تراجعت الارباح الصافية للشركات المغربية المدرجة في بورصة الدار البيضاء العام الماضي الى 14,9 بليون درهم 1.423 بليون دولار من 16.9 بليون درهم 1.6 بليون دولار عام 1999، بخسارة نسبتها 11.8 في المئة. واظهرت احصاءات حصلت عليها "الحياة" من جداول بورصة الدار البيضاء ان متوسط ارباح الشركات المغربية بلغ نحو 13 في المئة العام الماضي. واعلنت 23 شركة من اصل 53 تسجيل خسائر في نشاط العام الماضي من بينها ثلاثة مصارف تجارية وسبع شركات تمويل قروض وثلاث محافظ مالية وشركات اخرى في قطاعات الصناعة الغذائية ومواد البناء وتسويق السيارات والتعليب. وبرزت خسائر قطاع المصارف بشكل رئيسي، اذ حقق اداء ضعيفاً قياساً بنشاطه في الاعوام الماضية خصوصاً بعد الفضائح التي هزت بعض المؤسسات المالية التابعة للقطاع العام. وسجل "مصرف القرض العقاري والسياحي" خسائر مقدارها 818 مليون درهم 80 مليون دولار. وهبطت ارباح "البنك الوطني للانماء الاقتصادي" بنسبة 63 في المئة الى 66 مليون درهم من 180 مليون. كما تراجعت ارباح "البنك المغربي للتجارة الخارجية" اكبر مصارف القطاع الخاص الى 50 مليون دولار من 90 مليون دولار. واستقرت ارباح "بنك الوفاء" عند 33 مليون دولار، بينما زادت ارباح "المغربي للتجارة والصناعة" التابع لمصرف "ناسيونال دي باري" بنسبة 12,5 في المئة الى 205 ملايين درهم. وبلغت ارباح "مصرف المغرب" التابع لبنك "كريدي ليونيه" الفرنسي 165 مليون درهم، بزيادة نسبتها 20,4 في المئة. وارتفعت ارباح "المصرف التجاري المغربي" التابع لمجموعة "اونا" المغربية الى 823 مليون درهم بزيادة نسبتها 9,4 في المئة. وبلغ مجموع ارباح "اونا" المدمجة، بما فيها المساهمات في الشركات الفرعية، نحو 9,5 بليون درهم 900 مليون دولار. ولم تسجل "أونا" اي خسائر في شركاتها، وبلغت معدلات النمو 50 في المئة في قطاع المعادن الثمينة و41 في المئة في قطاع المشروبات و23 في المئة في ادارة المحافظ المالية وستة في المئة في الشركات القابضة، وتراجعت ارباح "الشركة الوطنية للاستثمار"، الذراع الصناعي للمجموعة، الى 1032 مليون درهم من 1055 مليون درهم. وفي مجال الطاقة حققت شركة "لاسمير" التابعة لمجموعة "كورال اويل" السعودية في المحمدية زيادة في الارباح نسبتها 7,6 في المئة، اذ ارتفعت الى 1049 مليون درهم 100 مليون دولار لتحتل بذلك المرتبة الثانية بعد "أونا" من ناحية الارباح. وكانت السنة جيدة كذلك بالنسبة لشركات مواد البناء التي حققت ارباحاً مشتركة بلغت 1,3 بليون درهم 130 مليون دولار، وكانت الحصة الاكبر فيها من نصيب "اسمنت المغرب" التي ارتفعت ارباحها بنسبة 12,6 في المئة و"لافارج" بنسبة 3.3 في المئة، في حين تراجعت ارباح شركة "سيور" في وجدة بنسبة 85 في المئة. و كانت اكبر الخسائر من نصيب شركات تمويل القروض الاستهلاكية، اذ لم تسجل سوى ارباح ضعيفة في شركتين من اصل تسع شركات. وبلغ التراجع 53 في المئة في "كريدور" و41 في المئة في "تاسليفت". وكان الوضع مماثلاً بالنسبة لشركات تسويق السيارات التي تراجت ارباحها بنسبة 43 في المئة في شركة "سيتيام"للنقل البري وبنسبة 39 في "اتوهال" التي تسوق السيارات الفاخرة، بينما سحبت اسهم شركة "جنرال تاير" للعجلات من التداول بعد تحقيق خسائر فاقت حجم رأس مال الشركة وهو 66 مليون دولار. واشارت احصاءات البورصة المغربية الى ان اداء العام الماضي كان متوسطاً على رغم تسجيل الارباح، اذ تراجع المؤشر العام بنسبة 15 في المئة متأثراً بالوضع الاقتصادي المحلي الذي حقق نمواً يقل عن واحد في المئة بسبب الجفاف وارتفاع اسعار الطاقة الدولية وتدني سعر صرف اليورو الاوروبي وتراجع الطلب الاستهلاكي المحلي. وتتوقع البورصة ان تزيد ارباح الشركات السنة الجارية بين 13و20 في المئة، على ان يرتفع المؤشر العام بنحو 10 في المئة ويحقق الاقتصاد المحلي نمواً يراوح بين ستة وثمانية في المئة بفعل ايرادات تخصيص قطاع الاتصالات وادراج جزء من اسهم "اتصالات المغرب" في بورصة الدار البيضاء.