان الدائم لدى الأممالمتحدة السفير سليم تدمري مع الأمانة العامة للأمم المتحدة لعرض موقف لبنان من موضوع خفض عديد القوات الدولية العاملة في الجنوب. وهو يتلخص بضرورة إبقاء عدد افراد القوة كما كان قبل الانسحاب الإسرائيلي قبل نحو سنة، أي 4500 عنصر. وتبلغ لحود أن الأمين العام للأمم المتحدة كوفي انان تلقى الرسالة التي وجهها لبنان اليه، وفيها "أن المقاومة حق تقره الشرعية الدولية والمواثيق والقرارات الصادرة عنها، علماً ان إسرائيل نفسها تعترف بأن مزارع شبعا أرض احتلتها بالقوة". وأوضح تدمري في الرسالة الى أنان أن الامانة العامة للمنظمة الدولية أكدت انسحاب إسرائيل الى الخط الأزرق ولم تؤكده الى الحدود المعترف بها دولياً، أي من كل الأراضي اللبنانية، وفقاً لما طالبها به قرار مجلس الأمن الرقم 425. واذ أشار الى الانتهاكات الاسرائيلية اليومية للخط الأزرق ومواصلة احتجاز المعتقلين اللبنانيين في سجونها من دون محاكمة والامتناع عن تسليم الجزء الأكبر من خرائط الألغام، أكد "ان القوات السورية موجودة في لبنان بناء على طلب من الحكومة اللبنانية وبالاتفاق معها، وأن وجودها ضروري وشرعي وموقت ولا شأن لإسرائيل به". وقال: "اذا كانت إسرائيل تريد فعلاً استعادة السلم والأمن في المنطقة، فما عليها الا الانسحاب من مزارع شبعا واطلاق المعتقلين والانسحاب الكامل من الجولان المحتل حتى خط الرابع من حزيران يونيو 1967 وتمكين الشعب الفلسطيني من استعادة حقوقه الثابتة". وأوضح الممثل الشخصي للأمين العام للأمم المتحدة في جنوبلبنان ستافان دوميستورا، بعد لقائه رئيس المجلس النيابي نبيه بري، انه بحث معه في حيثيات التوصية بخفض عديد قوات الطوارئ، مشيراً إلى أن الأممالمتحدة كانت أمام خيارين: إما خفض عدد القوات إلى ألفي عنصر مرة واحدة، وإما خفضه على دفعات. وشدد على أن الانعكاس الاقتصادي لهذه الخطوة التي اثارها بري يمكن معالجتها من خلال تطوير الوضع الاقتصادي في الجنوب وتطوير فرص العمل والبنى التحتية والاستثمارات. ونوه بتحرك بري لجهة تخصيص 50 مليون دولار من دولة الامارات العربية المتحدة لنزع الألغام في جنوبلبنان. وذكرت أوساط رئيس المجلس أن تقرير الأمين العام يتضمن تغييراً في مهمة قوات الطوارئ غير منصوص عنه في القرار425، وهذا مخالف للقرار. وأوضحت ان لبنان ليس على علم بالخيارات التي تحدث عنها دوميستورا. وأمل وزير الخارجية محمود حمود ان تتجاوب الدول الفاعلة مع رغبة لبنان في إبقاء عدد القوات الدولية من دون خفض، وفي ترك مهمتها من دون تعديل. في غضون ذلك، حلقت طائرات حربية إسرائيلية في أجواء الجنوب وصولاً الى أطراف الشوف، ومروحيات إسرائيلية على علو مخفوض فوق الخط الأزرق عند مزارع شبعا. وسبق ذلك فجراً توغل دورية إسرائيلية تضم ملالة عسكرية وسيارة جيب نحو بركة النقار جنوب شرق كفرشوبا، عملت على تمشيط المنطقة بالأسلحة الرشاشة. وفككت قوات الطوارئ بالتعاون مع الجيش اللبناني وبمؤازرة كاسحة ألغام، 25 لغماً من مخلفات إسرائيل في تلة الحمامص الواقعة بين بلدة الخيام ومستوطنة المطلة.