بيروت - "الحياة" لا تزال بكركي محور لقاءات يعقدها البطريرك الماروني نصرالله صفير مع شخصيات سياسية، تركز على الطرح المتعلق بالعلاقات اللبنانية - السورية وردود الفعل على المطالبة بخروج الجيش السوري من لبنان. ودعا النائب نسيب لحود بعد لقائه صفير "جميع الأطراف الذين لديهم آراء مختلفة عنا الى محاورتنا لنتوافق على موقف يحصر الوفاق الوطني". وأعرب عن اعتقاده "ان لبنان ليس منقسماً في شأن الثوابت الوطنية، وجميع اللبنانيين مشاركون في سيادة لبنان واستقلاله لكن هناك تبايناً في الرأي في شأن امور اساسية ليست مسلمات مثل العلاقات اللبنانية - السورية، ويجب ان نعالج الخلافات في شأنها بالحوار بين اللبنانيين ثم بين لبنان وسورية. ولكن، هناك امور سبق ان توافقنا عليها ولا حاجة الى التوافق عليها مجدداً". ورأى ان اختزال الحكومة لهذه العلاقات "بثلاث كلمات: ضروري وشرعي وموقت، قطعت اي باب للحوار، وغياب المبادرة في جانب الحكومة يسبب الاحتقان". واعتبر عميد الكتلة الوطنية كارلوس اده بعد لقائه صفير "ان البلد يمر الآن بثلاثة اخطار: الخطر الصهيوني والعقلية الطائفية والحريات"، داعياً الى "العودة الى الحوار الديموقراطي لايجاد مخرج لهذا الوضع". ورأى ان "النظرة تكون الى الوطن وليس كثماني عشرة طائفة". وقال: "ان للسيد نصرالله الأمين العام لحزب الله اسبابه للمطالبة بالوجود السوري في لبنان ونحن نلتقي معه في سياسة مقاومة اسرائيل وليس بالنسبة الى الوجود السوري، وعلينا من هنا ان نعود الى الحوار الذي يحل كل المشكلات وهو يجب ان يكون اولاً بين اللبنانيين ومن ثم بين اللبنانيين والسوريين". والتقى صفير وزير الدولة ميشال فرعون الذي اثنى على مواقفه "وهو متمسك اشد التمسك بصيغة العيش المشترك ويشاركه في ذلك جميع المسؤولين في هذا الوطن ونحذر من الاجواء الطائفية التي لا تفيد الا اعداء الوطن، والجميع يريدون ان يسترجع لبنان دوره... والمسائل لا تحل بالتشنج بل بالحوار السياسي، واذا كان البعض يرى اننا وصلنا الى الطريق المسدود، فإننا نرى ان هناك تقدماً ملموساً على اكثر من صعيد وبالتالي نحن في حاجة الى تفاهم في شأن المسائل العالقة ولا بديل من الدولة والدستور والقانون والأمن والميثاق الوطني، اذ انها تشكل سقفاً للجميع". ودعا الى "الحوار والتمسك بحرية التعبير، فالوطن في حاجة الى نقاهة اكثر من اي وقت آخر". الى ذلك، حرص حزب الوطنيين الاحرار على اعطاء الاولوية لادانة الاعتداءات الاسرائىلية على الفلسطينيين والحصار الاقتصادي الذي يشكل عقاباً جماعياً وكرر المطالبة بحق لبنان في مزارع شبعا وتحرير المعتقلين اللبنانيين في السجون الاسرائىلية، وانتقل الى الحديث عن "ردود الفعل على دعوات تصحيح العلاقات اللبنانية - السورية، والتي تدرجت وتنوعت على رغم وحدانية مصدرها". ورأى في احداث اليومين الأخيرين "تصرفات تكشف تصميم الأمر الواقع على القيام بكل ما يلزم لتبرير استمرار الهيمنة التي يفيد منها عدد محدود من اللبنانيين". وأثنى الحزب على ما جاء في خطاب الرئىس السوري بشار الاسد في عمان عن الخلاف الكويتي - العراقي، وسأل "لماذا لا يبادر لحل الخلافات التي يسببها تدخل دمشق في الشاردة والواردة من شؤون لبنان الداخلية؟". وطالبه بالتصدي للممارسات السورية في لبنان وعدم اعارة اي انتباه للأصوات التي تحاول الايهام ان ليست هناك مشكلة لبنانية - سورية". وعقب "التيار الوطني الحر" العوني على ما ادلى به وزير الاعلام غازي العريضي عقب جلسة مجلس الوزراء و"محاولته تصوير الحكم على انه داعية حوار في مقابل معارضة ترفضه انطلاقاً من احكام مسبقة". وقال: "ان الحوار في المسألة الوطنية التي يتوقف عليها مصير لبنان واللبنانيين ومستقبلهم يفترض بديهياً ومسبقاً ان يتم بين مرجعيتين تتمتعان بصلاحية التقرير الحر والتنفيذ وهي صلاحية يفتقدها الحكم في لبنان المتنازل اصلاً وتواطؤاً عن السيادة الوطنية".