أعلن زعيم الكتبة البرلمانية "للحزب الاشتراكي الصربي" برانيسلاف افكوفيتش، أنه سيتم تنظيم تظاهرات في بلغراد والمدن الصربية الأخرى، اعتباراً من بعد غد السبت، ما لم يفرج عن الرئيس السابق سلوبودان ميلوشيفيتش، بحلول نهاية يوم غد الجمعة. وأضاف افكوفيتش الذي تضم كتلته 37 نائباً في البرلمان في مؤتمر صحافي في بلغراد امس، ان اعتقال ميلوشيفيتش "لم يتم بحسب الأصول"، واعداً بطرح القضية على البرلمانين: اليوغوسلافي والصربي، إضافة الى الاحتكام الى الشارع. واعتبر ان ميلوشيفيتش تعرض لعملية خداع حين وافق على تعهد شفوي في شأن استسلامه، موضحاً ان الرئيس السابق "وافق على اعتقاله، كي لا يدع أحداً يموت من أجله". وحول استقالة الرئيس الصربي ميلان ميلوتينوفيتش من منصب نائب رئيس الحزب الاشتراكي الصربي، قال: "نفضل في المرحلة الراهنة ان يكون لصربيا رئيس غير مرتبط بحزب معين". وفي الوقت نفسه، نشرت صحيفة "بوليتيكا" شبه الرسمية الصادرة في بلغراد امس، انه ستوجه الى الرئيس الصربي ميلان ميلوتينوفيتش ووزير الخارجية السابق جيفادين يوفانوفيتش تهمتا "منحهما جوازات سفر ديبلوماسية الى أشخاص لا يستحقونها". وأضافت الصحيفة انه سيتم تقديم طلب من وزارة الداخلية الاتحادية الى الشرطة الدولية "الأنتربول" لإلقاء القبض على ماركو ميلوشيفيتش الموجود في الخارج وإحضاره الى يوغوسلافيا "للمثول امام القضاء لمحاسبته على الأعمال السيئة التي ارتكبها وعلاقاته بتنظيمات الجريمة المنظمة المافيا وتهريب السجائر". وكانت السلطات في بلغراد أعلنت ان إلقاء القبض على ميلوشيفيتش سيعقبه اعتقالات للمسؤولين والسياسيين وغيرهم الذين تورطوا في مخالفات قانونية. وإلى ذلك ذكرت مصادر "الحزب الاشتراكي الصربي" انه تم لغاية امس، توجيه الاتهامات الى 15 من قيادي الحزب. وذكرت صحيفة "بليتس" المستقلة الصادرة في بلغراد امس، انها علمت من مصادر مطلعة، ان الولاياتالمتحدة قررت ان تسلم الى السلطات اليوغوسلافية خمسة ملايين دولار من المعونة التي اعلنت عنها، بينما ربطت 45 مليون دولار اخرى، بتسليم ميلوشيفيتش الى محكمة لاهاي. ولم يستبعد رئيس الوزراء الصربي زوران جينجيتش محاكمة ميلوشيفيتش في لاهاي، لكنه اوضح خلال زيارته للعاصمة اليونانية امس، ان إعداد القضية بصورة جيدة هو من الأولويات الآن، مشيراً الى أن حكومته "تفضل محاكمة ميلوشيفيتش في بلغراد، حتى في تهم ارتكاب جرائم حرب". وإلى ذلك، أفاد منسق الشؤون الأمنية والخارجية للاتحاد الأوروبي خافيير سولانا انه ينبغي عدم الضغط على بلغراد بخصوص تسليم ميلوشيفيتش الى محكمة لاهاي، وقال: "لدينا ثقة تامة بحكومة بلغراد، ونحن لن نمارس ضغوطاً عليها، لأنها تعرف ما يتعين ان تفعله، وما قامت السلطات الجديدة في بلغراد به في الأشهر الماضية، في مجالي الاقتصاد والسياسة، أمر رائع، وعلينا منحها دعمنا وثقتنا". وفي غضون ذلك، وصل وزير الخارجية البريطاني روبن كوك الى بلغراد امس، والتقى الرئيس اليوغوسلافي فويسلاف كوشتونيتسا ووزير خارجيته غوران سفيلانوفيتش. وكان صرح قبل وصوله بأن ميلوشيفيتش يجب ان يحاكم امام محكمة الجزاء الدولية في لاهاي وإلا فإن "العدالة لن تتحقق". وخلص كوك الى أن "سائر دول العالم ستساعد صربيا وتمنحها مستقبلاً، وعليها في المقابل ان تفي بالتزاماتها الدولية وفي المقام الأول، تسليم ميلوشيفيتش الى القضاء". ومن جانبها أصرت محكمة جرائم الحرب امس، على ضرورة ان تسلم يوغوسلافيا الرئيس السابق الى المحكمة فوراً.