تفضح المتابعة التاريخية الدقيقة لمسلسل الهجرة اليهودية الى القدس وجوارها، على امتداد الألفية الثانية، مجموعة من الأكاذيب الإسرائيلية. كيف تكون فلسطين وطن اليهود ونحن نعلم أن عدد اليهود في القدس لم يكن يتجاوز 200 نسمة في سنة 1173؟ والرقم المذكور ليس من مرجع عربي، بل هو صادر عن رحالة يهودي زار المدينة المقدسة آنذاك. في 15 تموز يوليو 1099، ذبح الفرنجة 70 ألفاً، من غير المؤيدين لسياستهم من مسلمين ومسيحيين وأرثوذكس في القدس وجوارها، وأسسوا مملكة مسيحية جديدة. في العام 1146 ذكر الرحالة اليهودي ابراهام ابن Hiyya أنه لا يوجد أي يهودي في القدس. وفي العام 1173 زار القدس الرحالة اليهودي Benuamin of Tudela ولاحظ أنه يوجد 200 يهودي في المدينة من أصول فرنسية وبريطانية ويهودي واحد في مدينة الخليل. وفي 2 تشرين الأول اكتوبر 1187 دخل القائد صلاح الدين الأيوبي مدينة القدس وطرد الفرنجة منها ودعا اليهود والمسيحيين للعيش مع المسلمين في فلسطين. وذكر الحاخام اليهودي الفرنسي صموئيل سيمون أنه في العام 1210 تواجد 300 يهودي في القدس. وفي العام 1218 زار الرحالة اليهودي الإسباني جودا ابن سلمون الحريزي Al - Harizi القدس، ورأى حاخامات من أصول فرنسية وبريطانية كالحاخام صموئيل سيمون. غزو هولاكو وفي العام 1260 هجم هولاكو على القدس وعمل تقتيلاً في أهلها مسلمين ومسيحيين ويهوداً مما اضطر اليهود الذين كانوا في المدينة أن يهربوا الى القرى المجاورة. وفي 1267 زار الرحالة اليهودي Nahmanides القدس وقال إنه يوجد فيها يهوديان أخوان فقط يعملان في الصباغة وكان الأخوان في أيام السبت والأعياد يجمعون اليهود في القرى المجاورة لإقامة الشعائر الدينية في القدس. وفي عيد رأس السنة اليهودية في 1268 أنشأ اليهود كنيساً جديداً Ha- Ramban. وفي العام 1333 كثر عدد اليهود في القدس ومعظمهم أتوا من فرنسا. وفي 1390 أخذ الأشكيناز اليهود في القدس يتكاثرون بسرعة، على رغم ان اليهود السفارديم يشكلون أبرشية منفصلة. لكن كل اليهود في القدس سفارديم وأشكيناز كانوا يقيمون الشعائر الدينية في معبد واحد وهو Ha- Ramban، وفي أواخر 1391 وصل بعض اليهود السفارديم الإسبان وأقاموا في القدس بعد أن تعرضوا للمجازر على يد الكاثوليك الإسبان في فالنسيا 9 تموز 1391 وبرشلونة 5 آب / اغسطس 1391 وجيرونس 10 آب 1391. التسامح الإسلامي وفي العام 1434 ضرب الطاعون منطقة القدس وتوفي كثير من أهلها، وبينهم 90 يهودياً، وفي 1441 خرجت نحو مئة عائلة يهودية من القدس بسبب المجاعة. وفي 1481 بلغ عدد سكان القدس عشرة آلاف مسلم ومسيحي إضافة الى 250 عائلة يهودية نقدرهم بحوالى 1200 نسمة على الأكثر. لكن عدد العائلات اليهودية في القدس وصل في 1489 الى 70 عائلة الموسوعة اليهودية. وكان الأشكيناز يملكون معظم بيوتهم حول الكنيس اليهودي. وفي أواخر عام 1492 وصلت 130 