تصدى المئات من مهجري قرية البروة الفلسطينية التي هدمتها اسرائيل، ومئات القرى العربية الأخرى عام 1948، لجرافات تابعة لمستوطنة "احيهود" اليهودية المقامة على أراضي القرية الواقعة في الجليل والتي باشرت تجريف المقبرة العربية في القرية ونجحوا في وقف العمل. وقال أحمد ميعاري ابن القرية المهجرة وعضو جمعية المهجرين القطرية ان المئات من أبناء القرية وقرى مهجرة أخرى توجهوا في اليومين الأخيرين الى أراضي القرية ومنعوا بأجسادهم الجرافات من مواصلة عملها. وأضاف في حديث ل"الحياة" ان جمعية المهجرين عقدت اجتماعاً طارئاً أول من أمس وقررت التصدي لجريمة تدنيس المقبرة بكل الوسائل المتاحة، القانونية وغيرها. وزاد ان جمعية الأقصى التي ترعى المقابر والمقدسات الاسلامية قامت بترميم ما أفسدته الجرافات وأن الأهالي سيواصلون الصمود قرب المقبرة للحيلولة دون استئناف العمل اليوم مع انتهاء عيد الفصح لدى اليهود. وبعث النائب العربي في الكنيست عزمي بشارة برسائل احتجاج عاجلة الى كل من رئيس الحكومة ورئيس الدولة ووزير الأديان دان فيها "العمل الوحشي المناقض لكل الأعراف والذي لا يتورع اصحابه حتى عن التنكيل بجثث الموتى العرب". وقال بشارة في رسائله ان تدنيس المقبرة في البروة وعمليات مماثلة أخرى ضد المقدسات تأتي في ظل اجواء معبأة بالعداء للعرب وفي أعقاب تصريحات الحاخام عوفاديا يوسف ومؤتمرات تتحدث عن الخطر الديموغرافي الذي يشكله المواطنون العرب على أمن الدولة. وزاد ان اسرائيل تقيم الدنيا ولا تقعدها إذا ما حصلت أعمال تدنيس لمقابر يهودية في أوروبا "وسكان البروة يقطنون اليوم في قرى مجاورة لقريتهم المهدومة ولا يمنعون من العودة اليها فحسب، وانما يرون بأعينهم كيف تدنس مقابرهم".