بيروت - "الحياة" - ترجمت اسرائيل تهديداتها التي اطلقتها ضد لبنان وسورية، غداة مقتل أحد جنودها في عملية ل"حزب الله" قبل أيام في منطقة مزارع شبعا، بالإغارة على موقع عسكري سوري استراتيجي، على مدخل البقاع اللبناني. فقد شنت طائرات حربية اسرائيلية غارات بدءاً من الثانية عشرة والربع فجر أمس، على موقع الرادار السوري في محلة ظهر البيدر 35 كيلومتراً شرق بيروت، ما أدى الى تدميره كلياً وسقوط عدد من الاصابات في صفوف الجنود السوريين تفاوتت الانباء في شأن عددها. وإذ اعلن مسؤول سوري ان الغارات ادت الى سقوط قتيل واربعة جرحى، قال الجيش الاسرائيلي انها اسفرت عن مقتل ثلاثة جنود سوريين بينهم ضابط واصابة ستة آخرين، في حين أشارت مصادر امنية لبنانية الى مقتل جنديين وإصابة خمسة. ونقلت وكالة الانباء السورية "سانا" عن مصدر سوري مسؤول ان "تشكيلات اسرائيلية اخترقت الأجواء اللبنانية في الساعة 20،00 20،21 تغ وقصفت احد مواقعنا في الاراضي اللبنانية، وتصدت دفاعاتنا الجوية للطائرات المغيرة وردتها على اعقابها". واضاف: "اصيب نتيجة القصف الجوي احد مراكز الرادار السوري واستشهد احد عناصرنا وجرح أربعة آخرون". وقالت مصادر أمنية لبنانية ان أربع طائرات اسرائيلية اطلقت ستة صواريخ على محطة الرادار وصاروخاً على موقع سوري على تلة قريبة. واعلنت قيادة الجيش اللبناني - مديرية التوجيه، في بيان، "قيام الطيران الحربي للعدو فجراً بقصف موقع للجيش العربي السوري في ظهر البيدر وتصدت له المدافع المضادة للطائرات التابعة للجيش اللبناني". وبعد حصول الغارات طوقت القوات السورية المنطقة ومنعت دخول الموقع المستهدف، في حين تجمع عدد من سيارات الاسعاف والاطفاء على الطريق الدولية بين بيروت ودمشق، التي غطتها الشظايا والركام، وانتشرت رائحة البارود. وكانت سيارات اسعاف تابعة للصليب الاحمر اللبناني والدفاع المدني نقلت الجرحى الى مستشفيات لبنانية وسورية. ولحظة وقوع الغارات، تعطلت الملاحة في مطار بيروت الدولي، اذ حلقت طائرات مدنية نحو نصف ساعة حتى تسنى لها الهبوط، في حين عادت طائرة تابعة لشركة "مصر للطيران" ادراجها وقال قائدها إنه وجد طائرته وسط المقاتلات الاسرائيلية. وأمس حلقت طائرات حربية اسرائيلية على علو مخفوض في الاجواء اللبنانية وبخاصة فوق سهل البقاع والجنوب منفذة غارات وهمية، ثم خرقت جدار الصوت فوق بيروت ومناطق اخرى في الجنوب اللبناني.