عائلة يهودية نقدرهم ب700 نسمة تقريباً هاربة من الأندلس. وبفضل التسامح الإسلامي سكنوا في القدس. وفي العام 1495 كان اليهود ممنوعين من الدخول الى المسجد الأقصى لأنهم كانوا يعتبرونه مبنياً على هيكل سليمان ابن داود وذلك غير صحيح. وفي أواخر 1495 أخذ اليهود السفارديم القادمين من الأندلس يؤسسون أبرشية جديدة في القدس سموها "عادات سفارديم" Adat sefardim، مما دفع الأشكيناز الى تأسيس أبرشية جديدة. وقام اليهود السفارديم القادمون من شمال افريقيا بتأسيس أبرشية ثالثة سموها Adat ha - Ma arabin "عادات معرابيم". وكانت هناك أبرشية قديمة مستقلة اسمها "عادات مستعربين" Adat ha Musta ribin. لكن جميع اليهود في القدس كانوا يصلون في معبد واحد Ha- Ramban. أما اليهود الناطقون باللغة العربية فانضموا الى طائفة السفارديم، مما كان نتيجته تأسيس طبقتين رئيسيتين من اليهود في القدس: السفارديم والأشكيناز. وكانت عادة السفارديم الاقتران بزوجتين خلافاً للأشكيناز، وثيابهم تختلف عن ثياب الأشكيناز. الفتح العثماني في مطلع 1517 احتل السلطان العثماني سليم الأول مدينة القدس وطرد المماليك منها. وبدأ المزيد من اليهود من أقطار العالم كافة القدوم إليها والسكن فيها. في العام 1523 ضرب الجفاف القدس وهرب كثير من اليهود، وكان عددهم قبل الهروب يقدر بحوالى ستة آلاف يهودي. عام 1599 تضاءل عدد اليهود في القدس بسبب الطاعون. وفي 1621 أصبح الأشكيناز طائفة مهمة في القدس، وقدر عدد اليهود في المدينة بألفي نسمة. وفي 1635 تأسس مدراش جديد، وفي 1690 قدم الحاخام البولوني جاهودا هاشازيد الى القدس وانتخب رئيس الطائفة اليهودية الأشكيناز ووسع الكنيس "كنيست صهيون". اشتراه اليهود كمبنى مهدم في القرن الثالث عشر وفيه بعض الأعمدة من رخام، وباحة كبيرة تشبه الأديرة المسيحية وحولوه الى معبد يهودي. في 1721 أصبح اليهود الأشكيناز في القدس في فقر، وحين لم يتمكنوا من تسديد ديونهم الى دائنيهم أقدم بعض الدائنين على حرق معبدهم "معبد جاهودا"، وحولوه الى رماد وطردوهم باتجاه مدينتي الخليل وصفد. وفي 1730 كان حاخام القدس التركي أليعازر بن يعقوب ناحوم، وعاونه عام 1742 الحاخام المغربي من مدينة مكناش حاييم ابن عطار. وخلفه عام 1746 الحاخام اليمني نسيم مزراحي. وفي 1786 كان يوجد في المدينة 9 آلاف مسلم ومسيحي، وألف يهودي معظمهم من السفارديم. وكان لليهود مدفنان الأول تحت سور القدس قرب مسجد الأقصى والآخر في القاطع المقابل. وفي أواخر 1798 وصلت مجموعة صغيرة من اليهود المغاربة والجزائريين الى فلسطين واستقر بعضهم في القدس. ومن أبرز العائلات: طولويدانو وبيردجو، وبهلول، وعبو. وكان عدد يهود القدس يقدر بحوالى 3000 نسمة. وفي 1799 وخلال حصار نابوليون لمدينة عكا اتهم المسلمون والمسيحيون، اليهود، بمساعدة نابوليون، وهددوهم بالموت. القرن التاسع عشر وفي