} فيما أمضى طاقم طائرة التجسس الأميركية المؤلفة من 24 شخصاً يومه الخامس في مكان سري في جزيرة هاينان الصينية دانت بكين الغطرسة الأميركية، وطالب الرئيس الصيني جيانغ زيمين باعتذار اميركي عن الحادث، فيما استغل الكونغرس الاميركي الازمة للتصويت على قرار يدين الصين بسبب سجلها "السيئ" في حقوق الانسان. بكين - واشنطن، تايبه، ستراسبورغ - رويترز، أ ف ب - طالب الرئيس الصيني جيانغ زيمين امس الولاياتالمتحدة بالاعتذار من بكين، بسبب اصطدام طائرة تجسس اميركية بمقاتلة صينية قبالة الشواطئ الجنوبية للبلاد ما أدى الى تحطمها، وهبوط طائرة التجسس الأميركية بطاقمها المكون من 24 فرداً في جزيرة هاينان الصينية. وحمل الرئيس الصيني الذي بدأ جولة تستغرق 12 يوماً على أميركا اللاتينية، الولاياتالمتحدة "المسؤولية الكاملة" للحادث. وأضاف ان "عليها القيام بشيء يشجع تنمية العلاقات الصينية - الأميركية في صورة متسقة، بدلاً من نشر تصريحات تخلط بين الجيد والسيئ، وتسيء الى العلاقات بين البلدين". واعتبر ديبلوماسيون مقيمون في بكين ان مواصلة جيانغ برنامجه كالمعتاد وعدم إلغاء جولته الأميركية اللاتينية، دليل الى أن الأزمة بين بكينوواشنطن ستحتوى سلماً. واستدعى وزير الخارجية الصيني تانغ جياشوان امس السفير الأميركي في بكين الأدميرال جوزيف بروير الى مقر الوزارة، وحمّله تنديد بلاده ل"غطرسة واشنطن". وطالب باعتذار عن الحادث. وقال تانغ: "إن اميركا ترفض مواجهة الحقيقة وتحمل مسؤولياتها وتستخدم حججاً واهية وتخلط بين الخطأ والصواب وتنشر تصريحات لا أساس لها ضد الصين". وأكد "أن الشعب الصيني مستاء جداً من ذلك". وفيما التزم الطلاب الصينيون الهدوء أمس حيال الأزمة مع واشنطن، ولم ينظموا تظاهرات داخل الجامعات، قال شهود ان ثلاثة محتجين يحملون العلم الصيني اقتربوا من مبنى السفارة الأميركية في بكين وأوقفتهم الشرطة وأمرتهم بالتفرق. وفي واشنطن، أعلن البيت الابيض ان الامر متروك للصين لتجنب تصعيد الموقف في شأن الهبوط الاضطراري لطائرة التجسس الى مستوى حادث دولي. وقال الناطق باسمه اري فلايتشر ان الرئيس بوش اشار الى "ان هذا حادث ولا يريد السماح بتصعيده، وان أفضل طريقة لمنع ذلك هي ان يطلق الصينيون جنودنا رجالاً ونساء حتى يتمكنوا من العودة الى الوطن". ولمح وزير الخارجية الأميركي كولن باول الذي رفض ان يقدم اعتذاراً باسم بلاده الى السلطات الصينية الى أن الرئيس جورج بوش قد يؤجل زيارته الرسمية المقررة الى بكين نهاية العام الجاري. وقال "إن أفراد طاقم الطائرة محتجزون في مكان سري وفي ظروف غير مقبولة". وطالب بإعادة الطائرة والسماح بعودة طاقمها. وأضاف: "سمعت تلميحات في شأن الاعتذار. ليس لدينا ما نعتذر عنه. كنا في حال طوارئ". ورفض تأكيد معلومات أو نفيها، أفادت ان خبراء صينيين فتشوا طائرة التجسس وأخذوا منها بعض العناصر. ولم يرد أيضاً القول هل تنتهك الصين القانون الدولي عبر احتجاز الطائرة الأميركية وأفراد طاقمها. وقال: "لا أريد إعطاء تعريف قانوني سواء لقيامهم أو عدم قيامهم" بما يشكل انتهاكاً لمبادئ القانون الدولي، مضيفا: "أعلم فقط انه امر غير مناسب وغير سليم ولا أساس له". لكنه لمح الى أن الولاياتالمتحدة تبقى مهتمة بالتعاون مع الصين في مجالات متعددة". وقال: "لدينا مصالح في المنطقة لكن ذلك لا يعني ان ليس في وسعنا ان نكون شركاء تجاريين، أو العمل معاً في مسائل ذات اهتمام مشترك". ووافق الكونغرس الاميركي على مشروع قرار غير ملزم يساند جهود الولاياتالمتحدة لرعاية قرار في الأممالمتحدة ينتقد سجل بكين في حقوق الإنسان في الاجتماع السنوي الذي يستمر ستة اسابيع للجنة الأممالمتحدة لحقوق الإنسان في جنيف. وكشف مسؤولون دفاعيون اميركيون ان طاقم الطائرة أتلف كل البيانات الحساسة فيها، قبل دخول عناصر الجيش الصيني إليها، ولم يوضحوا تفصيلات. وذكرت قيادة القوات الاميركية في المحيط الهادىء ان الديبلوماسيين الاميركيين الذين التقوا مساء الطاقم "لم يتمكنوا من البحث في المسائل السرية". وطلب ديبلوماسيون اميركيون في بكين من السلطات الصينية تنظيم لقاء ثان مع أفراد طاقم الطائرة، بعد لقاء مماثل أول من امس. وعلى رغم اشتداد الأزمة بين البلدين، قام فريق من الديبلوماسيين الأميركيين بمهمة حيوية أخرى... وهي شراء ملابس داخلية لطاقم الطائرة من متاجر في مدينة هايكو، عاصمة جزيرة هاينان. يذكر ان بين الطاقم المؤلف من 24 شخصاً ثلاث نساء. تايبه وفي تايبه، خرقت السلطات التايوانية صمتاً التزمته منذ اندلاع الأزمة. وطالبت الولاياتالمتحدة بتسليمها الأسلحة التي تطلبها للدفاع عن نفسها في مواجهة الصين. وقال رئيس الوزراء التايواني تشانغ شون - هسيونغ: "يجب عدم التضحية بمصالح تايوان لحل الأزمة بين واشنطنوبكين". وفي ستراسبورع أعربت الرئاسة السويدية للاتحاد الأوروبي عن قلقها "للتصعيد المثير للقلق" في العلاقات بين الصينوالولاياتالمتحدة. وأعلن رئيس الوزراء السويدي غوران بيرسن عن أمله "بأن تسوى الأمور على أساس القوانين المرعية في المجتمع الدولي". وحذر من تأزمها اكثر، مؤكداً "وجود قوانين يجب احترامها".