باريس - "الحياة" - الفيلم الذي حققه السوري عمر آميرالاي عن رئيس الحكومة اللبنانية رفيق الحريري، وعرض في بيروت وعلى أكثر من محطة فضائية، عرضته في باريس، قبل أيام محطة "آرتي" الفرنسية الألمانية ذات التوجه الثقافي والنخبوي. الفيلم عنوانه "الرجل ذو النعل الذهب"، وهو عنوان له دلالته اذ يقتبس في تناقض مع اسم اطلقه الشاعر كاتب ياسين، قبل عقود على هوشي منه "الرجل ذو النعل الكاوتشوك". وهذا الفيلم أثار نقاشات واسعة، بين مؤيد ومعارض، حين عرض، خصوصاً، في بيروت، لكن كثيرين رأوا فيه "خدمة غير مقصودة قدمها السينمائي الى رجل الأعمال والمسؤول اللبناني"، فاذا كان المخرج حقق فيلمه أصلاً، لكي يشكل محضر اتهام ضد الحريري، فإن الفيلم تحول في النهاية صورة للحريري براقة وغير متوقعة. الفرنسيون، رأوا في تعليقهم على عرض الفيلم الشيء نفسه، وان كانت الناقدة تيريز - ماري ديفونتان، اضافت في نبذة نشرتها في ملحق صحيفة "لوموند" ان "لا شيء مملاً في هذا الفيلم، لكن فيه شيئاً من العناصر الكوميدية. ومع هذا فإن المسائل الجوهرية موجودة فيه، مثل مسألة السلم الأهلي والطوائف والليبرالية الاقتصادية ومستقبل لبنان". وتقول الناقدة "إن هذه المسائل تبرز حين ينبري اصدقاء السينمائي، وقد ساءهم ما آلت اليه مسيرة الفيلم، الى اتهام المخرج بأنه عجز عن الوصول الى هدفه". وتضيف ان تلك المسائل موجودة "في المشاهد المتحدثة عن اعادة اعمار بيروت". وتخلص الكاتبة، الى ان رفيق الحريري لم يكتف بأن يتجاوب، في الفيلم، مع اللعبة التي حاول آميرالاي فرضها عليه، بل تبدى كذلك ظريفاً وصاحب نكتة بل انه، في معرض كلامه، أقر بأن شيئاً من الخيلاء والعجرفة كان يستبد به أول عهده بالسياسة.