دل مسح شامل للمساجد في الولاياتالمتحدة الى ان عددها ارتفع بنسبة 25 في المئة وان ما يقارب مليونين من اصل 6 - 7 ملايين مسلم موجودين في الولاياتالمتحدة يشاركون بنوع او بآخر في نشاطات دينية ترتبط بهذه المساجد. وأعلن مجلس العلاقات الإسلامية الأميركية كير في مؤتمر صحافي عقده في مبنى الصحافة الوطنية في العاصمة الأميركية نتائج أكبر دراسة من نوعها للمساجد في اميركا. وكشفت الدراسة، التي تعد جزءاً من دراسة كبرى للجماعات الدينية الأميركية المعاصرة ينسقها معهد "هارتفورد لدراسات الأديان"، عما تتمتع به مساجد في أميركا من فاعلية ونشاط وتأثير إيجابي في حياة المسلمين في الولاياتالمتحدة. بلغ عدد المساجد التي تناولتها الدراسة 412 مسجداً من أصل 1500 - 2000 مسجد، واستغرق إعداد الدراسة نحو عامين. ومن أهم النتائج التي توصلت إليها الدراسة ما يأتي: - هناك نمو كبير في عدد المترددين على المساجد. ففي المتوسط يشارك 1625 مسلماً بالنشاطات الدينية لكل مسجد، كما أن حوالي 50 في المئة من المساجد يرتادها 500 مسلم أو أكثر بشكل دائم. - تقدير عدد المسلمين في أمريكا بنحو 6 - 7 ملايين شخص، لكنه يبدو تقديراً محافظاً في ظل نتائج الدراسة التي تشير إلى ارتياد مليوني مسلم للمساجد الأميركية. وزاد عدد المشاركين في أنشطة المساجد في أكثر من 75 في المئة من المساجد خلال السنوات الخمس الأخيرة. وظهر هذا النمو في مختلف أنحاء الولاياتالمتحدة خصوصاً في المساجد التي تقع في ضواحي المدن والتي شهدت أسرع نسبة نمو. وأكثر من 90 في المئة من ممثلي المساجد أعربوا عن اعتقادهم بأنهم يتبعون "بقوة" الأصول الأساسية للدين الإسلامي، وهي القرآن والسنة. كما يعتقد 71 في المئة من ممثلي المساجد بضرورة أخذ الظروف المعاصرة وأهداف القرآن والسنة في الاعتبار عند تفسيرهما. وأكد معظم هؤلاء أن مساجدهم حية وفعالة 79 $ وأن لديهم تصوراً واضحاً لرسالة مساجدهم 88 $. - معدلات اعتناق غير المسلمين للإسلام في الولاياتالمتحدة عالية جداً ومستقرة المعدلات نفسها كما في عام 1994، ففي المتوسط يعتنق 16 شخصاً الإسلام في كل من مساجد الولاياتالمتحدة كل سنة، كما أن 30 في المئة من مرتادي المساجد هم من معتنقي الإسلام، وشهدت 90 في المئة من المساجد حالة واحدة - على الأقل - من حالات اعتناق الإسلام خلال العام الماضي. - المساجد الأميركية جديدة نسبية، اذ أن ثلثها أسس في التسعينات و32 في المئة منها أفتتحت في الثمانينات. وهي تتميز بالتعدد العرقي، اذ أن 33 في المئة من روادها المنتظمين من أصل جنوب آسيوي، و30 في المئة من أصل أفريقي أميركي، و25 في المئة من أصل عربي. - تقوم المساجد بنشاطات الدعوة لغير المسلمين، فخلال العام الماضي نظم معظمها واحداً من الأنشطة الآتية: زيارة مدرسة أو كنيسة لتقديم الإسلام، الاتصال بالصحافة، الاتصال بأحد السياسيين، المشاركة في حوار للأديان. وأكثر من 20 في المئة من المساجد لها مدارس مدرسة نظامية. وأكثر من 70 في المئة من ممثلي المساجد أعربوا عن "موافقتهم بشدة" على ضرورة اندماج المسلمين في المؤسسات الأميركية ومشاركتهم في العملية السياسية. وتعقيباً على الدراسة ونتائجها قال المدير التنفيذي ل "كير" نهاد عوض انه "تؤكد أن المسلمين جزء لا يتجزأ من المجتمع الأميركي، وأن جزءاً كبيراً من قوة المسلمين في أميركا يكمن في مساجدهم. انه مراكز للعبادة وساحات لتعبئة المسلمين سياسياً واجتماعياً، وهذا يفسر الاهتمام الكبير الذي أولته الصحافة الأميركية للدراسة ونتائجها". وبالفعل غطت الصحافة الأميركية الدراسة والمؤتمر الصحافي باهتمام. ويفسر إبراهيم هوبر، مدير الإعلام والاتصالات في "كير"، اهتمام الصحافة بأنه يعبر عن "الوجود المتنامي للمسلمين في الساحة الأميركية على مختلف المستويات، وعن أهمية الدراسة كأكبر تجربة من نوعها حتى الآن"، وأضاف ان مؤسسة "كير" ستعمل على ترويج الدراسة إعلامياً وسياسياً في الأسابيع المقبلة "نظراً الى ما تكشفه من حقائق ستكون لها أثار إيجابية عديدة في مستقبل المسلمين في أميركا". أشرف على إعداد الدراسة الدكتور إحسان باجبي، الأستاذ في جامعة شاو في ولاية ساوث كارولينا، وشاركت ثلاث منظمات مسلمة كبرى مع مجلس العلاقات الإسلامية الأميركية CAIR في رعاية الدراسة، وهي: الاتحاد الإسلامي لشمال أميركا ISNA، واتحاد المسلمين الأميركيين برئاسة إمام وراث الدين محمد، والحلقة الإسلامية لشمال أميركا ICNA. ويمكن الإطلاع على نص الدراسة كاملاً باللغة الإنكليزية وملخص لأهم نتائج باللغة العربية قريباً في موقع "كير" على الإنترنت: http://www.cair-net.org .