العام 1812 اجتاح وباء الكوليرا منطقة الجليل فغادرها 70 يهودياً، منهم عشرون من الأشكيناز الى القدس، وتنكروا بثياب اليهود السفارديم لأنهم طردوا عام 1721 من القدس. وفي العام 1812 أيضاً جاءت الهجرة الأولى من يهود كردستان العراق الى فلسطين واستقر بعضهم في القدس. وفي 1815 وصل يهود إيرانيون وعائلات جزائرية، واستقروا في القدس. وفي 1820 اشترى اليهودي التركي اسحق اغيمان منازل في القدس. وبين 1827 و1871، وصل يهود من بخارى ومن أبرز عائلاتهم الثرية يهود وميني. وفي 1831 وصلت عائلات يهودية جزائرية ومغربية، فبلغ عدد اليهود في المدينة خمسة آلاف. وفي 1832 افتتحت أول قنصلية للمملكة البريطانية في القدس. وفي 1837 حصلت هزة أرضية في مدينة طبريا أدت الى مقتل 700 من أبنائها. وانتقل معظم اليهود المقييون فيها الى القدس وأسسوا Bet ha Midrash ha yashen. وفي 1840 وصلت مجموعة من الأشكيناز من روسيا وروسيا البيضاء وأوروبا الشرقية الى القدس، وفي 8 تشرين الثاني نوفمبر قرر ملك بروسيا البروتستانتي والملك البريطاني الإنجيلي تنصير اليهودي البولوني ميخائيل سولومون الكسندر لأنه بحسب زعمهم ينتمي الى سلالة يعقوب ابن اسحق ابن ابراهيم وهذا خطأ لأن هذا اليهودي أشكينازي، وليس له علاقة بذرية ابراهيم، بل هو من سلالة الخازار التترية التي تهودت عام 711م تقريباً، وجعله أول مطران بروتستانتي انجيلي في القدس. وفي أيار مايو 1842 افتتح هذا المطران منزلاً في القدس أسماه الكلية العبرية. وبلغ عدد اليهود الذين أصبحوا انجيليين في عهده 31 فرداً. وفي العام نفسه 1842 حمل الحاخام التركي ابراهام حاييم Gagin مواليد اسطنبول وللمرة الأولى، لقب الحاخام الأكبر للقدس "حاخام باشي". وفي 1842 افتُتحت القنصلية البروسية. وفي 1843 افتتحت القنصلية الفرنسية. وفي 1844 افتتحت قنصلية الولاياتالمتحدة الأميركية، وفي 1847، القنصلية النمساوية. وفي 21 كانون الثاني يناير 1849 افتتحت كنيسة للإنجيليين في القدس، وفي العام نفسه نجح الصهيوني البريطاني موشيه مونتفيوري في الحصول على فرمان من السلطان العثماني سمح بموجبه لليهود بشراء الأراضي في القدس. وفي حزيران يونيو 1853 وقعت حرب القرم بين روسيا والسلطنة العثمانية، وخلال هذه الحرب هاجر كثير من يهود القرم اوكرانيا اليوم واستقر بعضهم في القدس. وفي نيسان ابريل 1854 نشر الشيوعي اليهودي الألماني كارل ماركس مقالاً تحدث فيه عن التعقيدات الإثنية اليهودية في القدس، مشيراً الى مجيء اليهود الى هذه المدينة من دول بعيدة ومتعددة. وقال أيضاً عن يهود القدس انهم عرضة للأذى من المسلمين، ومن المسيحيين اليونانيين الأرثوذكس واللاتين. وقد تمكن موشيه مونتيفيوري عام 1855 ونتيجة لتدخل بريطانيا من شراء قطعة أرض في القدس من باشا القدس احمد آغا الدردار وأقام عليها حياً يهودياً عام 1860 عرف بحي "مونتيفيوري" افتحمه