أدلت زوجة الرئيس الفرنسي الراحل، دانيال ميتران امس بأقوالها كشاهد امام القضاء الفرنسي، في إطار مبيعات الأسلحة غير الشرعية الى انغولا التي كانت أدت الى اعتقال نجلها جان - كريستوف ميتران في كانون الأول ديسمبر الماضي. وأمضت ميتران ساعة ونصف تقريباً في مكتب القاضيين فيليب كوروا وإيزابيل بريفو - ديبريه في محكمة باريس، غادرت بعدها برفقة حارسها الشخصي وسائقها والمحامي ريمي ويلمير، من دون الإدلاء بأي تصريح. وكان القاضيان كوروا وديبريه قررا استدعاء دانيال ميتران للإدلاء بشهادتها في قضية مبيعات الأسلحة الى أنغولا، إثر حديث نشرته صحيفة "لوفيغارو" الفرنسية في شباط فبراير الماضي، للأب بيار، أكد فيه انه حذر ميتران خلال لقاء معها سنة 1996 من "بعض النشاطات" التي يقوم بها ابنها جان -كريستوف في افريقيا. ونقلت الصحيفة في حينه عن الأب بيار وهو رجل دين مسن ناشط في المجال الاجتماعي، دعوته دانيال ميتران الى التدخل بطريقة ما لدى ابنها، لأن "الأمور قد لا تنتهي على خير". وأشار الأب بيار في حديثه للصحيفة الى أن رجلي دين أفارقة مقربين من الرئيس الزائيري السابق موبوتو سيسي سيكو، أبلغاه سنة 1996، ان جان - كريستوف ميتران يجني أموالاً طائلة عبر صفقات اسلحة لأنغولا. وأقرت دانيال ميتران التي تترأس منظمة "فرنسا الحريات" الناشطة بدورها في المجال الإنساني، أنها التقت الأب بيار مرات عدة سنة 1996، لكنها أشارت الى أنه لم يدر بينهما اي حديث سري وأنه لم يحدثها ابداً عن مبيعات الأسلحة لأنغولا ولا عن نشاطات ابنها. وكان الأب بيار من جهته، تراجع عن الأقوال التي نقلتها عنه "لوفيغارو"، وقال إن مضمونها قد حرّف، لكنه تجاوب مع طلب القاضيين كوروا وبريفو - ديبريه اللذين حضرا الى منزله في ضاحية باريس واستمعا لأقواله على مدى ساعتين. ويذكر ان القضاء الفرنسي اودع جان - كريستوف السجن، إثر أدلة على استفادته من عمولات من تاجر الأسلحة الفرنسي بيار فالكون، لقاء استخدامه لعلاقاته من اجل تسهيل مبيعات الأسلحة لعدد من الدول الافريقية منها أنغولا. وأخلي سبيله بعد اسبوعين امضاهما في سجن لاسنتيه لقاء كفالة قدرها 5 ملايين فرنك، وهو لا يزال في تصرف القضاء الفرنسي.