القاهرة - "الحياة" يزداد اشتراك أعداد كبيرة من شباب مصر في شبكة "الانترنت" سعياً وراء اهداف مختلفة، وإن كانت غالبيتهم تفعل ذلك بهدف التعرف الى أصدقاء جدد. والتقت "الحياة" بعض هؤلاء للوقوف على تفاصيل تجربتهم مع العالم الافتراضي الواسع للشبكة الدولية للكومبيوتر. تقول تهاني حسان، الطالبة في كلية الآداب في جامعة عين شمس: "بدأت علاقتي بعالم الانترنت منذ ثلاث سنوات، واهتممت بالبريد الإلكتروني والدردشة والتعارف، لأني أهوى التعرف الى أصدقاء جدد من جنسيات مختلفة، وتجاذب أطراف الحديث معهم، ما يزيد من معلوماتي عن العالم، وتستهويني مواقع الموسيقى والفنون، ويستغرق مني ذلك ساعتين يومياً على الأقل". وتضيف: "ان هذه الهواية تعد مكلفة جداً. فكلفة الساعة الواحدة في نادي الإنترنت تبلغ 12 جنيهاً 3 دولارات تقريباً، وفي اعتقادي انها أقل كلفة من شراء الكتب والمجلات. وأبحث احياناً عن مواد متخصصة في علم النفس والفلسفة". وتعتبر مديحة خيري 30 عاماً الانترنت مصدراً وحيداً لمعلوماتها عن الجنس، نظراً إلى القيود التي يفرضها المجتمع على الثقاقة الجنسية، سواء في المدرسة أو الجامعة أوالمنزل. وتؤكد أن صديقاتها، في معظمهن، يتصفحن المواقع التي توفر المعلومات الجنسية بحثاً عن الجديد فيها. وتعتمد خيري الشبكة للحصول على المعلومات التاريخية والجغرافية اللازمة للأبحاث المطلوبة منها في المؤسسة التي تعمل فيها، وأيضاً للوقوف على كل جديد في عالم الفن الغربي. أزياء الأطفال والدردشة وتقول هبة عادل 25 عاماً إن ما يهمها على "الانترنت" هو الجديد في عالم الموضة عموماً، وخصوصاً أزياء الأطفال "من أجل ابني، وتستهويني وزوجي صفحات السيارات والسياحة... وأستعين بالانترنت للبحث عن المعلومات التي أحتاج اليها في عملي كباحثة في برنامج المعونة الاميركية... أحب التسوق عبر الانترنت وخصوصا الكتب والمجلات، ولكن نظراً الى الكلفة الباهظة لهذه الهواية، أحاول أن أحدد ساعات جلوسي أمام الكومبيوتر". ويركز هشام إبراهيم 22 عاماً، الطالب في كلية السياحة والفنادق، على مواقع "الدردشة" التي لا تكلف شيئاً، مقارنة بأسعار المكالمات الهاتفية، وتتيح له التخاطب مع أصدقاء في الدول العربية، خصوصاً بعد تكاثر مواقع اللغة العربية. وتعترف رشا فريد 30 عاماً بأنها لم تكن تهتم، بداية، إلا بالتخاطب مع شقيقها في الولاياتالمتحدة الاميركية عبر البريد الالكتروني، لأن كلفته أرخص من المحادثة الهاتفية الدولية. ولا تعجبها مواقع الدردشة "لأنني لا أعرف كيف أتحدث مع شخص لا أراه ولا فكرة لدي عن مستواه الثقافي"، وتزعجها أيضاً محاولات اختراق بعض الأشخاص موقعها على الانترنت. وبدأت معرفة دينا سمير 18 سنة، الطالبة في كلية الطب في جامعة عين شمس، بالانترنت من طريق أصدقاء في النادي والجامعة. "أعجبتني فكرة الدردشة، بداية، لأنها عرفتني الى أصدقاء كثر، لكنها لم تستهوني، لأن بعض الأشخاص يستغلونها في الحديث غير اللائق". ويرى شوكت فتحي 36 عاماً أن "الانترنت تفتح مجالات عمل للشخص الطموح من خلال تصفح المواقع على الشبكة. فأنا أعمل في مجال الدعاية والاعلان وأبحث دائماً عن برامج الغرافيك والرسوم المتحركة، ما يجعلني أطلع على كل جديد. وأعتقد أن الشبكة هي بمثابة تذكرة سفر مجانية لمن يهوى السفر والسياحة والترحال إلى كل دول العالم لمعرفة ثقافات مختلفة، ولكل من يتطلع الى المعرفة الحقيقية والجادة". لكنه يعتقد أن عيب الانترنت خطورتها على الشباب الذي يبحث فقط عما هو خارج عن التقاليد والأعراف والآداب العامة، داعياً الى "التوعية الدائمة للحفاظ على القيم والأخلاق في مجتمعاتنا العربية". ويعزو المهندس هاني رزق 40 عاماً، صاحب أول ناد للانترنت في ضاحية مصر الجديدة الراقية في القاهرة، ظاهرة الانترنت الى حداثتها بالنسبة إلى الجمهور الواسع، ملاحظاً تساوي الاهتمام بها لدى الجنسين. وتختلف الاهتمامات بحسب الأعمار، فابن الرابعة عشرة مثلاً يبحث عن الألعاب وطرق التعارف والدردشة، وابن الخامسة والأربعين عن مواقع ومعلومات تفيده في عمله. إلا أنها أحياناً تستخدم بطريقة خاطئة، مثل إرسال تهديدات إلى إحدى السفارات الأجنبية في مصر. ويعتبر المساء مرحلة الذروة، إذ ترتفع وتيرة العمل في فصل الشتاء، لذلك جعلت ساعة الانترنت صباحاً بجنيه مصري واحد فقط، ومساء 12 جنيهاً. وعموماً انخفض دخل النادي في السنتين الماضيتين بنسبة 40 في المئة، نظراً الى تزايد عدد مقاهي الانترنت في مصر. أما المهندس سمير شحاتة المشرف على "نادي الانترنت"، فيؤكد أن غالبية المترددين على النادي من الشباب الذكور وبنسبة تتفاوت بين 60 و65 في المئة، نظراً الى سهولة خروجهم مساءً. ثم أن أكثر المواقع استخداماً هو البريد الالكتروني والألعاب والمحادثة والبحث.