المجاهدان ناجي مصطفى وعبدالقادر التونسي في 23 آذار/ مارس 1958 بسيارة مليئة بالمتفجرات وبنى الى جانب هذا الحي طاحونة للدقيق ليعمل فيها فقراء يهود. وفي 1848 افتتح المجمع الروسي "المسكوبية" خارج أسوار القدس. وفي 1860 افتتحت قنصلية سردينيا داخل القدس. وفي 1862 افتتحت القنصلية اليونانية. وفي 5 أيلول سبتمبر 1862 جرى توقيع معاهدة بين العثمانيين والفرنسيين والروس للحفاظ على قبر المسيح المقدس في القدس، تنص على منع اليهود من الاقتراب من قبر المسيح. مستوطنات وأحياء وفي آذار 1863 أنشأ اليهود جريدة في القدس دعيت Ha - Levanon ودعت إلى إنشاء المستوطنات واستصلاح الأراضي خارج أسوار القدس، كما دعت الى الاهتمام بأرض إسرائيل التي تمتد حتى أرز لبنان ولهذا السبب سميت الجريدة Ha - Levanon، وبعد هذا الإعلان شيد موشيه مونتيفيوري خارج أسوار القدس حي "مشانوت شاننيم". وفي العام 1867 أسس الحاخام داود بن شمعون، زعيم يهود شمال افريقيا، مع اليهود المقيمين في القدس حياً خارج أسوار القدس دُعي "محنية إسرائيل". وفي 1869 انشأ اليهود حياً دُعي "نحلة شفع". وفي 1870 أنشأوا حي "صخرة يعقوب". وفي 1872 افتُتحت القنصلية الإيطالية في القدس. وفي 1874 أنشأ اليهود حي "موشيرم". وفي 1876 أنشأوا حي "مساكن إسرائيل". في 1877 هاجر الى فلسطين 130 يهودياً تونسياً واستقر بعضهم في القدس كما استقر في العام نفسه في القدس يهود من بلغاريا وصربيا هاربين من الحرب العثمانية الصربية. وفي 8 آب أقام اليهود المقيمون في القدس أول مستوطنة يهودية على أطراف إم لبس العربية شمال شرق يافا دعيت بتاح تكفا Tiq-va-Petah بوابة الأمل، وكانت أول مستوطنة تقام خارج القدس والخليل وصفد وطبريا. ومن 1879 إلى 1881 قدم بعض اليهود الروس والأوكرانيين والبولونيين الأشكيناز. وفي 1880 أنشأ اليهود في القدس حي "مذكرة موشي" وفي 1881 استقرت بعض العائلات اليهودية اليمينية خارج أسوار القدس، ليصبح عدد اليهود في أواخر 1881 نحو 14 ألف نسمة. وفي 1885 وصلت أيضاً بعض العائلات اليهودية اليمنية واستقرت خارج القدس. وفي 1886 انشأ اليهود في القدس حي "بيت اسرائيل" شمال حي "موشيرم" على أرض تدعى البركة والمصبنة. وفي 1886 افتتحت القنصلية الإيرانية. وفي 1887 انشأ اليهود في القدس حي عُرف ب"سكوت شلوم". وفي 1888 أنشأوا حي "بن يهوذا" نسبة الى اليهودي أليعازر يهودا مواليد لتوانيا عام 1858، توفي في القدس عام 1922، ونفذ المجاهدون العرب في 24 شباط فبراير 1948، وفي 30 تموز و4 أيلول 1997، هجمات استشهادية أدت الى مقتل إسرائيليين في هذا الحي. وفي 1877 افتتحت القنصلية الروسية داخل أسوار القدس. وفي 1889 أقام اليهود حي "شعارية تصيدق". وفي 1890 أنشأوا حي "بيوت تيمن"، وقد أسس هذا الأخير يهود مهاجرون من اليمن. وفي 1891 اصبح عدد يهود القدس 25 ألفاً و322 نسمة. وفي 6 كانون