أول الكلام: للشاعر السعودي/ ابراهيم شحبي: - ملل يهيل الركض في الطرقات والوقت يشربه الفرار وتهافت الأخبار في التلفاز والصحف المعفّرة السواد!! صديقي هذا ... يدعو الإنسان العربي الى: انتفاضة، ولكن ... ليست كانتفاضة اطفال وشباب الحجارة الذين يبذلون دماءهم الزكية في ميادين الاستشهاد. الانتفاضة التي يريدها صديقي الاعلامي العربي/ عماد بشير حقي: لا بد ان تحقق فعل الصدمة الكهربية التي تُخرج أمتنا العربية من هذا الضعف والاستسلام لما تفرضه القوى الكوبرا علينا، والتي تُنقذها من هذه الإغماءة الطويلة التي تراوح فيها!! يكتب لي صديقي/ عماد حقي: موجوعاً، وكأنه يعيدني الى حوار بدأته في هذا العمود عن: الخوف، وتلقيت عليه مداخلات من المتابعين لقراءة "نقطة حوار"، حتى كأنني خفت من مواصلة الحوار عن الخوف الذي يعشش في واقعنا العربي ... لكن صديقي/ عماد: عاد لتفجير الحوار الى أبعد من "النقطة"، وليفرض علينا حواره الجديد عن الخائفين ... وها هو يحلّ ضيفاً على هذا العمود اليوم: يا أبا وجدي: هذا العصر هو عصر الخوف ...، فاليوم نعيش أمام عملاق لا يغيب عن أعيننا ولو للحظة واحدة ... عملاق اسمه: الخوف من كل شيء، ومن أي شيء!! نخاف من اليوم ... نخاف من الغد ... نخاف من نهاية الشهر وما يحمله من فواتير كهرباء، وهاتف، وجوّال، والأرقام الفلكية!! نخاف ان نقود السيارة من كثرة سيارات الشرطة بداعي الحفاظ على سلامتنا لأننا قُصّر!! نخاف من مراجعة الدوائر الحكومية والتعقيدات البيروقراطية، ومتاهات السرية والانتظار ... وكأن المعاملة ليست من حق المراجع حتى يعرف مصيره!! نخاف البوح برأينا حتى لا يُفسّر بأنه ضد الوطن والمسؤولين بالدولة!! نخاف من الرأي الآخر، ونحشو آذاننا بالصلصال حتى لا يصلنا ولو نقيق رأي!! نخاف ان نعالج أمور ديننا حتى لا نُتهم بالكفر، والإلحاد، والزندقة!! نخاف ان نكون مع زوجاتنا منفردين بدون اطفال معنا لصعوبة اثبات الشرعية الزوجية!! نخاف الإنترنت حتى لا نُقارن بما نحن فيه!! نخاف مشاهدة التلفاز حتى لا نرى سقوط شهيد او تدمير منزل!! نخاف من ... ومن ... ومن ...!! يا سيدي/ لماذا كل هذا الخوف؟!! هل هو نقص في قدراتنا، او تصدّع في قيمنا، او فقدان في عنفواننا؟!! أم تراه الاستسلام لواقع فُرض علينا، او لوهن وشيخوخة في تفكيرنا؟!! لا بد لنا من انتفاضة، او صدمة كهربائية يعيدان لنا الأمل في الغد، واسترجاع الثقة في النفس، واعتمادنا على أنفسنا قبل الاعتماد على غيرنا!! لا نخاف ونكون رافعي الصوت مع رؤوسنا لكل ما هو مخالف للطبيعة ولمجرى الحياة!! ولكن ... كيف سيتحقق لنا ذلك؟! هل هناك من يقول لي بدون خوف ... بدون خوف ... بدون خوف؟!!