أظهرت وثائق رسمية قدمت للسلطات الاميركية ان مستثمرين من البرازيل واستراليا والسعودية اصبحوا يملكون معظم اسهم الشركة القابضة الجديدة مالكة شبكة "ايريديوم" للاتصالات الفضائية التي عادت للحياة من جديد. واشنطن - رويترز - طلبت وثائق رسمية اميركية نقل ملكية تراخيص أجهزة الاتصال النقالة الخاصة بشبكة "ايريديوم" وتراخيص اميركية اخرى صدرت في الاصل لصالح شركة سابقة افلست، الى الشركة الجديدة "ايريديوم ساتلايت" التي أصبحت تملك الشبكة. وجوهر المسألة يدور حول الغاء شرط الا تتجاوز الملكية الاجنبية غير المباشرة 25 في المئة والذي يترك القانون للجنة الاتصالات الاتحادية حرية التصرف فيه عند اصدار التراخيص للشركات التي تبيع خدمات اتصالات من هذا النوع في الولاياتالمتحدة. ويملك المستثمرون الاجانب ما مجموعه 61 في المئة من اسهم "ايريديوم هولدنغز" وهي الشركة الام لشركة "ايريديوم ساتلايت" الجديدة. كما يملك هؤلاء المستثمرون نسبة مماثلة من شركة تابعة تسعى الى نقل ملكية تراخيص اجهزة الاتصال النقالة اليها. ودفع المستثمرون 25 مليون دولار مقابل الشبكة التي تكبدت شركة "موتورولا" عملاق صناعة الالكترونيات ومستثمرون آخرون ما يقرب من ستة بلايين دولار في تأسيسها. وخلال اجراءات الافلاس الطويلة كادت الامور تصل أكثر من مرة الى حد اخراج شبكة الاقمار الاصطناعية الخاصة بمشروع "ايريديوم"البالغ عددها 66 قمراً عن مدارها وتركها تحترق عبر الغلاف الجوي للارض. واعادت شبكة "ايريديوم" الجديدة يوم الجمعة الماضي تشغيل خدمة الاتصالات الهاتفية التجارية العالمية عبر الاقمار الاصطناعية بعدما توقف عمل هذه الاقمار خلال فترة البحث عن مشتر جديد. وستؤدي الموافقة رسمياً على نقل تراخيص المشروع للمستثمرين الجدد الى ازالة العقبة الاخيرة امام عودة "ايريديوم" رسمياً للحياة من دون مشاركة "موتورولا" التي تملك التراخيص الحالية. وقال دان كولوسي رئيس الشركة الجديدة ومديرها التنفيذي ل"رويترز" هاتفياً، ان الخدمات استؤنفت الاسبوع الماضي على أساس تفاهم مع لجنة الاتصالات الاتحادية. وأضاف: "نحن في الاساس نسترشد بما قالوه لنا. وقد تفاوضنا على نقل التراخيص معهم اذا جاز القول قبل ان نتقدم بالطلب". ووصف انتظار بت الطلب الذي تقدمت به الشركة يوم 19 آذار مارس الماضي بأنه "وضع عادي جداً". وقال ان امام الشركة عاماً كاملاً للحصول على التراخيص والموافقات الخاصة من "موتورولا" وغيرها. ولم تدل لجنة الاتصالات بتعقيب فوري على الطلب. وتشغل شركة "بوينغ" الاميركية الشبكة لصالح المستثمرين الجدد. وتقدم "ايريديوم" خدمات مشفرة لوزارة الدفاع الاميركية التي وقعت معها في كانون الاول ديسمبر الماضي عقداً مدته سنتان بقيمة 72 مليون دولار. وقال المالكون الجدد للشبكة ان مفتاح النجاح على المستوى التجاري يتمثل في نقل الخدمات الى مناطق العمل النائية مثل منصات الحفر النفطية. وتستخدم وزارة الدفاع محطتها الارضية الخاصة في هاواي لاعادة بث مكالمات "ايريديوم" للعسكريين الاميركيين والمستخدمين الحكوميين الآخرين. وقال المستثمرون في الطلب: "ان بنية نظام ايريديوم تسمح لوزارة الدفاع باجراء اتصالات مأمونة بالكامل". وجادل المستثمرون الجدد بان ملكية مواطنين من البرازيل واستراليا لحصص في الشركة الجديدة يجب الا تكون نقطة خلاف تعرقل موافقة لجنة الاتصالات الاتحادية لان البلدين عضوان في منظمة التجارة الدولية. أما بالنسبة للشريك الاجنبي الآخر متمثلاً في شركة "بارالونكو" المسجلة في جزر الانتيل الهولندية، فإن المالك النهائي لها والمسيطر عليها هو الامير خالد بن عبدالله بن عبدالرحمن السعودي الجنسية. وهو يسيطر على مجموعة "موارد" السعودية القابضة التي تملك 8 في المئة من شركة "ايريديوم" القديمة. والسعودية ليست عضواً في منظمة التجارة الدولية. وتملك شركة "بارالونكو" حصة نسبتها 3،24 في المئة من شركة "ايريديوم كاريير" القابضة التي تسعى للحصول على ترخيص الاجهزة النقالة. ويسيطر على "ايريديوم كاريير" الاطراف الستة نفسها التي تسيطر على "ايريديوم" القابضة وهي الشركة الام لشركة "ايريديوم ساتلايت". وتملك شركة "بارينا هولدنغز بارتي" الاسترالية المملوكة لمايكل بويد 26.9 في المئة من "ايريديوم كاريير". وتملك شركة "ميلبورت اسوشييتس" البنمية التابعة لمجموعة "اينيبار" البرازيلية العملاقة للاتصالات والطاقة حصة تبلغ 9،8 في المئة في "ايريديوم كاريير". وأهم المستثمرين الاميركيين في هيكل الملكية الجديد بحصة تبلغ 9،26 في المئة هو شركة "سنديكيتد كوميونيكيشنز".