طالبت مفوضة فلسطين في فرنسا ليلى شهيد امس الاتحاد الأوروبي بتعليق اتفاقية الشراكة مع اسرائيل وذلك في اطار "مساهمة أوروبية حقيقية وفاعلة من أجل السلام في الشرق الأوسط". وقالت شهىد خلال لقاء مع نادي الصحافة العربية الذي يرأسه الزميل ياسر هواري، ان أوروبا كان لها في مؤتمر برشلونة "رؤية لشراكة تجارية وثقافية وسياحية مع دول جنوب المتوسط" وانها كانت كريمة جداً مع شركائها حيث بلغت قيمة مساعداتها المالية لهم خمسة بلايين يورو. وأضافت ان هذه الرؤية كانت الأمثل على الصعيد الاقتصادي، لكنها انطوت على وهم كامل على الصعيد السياسي. وتابعت ان مسيرة برشلونة نصت على شراكة اقتصادية قبل تأمين الحد الأدنى من الاستقرار والسيادة للسلطة الفلسطينية وان الأخيرة وقعت اتفاقية شراكة مع الاتحاد الأوروبي منذ سنة 1997، بما يسمح لها الاستيراد والتصدير المباشر لمنتجاتها وتشغيل مطارها ومرفأها. وأشارت شهيد الى ان اقامة المرفأ لم تتم نتيجة الوضع على الأرض، فيما انشئ المطار، لكنه متوقف عن العمل لأن اسرائيل تمنع استخدامه لنقل البضائع، والاتحاد الأوروبي لم يقم بأي خطوة تجاه الموقف الاسرائيلي. ورأت ان اتفاقية الشراكة بين فلسطين والاتحاد الأوروبي لا معنى لها طالما انها غير مطبقة، معتبرة ان تعليق الشراكة الأوروبية مع اسرائيل يمكن ان يكون له تأثير فوري. وذكرت شهيد انه سبق للاتحاد الأوروبي ان عاقب اسرائيل عامي 1986 و1989 عندما كان كلود شيسون يتولى المفوضية الأوروبية، لأن السلطات الاسرائيلية كانت تمنع في حينه تصدير المنتجات الزراعية الفلسطينية. وقالت انه بعد تعليق الشراكة الأوروبية مع اسرائيل استطاع الفلسطينيون ان يصدروا مباشرة منتجاتهم الزراعية. وأضافت: "إننا لا نفهم لماذا يعمل الاتحاد الأوروبي دائماً على تذكير دول المغرب العربي، التي تربطه بها اتفاقات شراكة، بضرورة احترام حقوق الانسان، في حين انه لا يذكر اسرائيل بذلك". وتساءلت: "ما هو اطار برشلونة؟"، مشيرة الى انه اطار قائم اساساً على حرية التنقل للبضائع والسلع والأفراد، وانه في الواقع لا يمكن الاشخاص أو السلع أو رؤوس الأموال ان تنتقل بين رام اللهوالقدس أو بين القدس والخليل وغزة والضفة. وطالبت الاتحاد الأوروبي بالإقرار بأنه لا يمكن تطبيق رؤية اقتصادية قبل معالجة الوضع السياسي. واكدت ضرورة ان يكون للاتحاد الأوروبي وجود أكبر على صعيد تحقيق السلام. وقالت انه عندما يتوصل الاميركيون الى تحقيق السلام في الشرق الأوسط، فإن الأوروبيين سيأتون الى المنطقة للتجارة، لكن الأمور لا تسير على هذا النحو، وأؤلئك الذين لن يؤكدوا حضورهم بصفتهم شركاء في السلام، لن يكون لهم حضور في مرحلة ما بعد السلام.