تساءل الديبلوماسي المغربي السابق محمد التازي عن دلالات التسلّح الجزائري، كاشفاً ان بلاده التزمت مع الأممالمتحدة خطة للرقابة على التسلّح في المنطقة. وعلق السفير المغربي السابق في القاهرة والرياض السيد محمد التازي على الجولة الأخيرة من الحوار المغربي - الجزائري الذي جمع الرئيس عبدالعزيز بوتفليقة ووزير الخارجية المغربي السيد محمد بن عيسى، في حضور مدير ديوان العاهل المغربي وشخصيات عسكرية ومدنية جزائرية الاسبوع الماضي، متسائلاً عن دلالات التسلح الجزائري وقيام حشود عسكرية على الحدود الشرقية للمغرب. وخلص الى ان ذلك التسلح سيكون موجهاً ضد المغرب إما في صورة مواجهة بدعوى "حماية ثورة المليون شهيد" أو عبر إمداد جبهة "بوليساريو" بالاسلحة لشن هجمات على المغرب. لكن التازي أعاد الى الاذهان مضمون رسالة كان وجهها الملك الراحل الحسن الثاني الى الامين العام السابق للامم المتحدة يو ثانت عام 1967، أي بعد سنوات من "حرب الرمال" التي تواجه فيها المغرب والجزائر على حدودهما المشتركة سنة 1963. وقال ان المغرب اقترح على الاممالمتحدة في الرسالة ان توصي الرباطوالجزائر ب "التنازل عن زيادة القوات المسلحة لتجنب اخطار سباق التسلح في افريقيا الشمالية"، وان تراقب المنظمة الدولية "السلاح الذي يحصل عليه الطرفان وتحديد القدر الضروري لكل منهما للحفاظ على الامن الداخلي". وكتب الديبلوماسي المغربي السابق أمس في صحيفة "العلم" التي يصدرها حزب الاستقلال: "ما أشبه اليوم بالبارحة"، في اشارة الى ما وصفه ب"اهداف التسلح الجزائري". وقال ان المغرب "تنازل للجزائر عن قرابة ثلثي المساحة الحقيقية والتاريخية للمملكة بهدف إقامة مغرب عربي موحد"، في اشارة الى اتفاق ترسيم الحدود لعام 1969 الذي مكن الجزائر من بسط نفوذها على منطقة تيندوف الجنوب الغربي التي تؤوي الآن مقاتلي جبهة "بوليساريو". ونقل التازي عن الرئيس الجزائري الراحل هواري بومدين قوله بعد ابرام الاتفاق أمام قادة دول افريقية في الرباط عام 1972: "سطرنا الحدود لمحو الحدود". وقال ان الرئيس الحالي عبدالعزيز بوتفليقة وزير الخارجية السابق كان الى جانب بومدين وقتذاك. يذكر في هذا السياق ان المغرب والجزائر جددا اتفاق ترسيم الحدود خلال القمة التي جمعت الملك الراحل الحسن الثاني والرئيس السابق الشاذلي بن جديد في ايفرن عام 1988، ما مهد الطريق وقتذاك امام الاتفاق على تأسيس الاتحاد المغاربي في 1989.