افتتح ملك السويد كارل السادس عشر غوستاف مطلع الشهر الجاري أول متحف في العاصمة استوكهولم يحمل اسم ألفرد نوبل. العالم الذي وضع السويد على خارطة العالمين الأدبي والعلمي من خلال جوائزه المشهورة للأدب والطب والفيزياء والسلام والاقتصاد، ومن خلال ثروته التي وصلت الى بليون ونصف البليون كرون جمعها بفضل اكتشافه لمادة الديناميت التي ساهمت في شق طرقات المدن وخرق الجبال وتحديث أساليب العمران في العالم والأخطر من ذلك تطوير الصناعة العسكرية التي تهدم ما يبنيه الإنسان. اختارت لجنة نوبل مبنى البورصة في استوكهولم حيث تعلن اسماء الفائزين بجائزة نوبل للأدب مرة كل عام، لكي يكون مركز عرض تاريخ مئة عام من جوائز خلفت نقاشات حادة بين ساسة العالم، ورفعت علماء وكتّاباً الى مستوى العالمية. الآلام واللحظات الحاسمة في تاريخ البشرية ترتاح الآن في متحف نوبل. فالغرف العشرون تقدم للزائر تاريخ العالم في صور قادة نالوا نوبل السلام، كالقس مارتن لوثر كينغ، وهو يلقي محاضرته الشهيرة في أوسلو سنة 1964: "لا أؤمن بأنظمة تحتقر اكثر من 29 مليون مواطن أسود من مواطنيها، لا أؤمن بأنظمة تمنع المقترعين من الإدلاء بأصواتهم في ولاية مسيسيبي لمجرد انهم سود، أنا أؤمن بالأوطان التي لا تتبنى العنف، بالأوطان التي لا تصرف بلايين الدولارات على التسلح النووي...". فصوت كينغ يمكن ان يستمع إليه زوار المتحف في غرفة خاصة مجهزة بأشرطة تسجيل لكل حاملي جوائز نوبل يلقون محاضراتهم. وفي غرفة أخرى قريبة نجد قاعتين للسينما وفي كل قاعة ثلاث شاشات تبث صور أفلام بأبعاد ثلاثة عن مشاهير منهم الفيلسوف الفرنسي جان بول سارتر حامل جائزة نوبل للأدب 1964 التي رفضها آنذاك، وهو يقرأ بياناً صادراً عن كل أدباء العالم المناهضين للسياسة الأميركية في فيتنام. الى الجو الثوري الذي تخلقه كلمات سارتر يتسلل حامل جائزة نوبل للأدب 1954 آرنست همنغواي، بالأسود والأبيض، ويشرح عن حبه لفن الكتابة، ويأتي صوته متقطعاً "أجمل مكان في العالم يعطيني الأجواء المريحة التي تخلق لي وحي الكتابة هو مدينة البندقية ولكن، لا يهم، أعطني ورقة وقلماً أو آلة طباعة وسأكتب أينما كنت وفي أي بقعة من العالم". كما توجد قاعة للكومبيوتر وهي بنك معلومات حيث يمكن للزائر ان يجد أي معلومة يريدها عن أي شخصية من شخصيات نوبل ال700 الذين حصلوا على الجائزة خلال المئة عام المنصرمة. وخلال التجوال في قاعات المتحف يرى الزائر أدوات تتعلق بحاملي جوائز نوبل مثل إشارة الصليب الأحمر التي كان يحملها مؤسس المنظمة هنري دونان. ويمكن للزائر ان يشاهد الأدوات التي تستخدم في حفلات الأكاديمية السويدية معروضة بطريقة فنية جميلة ونرى على شاشة صغيرة عروضاً من العشاء النوبلي الشهير وأدوات الطعام مرتبة حول الشاشة. يستمر عرض متحف ألفرد نوبل في استوكهولم حتى نهاية شهر آب اغسطس 2004 لينتقل بعد ذلك الى عواصم عالمية أخرى.