غادر جان - كريستوف ميتران، نجل الرئيس الفرنسي الراحل فرانسوا ميتران سجن لاسنتيه الباريسي ظهر امس، بعدما كانت والدته دانييل سلمت محكمة العدل كفالة بقيمة 5 مليون فرنك طلبها القضاء لقاء إخلاء سبيله. ولم يدل ميتران بأي تصريح لدى خروجه، وسارع الى الدخول الى سيارة كانت في انتظاره امام السجن. وكان جان - كريستوف ميتران اعتقل في 21 كانون الأول ديسمبر الماضي، بتهمة تقاضي عمولات قدرها 8،1 مليون دولار، لقاء تسهيله مبيعات اسلحة قامت بها شركة "برنكو انترناشونال" الى انغولا. ورفض ميتران في البداية مغادرة السجن إثر موافقة القضاء الفرنسي على إخلاء سبيله في الثاني من الشهر الجاري، بحجة أن المبلغ المطلوب للكفالة غير متوافر لديه. ويتوجب على ميتران إضافة الى تسديد الكفالة، تسليم جواز سفره الى السلطات القضائية، كضمانة لعدم مغادرته الأراضي الفرنسية، والمثول مرة في الأسبوع امام دائرة الشرطة في منطقة إقامته. واتهم ميتران في مقابلة مع مجلة "لو نوفيل أوبسرفاتور"، تنشر اليوم، القاضي فيليب كوروا الذي يتولى التحقيق في نشاط شركة "برنكو" بأنه يتحرك "بدافع الحقد" وبأنه أبدى "عدائية" بالغة حياله. كما أخذ على القاضي كوروا إجباره له على الإدلاء باسمه وشهرته واسم والده الراحل، مثله مثل أي متهم عادي. باسكوا الى ذلك، ينصب اهتمام القضاء الفرنسي حالياً على وزير الداخلية السابق شارل باسكوا، الذي كانت له شبكة علاقات افريقية يقول الإعلام الفرنسي إنها تعاملت مع شبكة العلاقات التي أقامها ميتران لدى عمله الى جانب والده مستشاراً للشؤون الافريقية. وتعزز الاهتمام القضائي بباسكوا بعد الشهادة الطوعية التي أدلى بها النائب فيليب دوفيلييه امام القضاء حول نشاط الوزير السابق واعتماده على أساليب تمويل غير شرعية. ورفض دوفيلييه، الذي كان أسس مع باسكوا حزب "التجمع من أجل فرنسا" ثم ما لبث أن انفصل عنه، الكشف عن مضمون ما أبلغه للقاضيين كوروا وايزابيل بريغو - ديبريه، واكتفى بالقول: "بوسعي أن أؤكد ان قضية ميتران - باسكوا، قضية خطيرة وقضية دولة لها امتدادات عبر القارات". وتعد شهادة دوفيلييه خطوة غير مألوفة في الوسط السياسي الفرنسي، وأشبه بوشاية، إذ لم يسبق لأي من السياسيين أن توجه تلقائياً الى القضاء لإبلاغهم معلومات عن سياسي آخر.