أكد الرئيس الحريري بعد اجتماعه مع مستشارة الأمن القومي كوندوليزا رايس أنه ليس في نية الإدارة الأميركية إثارة مشكلات في وجه لبنان الذي يحاول جدياً النهوض بالوضع الاقتصادي بدءاً بتصحيح الوضع الحالي وخفض خدمة الدين والعجز بالموازنة. وقال الحريري ل"الحياة"، بعد اجتماعه مع رايس، أن ما يسمى ب"القضايا الساخنة" التي يتداولها الإعلام الغربي في ما يتعلق بالوجود السوري و"حزب الله" ونشر الجيش في الجنوب، "لم تكن حاضرة في اللقاء"، مشيراً إلى أنه أتى على ذكر مزارع شبعا تكراراً للموقف الذي طرحه أثناء محادثاته مع الرئيس الأميركي، وفي سياق الحديث عن ان السلام العادل والشامل لا يمكن أن يتحقق من دون استرجاع كامل الأراضي وتنفيذ القرارات الدولية بحرفيتها، خلافاً لما يحاوله رئيس وزراء إسرائيل". ولفت الحريري إلى أن إسرائيل "تدعي رغبتها في تنفيذ القرارات الدولية، في الوقت التي تحاول أن تبقي على قسم من أراضي لبنان مزارع شبعا تحت الاحتلال كما تفعله بالنسبة الى الجولان والأراضي الفلسطينية المحتلة". واضاف: "لا أفهم هذا المنطق الذي يتنافى مع القرارات الدولية، فضلاً عن انه يؤدي إلى توسيع دائرة العنف، ومن حقنا أن نقاومه". وكشف الحريري أن وزير الخارجية الاميركي كولن باول أجابه في حضور بوش أنه باول أثار هذا الموضوع في بيانه الأخير الذي دعا فيه إلى وقف العنف من قبل الجانبين. فرد عليه الحريري بأن هذا الموقف جيد، وتمنى أن تفهم إسرائيل ذلك ف"المشكلة عندها وليست عندنا". ورداً على سؤال أبدى الحريري ارتياحه الى اجتماعه مع رئيس البنك الدولي جيمس وولفنستون، الثاني خلال 24 ساعة، قائلاً: "اننا لمسنا كل استعداد لمساعدة لبنان وان هناك دعماً أميركياً، لأن أحداً لا يريد عدم الاستقرار الاقتصادي في لبنان". وأضاف: "اذا تعذر الاستقرار السياسي في غياب التسوية السلمية الشاملة، فلا بد من دعم لبنان لتمكينه من الوقوف على قدميه اقتصادياً". ورجح الحريري أن يعقد اجتماع ثاني لدعم لبنان اقتصادياً على غرار اجتماع باريس، لكن بمشاركة أوسع في أواخر شهر حزيران يونيو المقبل. وأضاف ان لبنان يفضل أن يأخذ وقته للتحضير لهذا الاجتماع لضمان نتائج ملموسة. وعلق الحريري أهمية على اجتماعه مع وزير الخزانة الذي تلقى، حسب معلومات "الحياة"، اتصالاً من رايس أكدت له فيه توجه الرئيس بوش لدعم جهود الحكومة اللبنانية في الاصلاح الاقتصادي، مشيراً إلى أن بعثة من البنك الدولي ستزور بيروت قريباً لتدرس عن كثب مشروع الخصخصة الذي أعدته الحكومة ويعتبر جزءاً من اصلاحها الحالي. وفي معلومات الوفد اللبناني، ان رايس لم تتطرق أبداً إلى مسألة الوجود السوري في لبنان، بل أعطت اشارات ايجابية نحو سورية، مبدية ارتياحها إلى ما أعلنه الحريري أمام البيت الأبيض بأن بوش لا يزال يضع ملف السلام في الشرق الأوسط على سلم أولوياته، مكررة القول انه "ليس صحيحاً اتهامنا بأننا نبتعد عن الشرق الأوسط". واعتبر الحريري أن المسؤولين الأميركيين الآخرين الذين التقى بهم تطرقوا إلى بعض المواضيع الساخنة بشكل تقليدي، وهم يدركون الموقف اللبناني وعدم رغبة لبنان في تعديل قناعاته، مضيفاً ان هناك قراراً سياسياً بدعم لبنان من خلال دعم برنامج الحكومة.