أول الكلام: للشاعر السعودي/ حبيب محمود: - غابتي: لم يعد ذلك الوتر المستفزّ يخاصر لحن المليحات عند المساء على شرفات الجنونِ! فدعيني... سأذرع ليلين في صفحاتي وأغرس حرفين من: وجعٍ وحنينِ لعلي أشتقُّ من حبرك المستبد: بقايا جبيني!!
هل أصبحنا - حقاً - نخاف من الخوف؟! سؤال فولاذي... وجدت قارئة ناضجة تطرحه عليّ في رسالة بعثت بها عبر البريد الإلكتروني، وهي تكتب مداخلاتها على ما كتبته في هذا العمود يوم 22/3... وكأنها تلومني على تسريب هذا الشعور/ الخوف من الخوف الى صدور ونفوس العرب!! ولأن هذه القارئة العزيزة تطرح رأيها الذي تهدف من خلاله: أن تمنع تفشِّي الإحباط في نفوس العرب... فإنني - معها - لم أكتب يوماً لغرس الإحباط في عمق الإنسان العربي، بقدر ما أكتب مُعبِّراً عن واقع ومعاناة، لا نريد فيهما ان نغُطَّ رؤوسنا في عمق الرمال كالنعام... فلا بد من صحوة وتلفُّت حولنا... ولا بد من أن نخاف فنُقدِّر حجم الخوف حتى نستطيع ان نتعامل مع أبعاده وننسفهما! ودائماً أرحب بمداخلات كل من يتابع هذا العمود: محاوراً، وشاهداً على عصرنا، وقادراً على أن يضيف رأياً، أو فكرة، أو... وجهة نظر! واليوم... أستضيف القارئة/ صديقة "نقطة حوار"/ زين إحسان، التي كتبت تقول:
الأخ العزيز/ أبو وجدي: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. قرأت مقالك يوم الخميس 22/3/2001... ورغم إعجابي بأفكارك، فإنني أرجوك ألاَّ تتحدث عن الخوف ثانية!! يعجبني أنك قادر دائماً على تحسس موضع الألم، ولكن حديثك المتكرر عن الخوف أثارني... لا لأني لست خائفة، ولكن لأنني أموت خوفاً يوماً بعد يوم!! هي مخاوف قد تكون عامة، ولكن عندما تدرك - بحساسية وبعلم - أبعاد ما يدفعك للخوف... عندها تصبح مخاوفك متفردة!! نعم لديَّ الشجاعة لأقول: إنني خائفة... خائفة من: الحمى القلاعية، ومن جنون البقر، ومن الفشل الكلوي، ومن السرطان، ومن... وخائفة من الوهم، ومن القلق، ومن الوحدة، ومن الانسحاق الحضاري كما تسميه، وأخاف من الحرب أيضاً... ولكنني أرى: أن أصعب الخوف هو: الخوف من الخوف!! نعم نحن بلدان خائفة، ولكن... ألا ترى معي أن السبب هو العجز عن القيام بعمل مجدٍ؟! وإن استطعت ذلك، ليس بالضرورة ان يتاح لك العطاء والإثمار... إننا شعوب تنطبق عليها فرضية: "العجز المكتسب!! بمعنى: أن النتائج مستقلة دائماً عن الأسباب... أي العمل مستقل عن النتيجة، وكون الفرد يحصل على مكاسب ليست بالضرورة ان تكون نتيجة عمله... ومع كل هذه الأفكار المتشائمة والحقيقة المُرَّة أقول: أن تخاف، فأنت إنسان مشلول نفسياً، والسبيل الوحيد للخروج من هذه الحال هو: العمل... فالفارق بين الخوف والأمل هو العمل، أن تكون واثقاً مما تقوم به وسوف ينعكس على الآخرين بطريقة أو بأخرى!! رغم تكرار كلمة الخوف في كتاباتك وأنت تضعها في السياق الصحيح، لكنني أرى ان نرفض الخوف ونتقبل النتائج مهما كانت... عندها سنقول: إننا حقيقة عشنا حياتنا ولم تفرض علينا... وعذراً فأنا لا أريد أن أفرض رأيي ولكن هي وجهة نظر!!