يعقد مهرجان "مطر الصحراء" الأول للفن المرئي في مدين افتسانو القريبة من روما، مركز بث الفضائية العربية راديو وتلفزيون العرب، بين 24 و30 حزيران يونيو المقبل في قاعات بلدية المدينة. وتنطلق فكرة المهرجان من أن الفن العربي المرئي الذي يتطلع الى امتلاك اتجاهات ذات نوعية خاصة متفردة وجيدة، مثل "مطر الصحراء"، يطفئ ظمأ كثر من الفنانين العرب الذين يحاولون التعبير عن وجهات نظر بديلة من الاتجاهات التجارية السائدة، بعيداً من قيود السوق. ويرغب القائمون على هذه التظاهرة في الاستمرار في توسيع المشاركة العربية الشابة البديلة، وتوسيع حقول البحث والتساؤل عن كل ما هو بديل في الفنون المرئية، وتقديم الابداعات المرئية الجديدة في أشكالها ومعالجاتها للمضامين، يتضمن أفلاماً روائية طويلة وقصيرة ووثائقية وتسجيلية وتجريبية وعرض لأفلام الفيديو ورسوم الكومبيوتر ورسوم الغرافيك عبر الكومبيوتر. مهرجان "مطر الصحراء" سيكون تحت رعاية "راديو وتلفزيون العرب" وشركة "كيدكو" الانتاجية التلفزيونية، وبلدية مدينة افتسانو. وللمناسبة، التقت "الحياة" منظمه مصطفى التل: ما المبرر لاستحداث مهرجان جديد للفنون المرئية العربية غير الرسمية؟ - ايطاليا بحكم موقعها الجغرافي جسر يربط الثقافة العربية بالثقافات الأوروبية، وبحكم وجود شبكتنا الفضائية في هذه المدينة التي تمتنت لنا علاقات مع مواطنيها، نحاول طرح الجانب الآخر غير المادي الذي يربطنا بالعاملين الايطاليين، وهو الجانب الثقافي في محاولة لفتح نوافذ علي عوالمنا الثقافية العربية المتعددة. لمَ التركيز على الفن المرئي البديل؟ - تجارب الفن البديل في العالم، على قلتها مقارنة بالتجارية، وعلى رغم ظروف الاقتصادية الصعبة التي يعيشها أغلب العاملين فيها، قادرة على اثارة الشماعر من خلال مواضيعها الجادة التي تتعلق بهموم الناس الحقيقية الصغيرة والكبيرة. وكلنا يعرف ان مثل هذه التجارب أصبح لها جمهورها الكبير الذي يتابعها وقنواتها الخاصة كما هي الحال في الولاياتالمتحدة ودول أوروبية أخرى. ونعتقد ان مهرجان "مطر الصحراء" سيكون اضافة الي مهرجانات كثيرة تهتم بالفن المرئي البديل والمستقل، لأنه سيتيح الفرص أمام كثر أغلقت في وجوههم أبواب السوق التجارية. ثم اننا كشبكة فضائية ستقدم تسهيلات ودعماً للأعمال المشاركة والفائزة تتمثل أولاً باستحداث برنامج اسبوعي يغطي أغلب النشاطات ويتحدث عنها ويعقد لقاءات مع مبدعيها، وثانياً سنقدم الى الجوائز المادية، دعماً باستخدام أي مبدع عربي فائز بإحدى جوائز المهرجان، أحدث الأدوات التقنية المتطورة المتوافرة في كل مراكز انتاجنا في الدول العربية وأوروبا، في تنفيذ أحد مشاريعه الفنية، لننافس جهات أجنبية تنتج الكثير من الأعمال الفنية لشبيبتنا العربية المبدعة. كيف تَتَشكل لجان الاختيار والتحكيم والادارة؟ وهل تستعينون بخبرات مهنية عربية معروفة؟ - ثمة أكثر من لجنة للمهرجان، كما هي حال المهرجانات العالمية: اعلامية وفنية وتقنية وادارية. وستشارك فيها كوادرنا العربية العاملة في قنوات الشبكة اضافة الى كوادر ايطالية تختارها بلدية المدينة. وبما ان المهرجان هو عن الفنون المرئية المستقلة والبديلة، ستكون لجان التحكيم من جمهور القاعة حيث سنوزع بيانات لاستطلاع الرأي، تكون هي المرجع الرئيسي في اختيار العمل الفني الفائز، إلا أننا في المقابل سندعو الكثيرين من الصحافيين والنقاد العرب، وسنستضيف بعض نجوم السينما لحضور المهرجان. هل يكون للايطاليين دور معين في المهرجان؟ - على هامش العروض سنخصص امسيات للمشاركات الايطالية في الفنون المرئية، ونوزع عليهم جوائز أسوة بزملائهم العرب، لأننا نهدف الى تشجيع الفهم المتبادل بين الثقافات الانسانية. هل هناك نشاطات أخرى ترافق العروض الفنية؟ - سنفتح خلال أيام المهرجان سوقاً فولكلورية شعبية عربية لعرض الكثير من المنتوجات الفولكلورية والتراثية العربية بالتعاون مع بعض المؤسسات الرسمية العربية التي أبدت استعدادها للمشاركة. وسترافق أيام المهرجان فرق موسيقية تراثية عربية لتقديم حفلات، اضافة الى اقامة ندوات حوارية مع عدد من الباحثين والنقاد العرب والايطاليين عن موضوع الفن المرئي البديل. هل تلقيت كمية من الأعمال الفنية العربية للمشاركة؟ - نعم، تلقينا الى الآن مجموعة كبيرة من الأعمال من جهات عربية وايطالية، الا أننا ما زلنا ننتظر المزيد منها وحبذا لو كانت مسجلة على أشرطة من نوع "بيتا كام"، إلا أننا لا نرفض أي أشرطة أخرى. وسيكون آخر موعد لاستلام الأعمال الفنية للمشاركة نهاية ايار مايو المقبل. وقد اخترنا شعار المهرجان بعدما أجرينا مسابقة بين طلبة معهد الفنون الجميلة في مدينة افتسانو، ليتناسب وأهدافه.