في إطار التحركات الخاصة بالمبادرة المصرية - الاردنية الرامية لوضع حد للمواجهات الفلسطينية - الاسرائيلية واستئناف المفاوضات، يجري الرئيس حسني مبارك غداً محادثات مع الرئيس ياسر عرفات الذي يصل الى القاهرة اليوم قادماً من عمان. وذكرت مصادر ديبلوماسية في القاهرة أن هذه المحادثات تأتي في اطار التنسيق الثلاثي المصري - الاردني - الفلسطيني، مشيرة إلى أن هذه المحادثات ستبحث في سبل دعم الانتفاضة والتحركين العربي والإسلامي لتوفير الحماية للشعب الفلسطيني. الى ذلك، اثارت تصريحات رئيس الوزراء الاسرائيلي ارييل شارون الاخيرة في شأن الدولة الفلسطينية ردود أفعال واسعة، اذ رفض وزير الخارجية المصري السيد عمرو موسى شروط شارون لإقامة الدولة الفلسطينية على 42 في المئة من أراضي الضفة الغربية وقطاع غزة، وقال انها لا تمثل نقطة يمكن الانطلاق منها أو البناء عليها. ووصف ما تعرضه الحكومة الإسرائيلية على الفلسطينيين بأنه يستند الى مفهوم خاطئ ويتضمن الكثير من التزوير والتزييف ويمثل سوء عرض للحقائق. واعتبر موسى أن قناعات بعض دول الغرب بالرؤية الإسرائيلية يزيد الأمور صعوبة، معترفاً بأن بعض المسؤولين في عدد من الدول الغربية التي لها علاقة بموضوع السلام أصبح مقتنعا بحقيقة مزورة مفادها أن العنف الفلسطيني هو السبب وليس الاحتلال الإسرائيلي لأرض أجنبية. وقال إن هذه المسألة خطيرة جداً، اضافة الى أنها تزيد من توتر الموقف، ودعا إلى توضيح هذه المغالطات. وأكد موسى مجدداً أن مصر لا تضغط على الفلسطينيين ولا تملي عليهم شيئا، موضحاً أن الفلسطينيين هم أدرى بمصلحتهم، وما يهم مصر هو الاطار العام للقضية الفلسطينية وتحقيق السلام. وأشار موسى إلى أفكار مصرية - أردنية مطروحة حالياً للنقاش وصفها بأنها تقوم على إعادة الأمور إلى نصابها في ما يتعلق بالجهود التي تمت في الاشهر الستة الأخيرة. وأكد أن المهم ليس فقط العودة إلى مائدة التفاوض وإنما وقف كل الاجراءات الاستفزازية والخطيرة وفي مقدمها التوقف عن توسيع المستوطنات وكذلك معالجة الإحباط لدى الشعب الفلسطيني. ووعد موسى برد عربي على لغة الحرب والتهديد التي تستخدمها اسرائيل وآخرها موجه إلى لبنان وسورية وإيران، وقال إن هذا الرد سيأتي.