الأول ديسمبر 1892 كتب القنصل البريطاني تقريراً الى حكومته فيه: "إن التعليمات الصادرة من حكومة الباب العالي تفيد عدم السماح لليهود الجدد بالاستقرار في القدس". وفي 1893 انشأ اليهود حي "البخاري" واستقطب بشكل رئيسي المهاجرين اليهود من منطقة أوزبكستان في آسيا الوسطى، وكان يعتبر من أجمل الأحياء اليهودية المقامة في القدس. وفي 1894 قام الوالي التركي في القدس بتجميع اليهود القادمين من إيران بهدف ترحيلهم، لكن هذه المحاولة باءت بالفشل بعد ان تدخلت جهات عدة منها بريطانية وماسونية حالت دون تنفيذ هذا الأمر. وفي 1894 أقام اليهود الأوروبيون مستوطنة موزا Moza خارج أسوار القدس. وفي 1895 أقام اليهود البلغار على بلدة عرطوف قضاء القدس مستعمرة سميت هارطوف Ha- rtuf. هرتزل ومساعيه وفي 19 حزيران 1896 قال السلطان عبدالحميد الثاني لهرتزل: "لا أقدر أن أبيع ولو شبراً واحداً من البلاد في فلسطين. إنها ليست لي بل لشعبي... ليحتفظ اليهود ببلايينهم". وفي 17 أىلول 1897 كتبت الجريدة اليهودية الإيطالية Jewish Chronicle: "ان بابا روما قرر اعتماد كل الوسائل من أجل عدم إقامة الدولة اليهودية في القدس". وفي 28 كانون الأول 1899 قابل هرتزل السفير الأميركي في تركيا في مدينة فيينا. ومما قاله هرتزل للسفير الأميركي: "إن الكنيستين الأرثوذكسية والكاثوليكية ترفضان ان يأخذ اليهود الأراضي المقدسة في فلسطين". وفي 5 كانون الثاني 1904 اجتمع البابا بيوس العاشر مع الصهيوني هرتزل في روما، ومما قاله البابا له: "لن أقبل بأن تقع القدسوفلسطين في أيدي اليهود وأني أفضل ان أرى القدس تحت حكم المسلمين على أن أراها تحت حكم اليهود لأن اليهود لم يعترفوا بيسوع ابن مريم". وفي 1906 أقام اليهود في القدس حي "زخرون موشيه" وحي "أهافا". وفي 1907 هاجر 200 يهودي يمني من صعدة الى فلسطين، واستقر بعضهم خارج أسوار القدس. كما هاجر عام 1908، ألفان وخمسمئة يمني، وانتشروا في القدس ويافا. وفي 1910 أقام اليهود في القدس حي "جفعات شاؤول"، وفي 1913 وصل عددهم في المدينة الى 44 ألف نسمة ثم تقلص عددهم عام 1917 الى 28 ألف يهودي بسبب ارتحال أعداد كبيرة منهم عن فلسطين خلال الحرب العالمية الأولى. وفي 23 شباط 1915، كوَّن اليهودي الروسي فلاديمير Japotinsky مع اليهودي الروسي جوزيف ترمبلدور اغتاله المجاهدون اللبنانيون قرب المطلة في الأول من آذار 1920 الفيلق اليهودي في مصر، لمساعدة بريطانيا في حربها في فلسطين ضد العثمانيين. وفي 9 كانون الأول 1917 دخل الجيش البريطاني مدينة القدس، ووقف ضابط بريطاني ليقول بلغة عربية فصحى: "إن الأمير الهاشمي فيصل ابن الشريف حسين سوف يرسل نائباً عنه لاستلام القدس من البريطانيين". وكان كلام هذا الضابط أول كذبة رسمية تطلقها بريطانيا بعد انتصارها على الأتراك في القدس. * كاتب لبناني. والمنشور جزء من كتاب يصدر قريباً.