صلاة الغائب، في الخرطوم أمس، على أرواح 15 من كبار الضباط في الجيش السوداني قضوا في حادث تحطم طائرة عسكرية قبل أيام، تواكبت مع تساؤلات كثيرة عن تكرار مثل هذه الحوادث. وطاولت هذه التساؤلات وضع قائد الطائرة الذي تر "انه عراقي، فيما التزمت السلطات الصمت في هذا الشأن. أدى المصلون في مساجد الخرطوم ومدن أخرى عقب صلاة الجمعة أمس صلاة الغائب على أرواح وزير الدولة للدفاع العقيد ابراهيم شمس الدين و14 من قادة الجيش الذين قضوا في تحطم طائرة كانت تقلهم صباح الأربعاء في منطقة عدارييل الغنية بالنفط في الجنوب. وراجت معلومات ان وزير الدولة في وزارة الري أسامة عبدالله من أقوى المرشحين لخلافة شمس الدين في وزارة الدفاع خصوصاً انه كان مسؤولاً عن المجندين في الخدمة الوطنية لدى القيادة السياسية والعسكرية في الدولة، ويعد من أبرز مناصري الرئيس عمر البشير ومن المقربين الى نائبه الأول علي عثمان محمد طه الذي أنهى زيارة للصين وتخلف في المانيا لاجراء فحوصات طبية. ويتوقع ان يعين البشير مسؤولين للوحدات العسكرية التي قتل قادتها في الحادث وهي السلاح الطبي والنقل والاشارة والمظلات. وتحولت خلال السرادق المنصوبة في منازل القتلى لاستقبال المعزين الى منتديات تناقش تكرار حوادث سقوط الطائرة العسكرية، واعتماد الدولة على الطائرات الروسية نسبة لرخص أسعارها. ولم تخل المنتديات من حديث عن مؤامرة في الحادثة الأخيرة، لكن المحللين المعينين استبعدوا ذلك تماماً. وأثيرت تساؤلات في شأن هوية قائد الطائرة بعدما رددت وسائل اعلام أجنبية انه عراقي الجنسية. وأضفى الصمت الرسمي عن وضع قائد الطائرة غموضاً وفتح الباب أمام الاشاعات. كما تحدثت مجالس المعارضة عن ان أسر الضباط الذين اعدموا بعد فشل محاولة انقلابية قاموا بها في العام 1990 تعتبر أن العقيد شمس الدين لعب دوراً بارزاً في احباط الانقلاب واعدام 28 ضابطاً. وتردد ان هذه الأسر نظمت موكباً محدوداً في منطقة الكدرو في شمال الخرطوم مساء أول من أمس. من جهة أخرى، اعلن وزير الخارجية السوداني الدكتور مصطفى عثمان ان حكومته اكتفت بتوضيحات الأممالمتحدة في شأن التصريحات المنسوبة الى أمينها العام كوفي انان تعيين مبعوث دولي لمتابعة الأوضاع الانسانية في السودان على خلفية الاتهامات المثارة في شأن ترحيل الحكومة المواطنين قسراً من مناطق استكشاف النفط في جنوب البلاد.