يبدو أن هاجس الوظيفة بات يسكن اذهان الشباب السعودي ويشغل حيزاً كبيراً من أحلامهم... سيارة فارهة، وفيلا فاخرة، وقضاء الصيف في احدى الدول الأوروبية. تلك أحلام قديمة. اما اليوم فقد تغير الوضع فسيارة جيدة تبقى أطول مدة ممكنة، وبيت متوسط، وزوجة صالحة... تلك هي مجمل احلام الشاب السعودي اليوم. ويظهر جلياً ايضاً أن الشاب السعودي أصبح أكثر إيماناً بدور القطاع الخاص في المجتمع، من خلال اقباله على المعرض المصاحب لفاعليات يوم المهنة وهي تظاهرة دأب المسؤولون في جامعة الملك عبداللعزيز بجدة على تنظيمها سنوياً منذ خمسة عشر عاماً. وتتضمن هذه التظاهرة لقاءات ثقافية ومناقشة قضايا تنموية تهم قطاع الشباب. وتشارك المعرض أبرز الشركات والقطاعات الخاصة المستعدة لتوفير وظائف للشباب. نشأت فكرة يوم المهنة على شكل نشاط خاص بكلية الهندسة في جامعة الملك عبدالعزيز. الهدف الرئيسي منه تبادل الخبرات واظهار نتائج أبحاث معينة بين الجامعة والشركات الخاصة، إلا انه ما لبثت أن تبلورت الفكرة على شكل فاعليات تشارك فيها جميع أقسام الجامعة. ومع مرور الوقت وتفاقم مشكلة البطالة بدأت هذه الفاعليات تأخذ بعداً آخر يهتم برسم صورة أوضح للطلبة الذين على وشك التخرج. وبدأت القطاعات المختلفة تسهم في شكل أكثر فاعلية وايصال عدد الوظائف المقدمة إلى عدد يتراوح بين 500 و600 وظيفة. ولتلافي واحدة من أهم السلبيات وهي غياب الاحصاءات الدقيقة وجمعها في اطار واحد يوضح حجم الخطوات التي تمت، اضافت اللجنة المنظمة خدمة جديدة على احد مواقع الانترنت يهدف الى تسهيل مهمة طالبي العمل في الحصول على فرص مناسبة، ومساعدة الباحثين ومتخذي القرارات للاطلاع على قاعدة بيانات شاملة، وتمكين الخريجين والعاملين من التعرف على الدورات التدريبية في السعودية. يقول عبده عسيري احد زائري المعرض ويحمل اجازة في ادارة الاعمال : "ليست المرة الاولى التي أقوم فيها بزيارة المعرض. فقد سبق وزرته في سنوات سابقة وأعتقد أن العام الجاري أكثر نجاحاً من السنوات التي مضت". ويشير الى انه على رغم أن كثيراً من الشركات المشاركة تهدف للكسب الاعلامي من خلال المعرض إلا ان هذا لا يمنع من جديتها ورغبتها فعلاً في توظيف الشباب. ويضيف أنه يرغب في وظيفة تلبي حاجاته التي وصفها بالبسيطة براتب يتراوح بين 5000 و6000 ريال. ويقول جواد الجوهري وهو على وشك التخرج... ان أكثر ما يزعجه الكراسي الخاوية من مسؤولي الشركات المفترض منهم الرد على الاستفسارات، وليس الاكتفاء بالأوراق الإعلانية. ولاحظ جواد عدم إلتزام الشركات بمواعيد دواماتها المعلنة مما جعله يتساءل جدياً هل هذه الشركات قادرة على الإلتزام بوعود وظيفية في وقت هي غير قادرة على الالتزام بالمواعيد. ويقول أنه يطمح في إيجاد شركة قادرة على ارساله لاكمال دراسته العليا... خصوصاً وأنه أحد الطلبة المتفوقين. ويستغرب فوزي خياط خريج جامعة الملك فهد للبترول والمعادن قصر الفترة الخاصة بالمعرض، خصوصاً وانه جاء من خارج مدينة جدة ويضيف أن بعض الشركات المشاركة في المعرض كان قد بحث فيها فعلياً عن عمل... وكان ردهم عدم توافر الوظائف، وها هم الآن يقدمون إستمارات العمل للكثير من الطلاب. متسائلاً هل هم جادون حقاً؟... ويشير إلى أنه يواصل تطوير مهارته من خلال الدورات التدريبية، سعياً وراء تلبية طلبات الشركات والمؤسسات الخاصة.