لن يكون المسلسل التلفزيوني الضخم الذي انتجته وقدمته القناة الفرنسية الأولى TF1 اخيراً عن رواية "البؤساء"، آخرعودة لفيكتور هوغو المتوفى سنة 1885. مسلسل تلفزيوني من اربع حلقات وقعته المخرجة الفرنسية جوزي دايان واستقطبت حلقاته عدداً هائلاً من المشاهدين. كما اكدت ذلك احصاءات وسائل الاعلام. مما جعل هوغو مرة اخرى ينظم مساءات الفرنسيين، بعد اكثر من قرن على رحيله. وقد كان المسلسل استثماراً اعلامياً وتجارياً ناجحاً للقناة الفرنسية الأولى ضم نخبة من نجوم المسرح والسينما على رأسهم جيرار دوبارديو في دور جان فالجان الشهير. عبر "البؤساء" يعود صاحب "دور سيرانو دوبيرجوراك" الى الشاشة الصغيرة بعد غياب طويل. قبل مسلسل "البؤساء" لن ينسى احد ذلك الزلزال الفني الضخم الذي احدثته احدى الروايات التي كتبها في بداية مشواره الابداعي: "نوتردام دو باري". وكيف ودع الفرنسيون القرن العشرين على ايقاعات نواقيس هوغو سنة 1998. حين قدم العرض الأول من "نوتردام دو باري" في 16 ايلول سبتمبر 1998 في مسرح "بالي دي كونغري" قصر المؤتمرات، كان الجميع يحفظ عن ظهر قلب اغاني هذه الكوميديا الموسيقية: "البوهيمية" و"ان تعيش" و"زمن الكاتدرائيات" و"نحن الذين بلا أوراق إقامة"، و"أعود اليك"... وطبعاً "حسناء" وسيجري اختيار هذه الاغنية الاخيرة كأحسن اغنية خلال القرن في موناكو، من طرف جمهور قناة TF1، سنة 1999 وسيحصل الشريط في المناسبة نفسها على جائزة الألبوم الفرنسي الأكثر مبيعاً في العالم. وفي فرنسا اختيرت اغنية "زمن الكاتدرائيات" كأحسن اغنية خلال السنة نفسها، وفاز العرض بجائزة عرض الموسم. وهو التتويج نفسه الذي احرزه العرض والألبوم في كندا ايضاً. فضلاً عن جائزة احسن اخراج مسرحي للموسم للمخرج المتميز "جيل ماهو"، وعائدات مالية خيالية في فرنساوكندا وسويسرا وبلجيكا وفي انكلترا حيث عرضت في مسارح لندن نسخة انكليزية للعرض. منذ 1998 وعروض "نوتردام" لا تتوقف. وما زال الجمهور يتهافت بالآلاف لمشاهدة هذا الانبعاث الرائع ل"فيكتور هوغو" وجيوب المنتجين والمؤلفين تزداد انتفاخاً مع العروض والأشرطة. لكن "هوغو" في وجهه المعاصر، لا يكتفي فقط باضاءة استبداد الكنيسة وتقديم علاقات حب مركبة بين الشخصيات انه يفرد حيزاً مهما للمهاجرين غير الشرعيين، ولاصطداماتهم مع الشرطة، وللزواج الأبيض، وأحلام الالفية الجديدة...