ذكرت مصادر ديبلوماسية غربية أمس أن رئيس الوزراء الاسرائيلي آرييل شارون يمهد لإعلانه قبول المبادرة الاردنية - المصرية بعد إجراء تعديلات عليها إثر محادثات اجراها في عمان وفد أمني اسرائيلي برئاسة المدير العام لوزارة الدفاع أموس يارون مع مسؤولين أمنيين أردنيين يوم الخميس الماضي ولم يعلن عنها في حينه. وفي طهران ضجت قاعة المؤتمر بتصفيق حار عندما أطلق الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله تحذيراً شديد اللهجة لاسرائيل "بأن الفلسطينيين ليسوا وحدهم، وحزب الله لن يقف مكتوف الأيدي" إذا تصاعد القمع الصهيوني ضدهم. وأضاف: "أقول للصهاينة انتظرونا من حيث تحتسبون ومن حيث لا تحتسبون". ودعا الى "تحطيم قواعد شارون وآماله في وقف المقاومة في لبنان والانتفاضة في فلسطين". راجع ص 4 وأبلغت المصادر "الحياة" ان الملك عبد الله الثاني استقبل يارون بعدما اجرى وفده محادثات مع المسؤولين الاردنيين اسفرت عن احراز تقدم على صعيد اقناع اسرائيل بقبول المبادرة التي تهدف الى وقف الاعتداءات الاسرائيلية على الفلسطينيين واستئناف المفاوضات السلمية بين الجانبين بعد إدخال تعديلات عليها. وأضافت ان الجانب الاسرائيلي سرب معلومات عن اللقاء الامني الذي عقد في عمان على رغم التعتيم الذي فرض عليه. واوضحت ان اسرائيل تطالب بتعديلات على المبادرة في ما خص الجزء الذي يدعوها الى تجميد النشاط الاستيطاني واستئناف المفاوضات في الوضع النهائي ووقف استخدام الاسلحة المحظورة وفق المواثيق الدولية. ومن المعروف ان شارون يرفض استئناف هذه المفاوضات ويدعو الى مفاوضات في مراحل انتقالية، وتتحفظ حكومته على النص الخاص بتجميد الاستيطان في الاراضي الفلسطينية كما جاء في المبادرة التي تستند الى تفاهمات شرم الشيخ التي تم التوصل اليها في تشرين الاول اكتوبر الماضي. كما ترفض الدعوة الى حظر استخدام الاسلحة الممنوعة دولياً، إذ تعتبر ذلك اتهامها ضمنا بإرتكاب جرائم حرب. وترتكز المبادرة المشتركة الى محاور أساسية عدة هي اتخاذ خطوات متبادلة لوقف النار وانهاء الحصار العسكري والاقتصادي المفروض على الاراضي الفلسطينية، ومباشرة تدابير لبناء الثقة، ووقف النشاط الاستيطاني واحياء التعاون الامني وتنفيذ الاتفاقات المبرمة بين الطرفين واستئناف المفاوضات في الوضع النهائي. وكان وزير الخارجية الاردني عبد الإله الخطيب اجرى محادثات في تل ابيب مع رئيس الوزراء ونظيره الاسرائيلي شمعون بيريز الاسبوع الماضي أعلنت الدولة العبرية إثرها الرد على المبادرة بعدما كان شارون رفض البحث فيها من حيث المبدأ. من جهة أخرى اكد وزير الخارجية الاردني عبدالاله الخطيب في اتصال هاتفي مع "الحياة" من الرياض أن "ليس هناك حل للخروج من الأزمة الحالية والوضع المأسوي الحالي سوى القبول بالافكار التي وردت في الورقة الاردنية - المصرية". وأوضح أن بلاده ما زالت تنتظر الرد الاسرائيلي الرسمي علىها. وقال: "نحن هدفنا ان يأتينا رد ايجابي على هذه الافكار"، التي أكد "ان هناك موقفاً دولياً داعماً لها وبخاصة من الاوروبيين والولايات المتحدة الذين يرون أنها ممكنة وان تقديمها جاء في محله". من جهة اخرى، أجمع المشاركون في المؤتمر الدولي لدعم الانتفاضة الفلسطينية الذي بدأ اعماله امس في طهران على وصول عملية التسوية مع اسرائيل الى طريق مسدود وعلى أن الخيار الوحيد هو الانتفاضة والمقاومة. واعلن رئيس المجلس الوطني الفلسطيني سليم الزعنون "ان أوسلو كانت مهزلة، وان التسوية مع اسرائيل حقيقة زائفة". ودعا خالد مشعل رئيس المكتب السياسي ل"حركة المقاومة الاسلامية" حماس فدعا علناً الدول العربية الى غض الطرف عن وصول أسلحة الى الفلسطينيين.