لم تشمل محادثات الرئيس الاميركي جورج بوش ورئيس الوزراء اللبناني رفيق الحريري ارسال الجيش اللبناني الى الجنوب، ولا الوجود السوري في لبنان، ولا حزب الله، وانما ركزت على الوضع الاقليمي وعملية السلام. وقالت مصادر الحريري ان جو اللقاء كان "ممتازاً"، فيما وصف الناطق باسم البيت الابيض آري فليشر المحادثات بأنها "بنّاءة وتعكس العلاقات الثنائية الوثيقة بين البلدين". واضاف ان الحديث شمل جهود رئيس الوزراء لمعالجة الوضع الاقتصادي" في لبنان. وتابع ان بوش "شدد على دعمه الجهود الاصلاحية التي يبذلها الحريري من اجل اقتصاد متين"، موضحاً ان بوش "يؤمن بأن لبنان المتمتع باقتصاد متين سيكون قوة استقرار وسلام في الشرق الاوسط". وقال ان الطرفين "اتفقا على ان تتجنب جميع الاطراف التصعيد وان تعمل على وقف العنف واستعادة الهدوء". واضافت مصادر الوفد اللبناني ان الرئيس الاميركي بادر بالحديث قائلاً ان هناك انطباعاً خاطئاً بأن الولاياتالمتحدة غير مهتمة بالشرق الاوسط، واعطى حجة على ذلك بأن وزير الخارجية كولن باول اجرى اول جولة له في الشرق الاوسط، لكنه اكد ان للادارة الحالية اسلوب عمل وآلية يختلفان عن الادارة السابقة وان الولاياتالمتحدة "لا تريد اطلاق وعود كاذبة" وانها تعمل بعيداً عن الصور التذكارية وهي مقتنعة بهذا الاسلوب. واشار بوش الى ان الادارة تقوم حالياً بجهود بالنسبة الى الموضوع الفلسطيني - الاسرائيلي. واكد بوش، حسب المصادر اللبنانية، ان الولاياتالمتحدة معنية بالاستقرار الاقتصادي والسياسي في المنطقة بما في ذلك الوضع الاقتصادي في لبنان. وابدى استعداد اميركا لمساعدة لبنان في هذا المجال. وقال انه اعطى تعليمات بذلك لمعاونيه ولوزير الخزانة، مشيراً الى انه يتابع الوضع في المنطقة ويعتقد ان للبنان دوراً يستطيع ان يلعبه. وعلمت "الحياة" ان الرئيس الفرنسي جاك شيراك اجرى اتصالاً هاتفياً بالرئيس بوش، عشية لقاء الحريري مع بوش، تناول الوضع الاقتصادي في لبنان. واشارت مصادر مطلعة الى ان شيراك بحث مع بوش في امكان مشاركة الولاياتالمتحدة في مؤتمر باريس الثاني لمساعدة لبنان. واشارت مصادر الحريري انه ابدى لبوش عدم تفهمه كيف ان اسرائيل تريد السلام وهي تقوم بالتصعيد. وعبر عن خشيته من ان تؤدي التصرفات الاسرائيلية الى توسيع رقعة انتشار اعمال العنف. وشدد على ان لا حل بالقوة ولا يمكن تحقيق سلام من دون استرداد كامل الارض. واكد تمسك لبنان بحقه في مزارع شبعا. وردّ بوش بأن العنف لا يخدم العملية السلمية وشدد على ضرورة وقف التصعيد من الجانبين الاسرائيلي والفلسطيني. واشاد بوش بالرئيس السوري بشار الاسد قائلاً ان يكن له التقدير ويعتقد انه يمكن التعاون معه ولا بد من ذلك. واضاف ان هذا الانطباع تولد لديه اثناء المحادثة الهاتفية التي اجراها معه الاسبوع الماضي، ومن خلال اللقاء الذي حصل بين باول والاسد. واضاف بوش ان لسورية ولبنان دوراً في العملية السلمية، مبدياً استعداد ادارته للاستماع الى اي مقترحات سورية في هذا المجال. ونقلت مصادر الحريري عنه انه نصح الولاياتالمتحدة بتعزيز علاقاتها مع سورية لما في ذلك من مصلحة لكلا الطرفين. واضافت انه شدد على ضرورة العودة الى اسس مدريد لتحريك عملية السلام. واشارت الى ان بوش حمله رسالة الى الرئيس اميل لحود بأن الادارة الاميركية ترحب به في واشنطن. استمر اللقاء بين بوش والحريري 50 دقيقة، وشارك فيه من الجانب الاميركي مستشارة الامن القومي كوندوليزا رايس ووزير الخارجية كولن باول اضافة الى سفير الولاياتالمتحدة في لبنان ديفيد ساترفيلد. وحضر من الجانب اللبناني الوزراء غسان سلامة ومحمد عبد الحميد بيضون وباسل فليحان و فؤاد السنيورة اضافة الى سفير لبنان في واشنطن فريد عبود. وبعد انتهاء الاجتماع وقف الرئيس بوش لدقائق مع الحريري ونجليه سعد وبهاء ومازحهم. وقال الرئيس الحريري للصحافيين اثر خروجه من البيت الابيض انه ابلغ الرئيس الاميركي "اهتمام لبنان بعملية السلام واهمية ان تقوم الولاياتالمتحدة بدوراكبر في هذا المجال". ونفى ان يكون البحث تناول موضوع "تفاهم نيسان" وهل ما زال قائماً.