تستعد مؤسسة "نوبل" السويدية للاحتفال بالذكرى المئوية الأولى لتأسيسها، وتقيم للمناسبة مهرجاناً عالمياً ضخماً يفتتح في الأول من نيسان ابريل المقبل تحت عنوان "بشر ومجتمعات وابداع". وتشمل نشاطات الاحتفال كل المجالات المرتبطة بجائزة نوبل من أدب وفيزياء وكيمياء وطب وسلام واقتصاد. أكثر من 700 شخصية عالمية ارتبط اسمها بجائزة نوبل، اكثرهم شهرة حاملو جائزتي الأدب أو السلام، بدءاً بالفرنسي رينه سولي برودوم حامل أول جائزة للآداب 1901 مروراً بالكولومبي غبريال غارسيا ماركيز 1982 والمصري نجيب محفوظ 1988 وصولاً الى الصيني - الفرنسي غاو كسينغيانغ 2000. كذلك جائزة نوبل للسلام التي لا تقل وهجاً عن جائزة الأدب وكانت دائماً مصدراً للجدل والخلاف السياسي الدولي، والتي بدأت بالسويسري هنري دونان 1901 ومرت على المناضل الافرو - اميركي مارتين لوثر كينغ 1964 وهنري كيسنجر 1973 والمصري أنور السادات 1978 والافريقي نيلسون مانديلا 1993 وجمعت كلاً من ياسر عرفات واسحق رابين وشمعون بيريز 1994. رحل العديد من الاسماء ال700 الى عالم الأموات ولا يزال قسم منهم على قيد الحياة. هؤلاء وجهت اليهم دعوة للمشاركة في النشاطات التي ستأخذ اشكالاً متعددة، منها محاضرات ادبية وعلمية في عدد كبير من جامعات السويد ومدارسها. جميعهم سيلتقون تحت عنوان واحد: "ما هو الابداع، وكيف يمكن تعزيزه بأفضل الطرق الممكنة؟ ما هو أهم شيء في عملية الابداع: الابداع الفردي أو البيئة التي يخلق فيها الابداع؟" أسئلة قليلة ولكنها عريضة للغاية سيحاول من صنفوا "الأفضل في العالم" ان يجيبوا عليها من خلال أفلام طلب من بعضهم تحضيرها وعرضها في المهرجان، أو مسرحيات ستأخذ حيزاً كبيراً من المهرجان، ومحاضرات علمية هنا وهناك. ومن ضمن المفاجآت التي تخبئها مؤسسة نوبل افتتاح أول متحف دائم لجوائز نوبل سيضم بين جدرانه في ستوكهولم صوراً وكتباً وصحفاً ومجلات واختراعات، وكل شيء له ارتباط بجوائز نوبل وأصحاب نوبل. معظم الأشياء التي ستعرض سيقدمها حاملو الجائزة، منهم دالاي لاما الذي ارسل سجادة مرتبطة بتاريخ حضارة التيبت، عدا ادوات أخرى تراثية وعلمية وصلت الى ستوكهولم لتزين هذا المهرجان العالمي الذي سيمتد حتى سنة 2004. اما المفاجأة الثانية التي ينتظرها نقاد الأدب بشوق فهي كتاب ضخم يضم بين صفحاته كل اسماء من رشحوا لجائزة نوبل للآداب ولم يحصلوا عليها خلال النصف الأول من القرن الماضي. وتكمن أهمية اعلان تلك الاسماء في إبراز معايير الأكاديمية السويدية في منحها الجائزة. حصيلة المهرجان ستختصر لتصبح مهرجاناً متنقلاً يبدأ بدورة عالمية في التاسع من آب اغسطس المقبل ويمر بالعاصمة النروجية اوسلو، الى طوكيو ثم نيويورك. ورجح أحد المشرفين ان يمر ايضاً بمصر "لارتباطها العلمي والأدبي تاريخياً منذ زمن الفراعنة حتى أيام نجيب محفوظ وأحمد زويل". ملايين الدولارات ستدفع عبر شركات ممولة لإحياء أضخم مهرجان تشهده السويد للمرة الأولى في تاريخها، وأكبر تظاهرة علمية وفكرية ستجمع أهم علماء العالم في العاصمة ستوكهولم. ولكن السؤال الذي لا يرغب أحد من مؤسسة نوبل في الاجابة عنه هو سؤال الكاتب الالماني غونتر غراس حامل جائزة نوبل للآداب عام 1999: "ألم يحن الوقت بعد لتجتمع كل تلك العقول لاختراع دواء ضد الفقر العالمي؟" قد تكون من الصعب معرفة ذلك الآن ولكن قد تحدث المعجزة خصوصاً ان 225 "نوبلياً"، منهم 30 من حاملي جائزة نوبل للسلام، سيشاركون في الاحتفال.