حققت الفنانة منال عفيفي مكانة متميزة على الساحة الفنية خلال الأعوام الماضية، وهي تصنف اليوم على أنها واحدة من الممثلات "الدارسات"، بمعنى أنها تبدو "حقيقية" في الشخصية التي تؤديها. لذا ليس غريباً أن تكون حصيلة جوائزها كثيرة عن أدوارها في عدد من الأفلام، ومنها "عرق البلح" و"الأبواب المغلقة". "الحياة" التقتها وسألتها عن الحال الفنية السائدة اليوم وعن الحروب التي تقول عادة إنها تواجهها، وعن رؤيتها لصورة المستقبل: ظهورك على الساحة السينمائية يجده البعض قليلاً... هل ترين أنك فنانة مظلومة؟ - أعتقد أنني لم أختبر بعد، ولم أقدم العمل الذي أطمح إليه. فكل ما قدمته، إلى الآن، ليس سوى خطوات أولى. ومع هذا كانت كل خطوة مهمة جداً. لذا لا أستطيع أن أقول إني ظُلمت. ولكن يقال عادة إن هناك ممثلات أخذن أكثر من حقهن إعلامياً وفنياً؟ - طبعاً هذا صحيح، وأؤيد هذا القول تماماً. وأعتقد أيضاً أن هناك ممثلين أخذوا حجماً أكبر من حجمهم الحقيقي. في رأيك، ما سبب هذا التناقض؟ - قد يكون ذكاءً اجتماعياً أو حظاً، أو ظرفاً، ما جعل هذا أو ذاك ينال أكثر من قدره. فعادل أدهم، مثلاً، لم ينل حجمه الحقيقي على رغم أنه عبقري. ومحمد فوزي، وهو مدرسة في الغناء، لم يحظ بما يستحقه. لذا أقول إن هناك فنانين أخذوا حجماً أكبر، وهناك من أخذ حجماً أقل من النجومية. طبعاً، في هذه اللعبة جانب من الذكاء الاجتماعي والحظ، وجانب آخر من الدأب، بمعنى أن هناك نوعية من الممثلين "زي" الموظفين. هل أنت ممثلة موظفة؟ - تضحك لا... أنا ممثلة أستطيع ان أؤدي الدور الذي يُطلب مني وأفكر فيه. لكني لا أستطيع العمل في خمسة مسلسلات دفعة واحدة. ميزة ما الذي يميزك عن بنات جيلك؟ - لا استطيع تقويم نفسي، ولكن في امكاني التحدث عن الجوائز التي حصلت عليها. فأنا، تقريباً، نلت جائزة عن كل من معظم الأفلام التي قدمتها، ومنها "عفاريت الأسفلت" و"عرق البلح" و"الأبواب المغلقة". كان من حظك ايضاً كما يبدو أنك مثلت في أفلام مع مخرجين صنعوا أعمالاً لم تحقق إيرادات، ومنهم رضوان الكاشف وأسامة فوزي؟ - هؤلاء المخرجون صنعوا أفلاماً مهمة وعالية الجودة، وهم من مدرسة يعشق أصحابها السينما، وأبناء جيل يفهمها ويعيد الاعتبار الى مصر سينمائياً. أما بالنسبة الى مسألة تحقيق الايرادات فهناك مسألة أكثر أهمية منها، وهي تربية الجمهور. فجمهور هذه الأيام تربى على أفلام معينة، لذا عند عرض أفلام مثل "الأبواب المغلقة" و"عرق البلح" يحدث حتماً أنها لا تنال حظها من الدعاية. لكن هذه الأفلام هي التي تحقق جوائز وسمعة جيدة للسينما المصرية في العالم. هل سعيت إلى العمل مع الكوميديين الجدد؟ - لا أعتقد أنني يمكن أن أعمل معهم. ما رأيك إذاً في المضحكين الجدد؟ - الكوميديا موضوع حديث طويل، هناك فارق بين الكوميديا والنكات. فقد أكون في جلسة مع أصحابي ونلقي نكاتٍ ونضحك، لكن السينما شيء آخر. هل تشاهدين الأفلام الجديدة؟ - شاهدت بعضها، ولم أسعد بها. لو كنت ناقدة ماذا تقولين عن الأفلام التي يقدمها المضحكون الجدد؟ - أقول لهم: شاهدوا الأفلام التي تعرض في الخارج، وأرجو منكم أن ترحموا شباب مصر والجيل الجديد. وهذا لا يعني انني ضد الأفلام الكوميدية، فأنا مع الكوميديا والضحك، لكن هناك فرقاً بين الضحك والاستخفاف بعقول الناس. ماذا لو طلب منك محمد هنيدي أو علاء ولي الدين أن تشاركيهما في فيلم؟ - بحسب الدور والفيلم. أنا "شغلتي" ممثلة. إذا عرض علي دور جيد مع أي ممثل، فسأوافق. وإذا كان الدور سيئاً حتى لو كان مع أهم فنان فسأرفض. أنا يحكمني العمل الفني ككل، لا هوية البطل. مرة سمعت ممثلة تقول إنها مع السينما النظيفة وأنها ترفض القبلات... ما رأيك؟ - مع احترامي للجميع أقول ان شادية قدمت سينما نظيفة، وسعاد حسني قدمت سينما نظيفة... بالمايوه. أنا لا أحب الكلام غير الواضح، فالسينما مصدرها الحياة. وأسأل ما المقصود بالسينما النظيفة؟ هل معناها أن على أصحاب الفيلم أن يغسلوا الفيلم أولاً بمواد تنظيف قبل عرضه؟تضحك. هل شادية وفاتن حمامة وهند رستم وتحية كاريوكا عندما قدمن أفلامهن كانت سينماهن غير نظيفة؟ هناك فارق بين السينما النظيفة والسينما المسطحة والمفرغة. قبلات وما رأيك في الممثلات اللاتي يعلنّ ليلاً ونهاراً رفضهن القبلات؟ - أنا لن أتحدث عنهن، فكل منهن حرة. أنا شخصياً لن أرفض أي موقف درامي مطلوب تكون فيه ضرورة حتمية درامية من أي نوع كان والا أترك هذه المهنة، ولا أكون فنانة. وأعتقد أن الذي يقول ذلك لا يصلح أساساً لتقديم المشاهد الرومانسية، لأن لهذه المشاهد مواصفات خاصة، ليست أي ممثلة مخولة لأدائها. هل يراودك حلم وجود اسمك على "الأفيش" وحدك؟ - أنا يهمني تقديم دور يشيد الناس به. وأرفض أن يكون إسمي على "أفيش" سيئ. عموماً، عُرضت عليّ بطولات من زمان، لكنني رفضتها، لأنني أبحث عن الشخصيات المميزة، لا عن "الفرقعات" وحدها. وماذا عن الحروب الفنية؟ - موجودة ولن أقول إننا في وضع يشبه مثل أيام زمان حيث لم تكن ثمة حروب. لا، هناك حروب نعم، وثمة أناس يحاربونني شخصياً. ما نوع الحروب التي تواجهينها؟ - حروب بإشاعات وتعطيل وتعتيم وتطفيش وسرقة شغل، بكل الاساليب التي تظهر أن هناك حرباً. كيف ترين صورة المستقبل؟ - اراها صورة متفائلة... لأنني مؤمنة بقواعد ثابتة منها: مَن زرع حصد، وبمقدار ما تعطي اهتماماً لعملك، تجد النجاح. وأطمئن نفسي والموهوبين إلى أن الموهبة مثل الجريمة ستظهر حقيقتها، مهما طالت الأيام.