تعد مسابقات الجمال من أهم البرامج التي تهتم بها الشاشة الصغيرة والفضائيات عموماً، واللافت للأنظار ان مسابقات الجمال أصبحت متنوعة، ملكة جمال لكل محافظة، ملكة جمال للربيع والصيف ولعارضات الأزياء الى ملكة جمال العالم التي تضج بها وسائل الاعلام. وملكة الجمال تكون أحياناً هي الحديث المفضل الذي يشغل الفتيات لناحية جمالها ومكياجها وطولها وبخاصة المراهقات اللواتي يحاولن تقليد الموضة التي تروجها ملكة الجمال المنتخبة لكل عام، فيتشبهن بها لفتاً للأنظار. وهناك اهتمام كبير من قبل الرجال أيضاً بهذا الموضوع هناك من يتمنى ان تكون زوجته أو حبيبته شبيهة ملكة الجمال... ونسبة كبيرة منهم تتابع هذه المسابقات. لكن هل مسابقات الجمال تفيد المجتمع أم تضرّ به؟ وهل تستحق "الملكات" الاهتمام الكبير من قبل وسائل الاعلام والجوائز المادية التي تقدم لهن؟ وما هو تأثير مثل هذا النوع من المسابقات على المجتمع؟ لارا غنيم 20 عاماً - طالبة أدب فرنسي تقول: "مسابقات الجمال لها انعكاس سلبي على المجتمع خصوصاً لدى المراهقات، لأنها تعزز الاهتمام بالمظهر وتعطيه الأهمية أكثر من الاهتمام بالشخصية والعمل على تحسينها، فنجد ان الجيل الجديد تأثر كثيراً بوسائل الاعلام التي تبث مثل هذه المسابقات وهي برأيي من دون أي فائدة والأفضل لو استثمرت تكاليفها في مجالات اقتصادية نحن بأمس الحاجة اليها. وأعتقد ان تتويج ملكة الجمال التي يضج بها الناس وما يقدم اليها من جوائز مادية وشهرة واسعة لا تستحقه لأن الجمال من صنع الخالق وليس للإنسان أي دور في تحقيقه، فمن الأفضل أن يُعنى المجتمع بالنواحي الابداعية المتعلقة بالعلم والفكر والتطور التقني ويتوج اصحابها لأن هذا يقدم لهم الأرباح والشهرة ليكونوا حافزاً يدفع أفراد المجتمع للاقتداء بهم. هؤلاء حقاً يستحقون التقدير والاحترام". شادي عياش 19 عاماً - طالب كلية الفنون الجميلة يقول: "مسابقات الجمال من البرامج المفضلة بالنسبة إليّ، وأعتقد ان ملكة الجمال بهيئتها اللافتة وجمالها المتكامل تقدم لنا شيئاً مميزاً ربما لا نجده عند أية فتاة أخرى، فهي تقدم للمجتمع الجمال والشكل الأنيق وتستحق الاهتمام الذي تناله من قبل وسائل الاعلام. والجوائز المادية هي من حقها لأنها حافظت على رونقها لأن الجمال هو نعمة من نعم الله وهي اعتنت بهذه النعمة، فهي فعلاً تستحق التقدير". ثراء علي 40 عاماً - ربة منزل تقول: "أعتقد ان مسابقات الجمال من أتفه البرامج التلفزيونية التي تسفه التفكير وتنحدر به، فملكة الجمال شخصية سخيفة لا تقدم للمجتمع سوى المظاهر الفارغة التي ليس لها أي فائدة، وحين تظهر المتسابقة على التلفاز شبه عارية تجعل المرأة رخيصة. والمستفيد من هذه المسابقات الشركات التجارية التي تقدم الدعم المادي لها. أنا حقاً أتساءل لماذا هذا الاهتمام الكبير الذي يقدم لملكة الجمال وبخاصة من قبل وسائل الاعلام المرئية والفضائيات التي خربت عقول أبنائنا، وأبعدتهم عن قيمهم وتراثهم العربي الأصيل وغيرت في ملامح هويتهم. فانجرف هذا الجيل في تيار تقليد عالم الغرب في شكل لا شعوري. وما يحزنني انه يأخذ المعلومات والأفكار الجاهزة من دون تفكير أو تحليل لما تحويه هذه التقاليد الدخيلة على عاداتنا التي تسيء للأخلاق وتروج لنشر الانحلال في المجتمع". أسامة شاكر 27 عاماً - موظف، يقول: مسابقات الجمال تهدف الى امتاع نظر المشاهد بمشاهد سخيفة ليس لها أية قيمة سوى انها تلهي العقول عما هو أهم وأعمق في حياتنا، التي تتطلب من جميع أفرادها أن يكونوا عمليين، لأننا نعيش عصر السرعة والتكنولوجيا، فالوطن لا يحتاج الى ملكة جمال بل الى عقول منفتحة متنورة تنهض به وتطوره، وأنا أعتقد ان الجمال هو جمال الروح والشكل الخارجي لا يعني شيئاً، فملكة الجمال حين تعرض مفاتنها أمام الكاميرات توظف جسدها تماماً كالسلع التجارية المستهلكة، وحين تتوّج نجد المجلات والجرائد تحتفل بها وكأنها اخترعت شيئاً عظيماً أو نادراً، لكن في الحقيقة مثل هذه المسابقات بأنواعها ليس لها أي علاقة بتقاليدنا المتوارثة، بل هي تقليد أعمى غبي للمجتمع الغربي الذي ليس لديه أي رادع، ومع ان الجميع يعرف ان مثل هذه المسابقات مضرة بالجيل الشاب على وجه الخصوص والمجتمع عموماً إلا انهم ومن دون مبالغة بنسبة 90 في المئة من الشعب العربي يهتم بمثل هذه البرامج وهو شيء مؤسف حقاً.