بدأ تنفيذ المرحلة الثانية من مشروع تطوير بانوراما أهرامات الجيزة في إطار خطة متكاملة تبلغ كلفتها نحو 150 مليون جنيه مصري. وتستهدف القضاء على المشاكل كافة التي تشوه جمال المنطقة من البناء العشوائي بالقرب من تمثال أبي الهول وازدحام المواصلات وعدم تنظيم عملية الزيارة للمصريين والأجانب على حد سواء وانتهاك الخيالة والجمالة لقدسية الآثار. يتوقع الخبراء بعد انتهاء المشروع بمراحله الثلاث أن تتحول بانوراما أهرامات الجيزة الى مزار سياحي عالمي يليق بعظمة آثارها وتفردها. وكان وزير الثقافة المصري السيد فاروق حسني افتتح المرحلة الاولى التي تكلفت أعمالها نحو عشرة ملايين جنيه وشملت نقل المباني الإدارية المتمثلة في مقار الشرطة السياحية ومكتب تفتيش الآثار الى تحت الارض وإعداد المدخل الجديد للمنطقة من ناحية طريق الفيوم بعد تزويده بوابات الكترونية لتنظيم عملية الزيارة، بالاضافة الى اعداد قطاعات تجميلية في الطريق من صخور البازلت بطول 1.5 كيلومتر بهدف تقليل السرعة داخل المنطقة ليتاح للسائح قضاء أكبر وقت ممكن بها. تأمين المنطقة ويقول مدير منطقة آثار الهرم الدكتور زاهي حواس إن أهم ما تتضمنه خطة التطوير في المرحلة المقبلة هو تأمين المنطقة الاثرية بمحيط طوله عشرة كيلومترات وذلك في إطار برنامج متكامل وضعته وزارة الثقافة لتأمين الآثار المصرية. كما أعدت هيئة الآثار دراسات خاصة بطرق تأمين منطقة الاهرامات عبر استخدام أحدث الأجهزة الاليكترونية والتكنولوجية، كما استحدثت نظام التذاكر الممغنطة لدخول الزوار الى المنطقة وتم تحديد مداخل رئيسية للزوار تتمثل في المدخل الرئيسي من طريق الفيوم لاستقبال الوفود السياحية، ومدخل شارع الهرم المخصص لدخول العاملين في المنطقة وأفراد الشرطة والحراسة والزيارات والوفود الرسمية، في حين يخصص مدخل ابي الهول لمشاهدة عروض الصوت والضوء. وتم كذلك تكثيف وجود مفتشي الآثار داخل المنطقة الأثرية مع تزويدهم بسيارات وأجهزة اتصال لاسلكي لإحكام السيطرة على انحاء المنطقة كافة ومنع الاعتداء على الأثر كالكتابة فوق أحجار الاهرامات أو تسلقها. ولزيادة ايرادات المنطقة الأثرية تم وضع رسم دخول بعدما كانت التذكرة تخص زيارة الهرم من الداخل، وأدى هذا الأمر الى زيادة الايرادات من 100 ألف جنيه الى مليون جنيه شهرياً كما تم وضع تعرفة خاصة لزيارة هرم خوفو من أجل تقليل عدد الزوار بداخله ومن أجل الحفاظ علىه. كما لن يسمح بدخول الهرم الأكبر إلا بعد تسديد رسم محدد، كما سيتم إغلاق هرم من الاهرامات الثلاثة سنوياً للصيانة، وجرى بالفعل من قبل إغلاق هرم خفرع لمدة عامين كما أغلق هرم منقورع لمدة ستة أشهر وهرم خوفو لمدة سنة. ويضيف حواس: إنه سيتم إنشاء موقف كبير للسيارات الخاصة داخل المنطقة، وانشاء موقف آخر خاص بالسيارات الكهربائية "الطفطف"، يسمح لها فقط بالدخول الى منطقة الهرم لنقل الزوار. أما الجمالة والخيالة الذين أصبحوا جزءاً من زيارة الهرم في مخيلة السياح فسيتم تنظيم عملهم ونقلهم الى مكان محدد خلف الأهرامات وكذلك تحديد مساراتهم في طريق مواز يسمح للزائرين بمشاهدة بانوراما الاهرامات، كما ستتم إقامة مقر لشرطة السياحة في هذا الموقف للتأكد من عدم تعرض أي سائح للابتزاز من جانب أصحاب تلك الدواب. ويشتمل المشروع على تغيير الاضاءة في المنطقة بما يتناسب والشكل الجمالي والحضاري للآثار الموجودة بها عبر ازالة الاعمدة القديمة التي ترجع الى 100 عام مضت واستبدالها بنحو 900 وحدة اضاءة حديثة لا يزيد ارتفاعها على متر واحد فقط ولها لون موحد على أن تنصب على جانبي الطريق المؤدي الى الأهرام ومداخلها. مزارات جديدة ويشير الدكتور حواس الى إنشاء متحفين تحت الارض لمراكب الشمس وكذلك مركز للزوار تحت الارض يضم بعض البازارات لبيع الكتب الخاصة بعلوم المصريات والهدايا التذكارية وأماكن لتناول المشروبات والوجبات الغذائية، اضافة الى وجود شاشات عرض داخل المركز تعرض للزائرين فيلماً وثائقياً عن تاريخ المنطقة الأثرية والاكتشافات الحديثة بها وأعمال البحث والتنقيب، وذلك في محاولة لزيادة الفترة التي يقيمها السائح بالمنطقة بعدما كان برنامج الزيارة يقتصر على دخول الهرم الاكبر ومشاهدة أبي الهول وركوب الخيل أو الجمال. وتم بالفعل أخيراً افتتاح ثلاث مقابر أثرية في الجبانة الغربية منها مقبرة دوان رع إبن الملك خفرع التي ترجع الى عصر الاسرة الرابعة في الدولة القديمة، ومقبرة ايمري كاهن الملك خوفو والمشرف الإداري على القصر الملكي وتحوي نقوشاً بارزة لأهم الصناعات والحرف التي عرفت في ذلك العصر كصناعات الاثاث والمعادن والجلود والاخشاب، ومقبرة نفر باوبتاح المشرف الإداري على الضياع الملكية في عهد خوفو وتحوي مقبرته نقوشاً للأنشطة الزراعية من تسجيل كميات المحاصيل وصور للحيوانات التي تحملها. ومن المنتظر ان تتضمن المرحلة الثالثة والاخيرة من مشروع التطوير إعداد 500 مقبرة تمثل مختلف العصور التاريخية الفرعونية واليونانية والرومانية للزيارة السياحية.