بيروت - "الحياة" - أعرب رئيس الجمهورية اللبنانية اميل لحود عن ارتياحه الى نتائج المحادثات التي اجراها امس مع البابا يوحنا بولس الثاني والمسؤولين في الكرسي الرسولي، ومع نظيره الايطالي كارلو ازيليو تشامبي ووزير خارجيته لامبرتو ديني. وقال لحود للوفد الاعلامي المرافق له، ان لقاءاته "اظهرت مرة جديدة المكانة الكبيرة التي يتمتع بها لبنان في المحافل الدولية والثقة المتنامية بقدرته على تجاوز الظروف الصعبة التي مر بها، والانطلاق نحو المستقبل بخطى واثقة تحقق له الموقع الذي يريده، والدور الذي ينبغي ان يؤديه والحضور الذي يجعل منه بلداً مميزاً". وأكد ان "هذه الحقائق" لمسها خلال لقائه البابا والمسؤولين في الدوائر الفاتيكانية "اذ اكدوا له اهمية استمرار الدور الذي يقوم به اللبنانيون وتفاعلهم مع محيطهم العربي لأن هذه الميزة التي أنعم بها الله على لبنان وشعبه يجب ان تتعزز اكثر فأكثر بالخيارات والممارسة حتى يبقى لبنان بلداً ريادياً وذا فرادة". وأشار لحود الى انه لمس من مسؤولي الفاتيكان "حرصاً على تحصين الوفاق الوطني في لبنان وتوفير كل مقومات نجاحه، وان المتابعة الدقيقة التي يولونها للوضع اللبناني الداخلي تنبع من اقتناع راسخ لدى البابا، لمستها شخصياً من خلال الكلام الذي سمعته منه، على ضرورة انتهاء عذاب اللبنانيين بازالة كل العوامل التي سببت آلامهم ومعاناتهم، وكذلك من خلال تعزيز وحدتهم الداخلية وتماسكهم وتآلفهم وتفاعلهم مع محيطهم، وهذا الاقتناع يبدو راسخاً لدى جميع المسؤولين الاقليميين والدوليين الذين نلتقيهم سواء داخل لبنان او خارجه". وعن لقاءاته مع المسؤولين الايطاليين، خصوصاً الرئيس تشامبي والوزير ديني، قال لحود انه لمس مرة اخرى "حرص ايطاليا على تعزيز العلاقات مع لبنان وتمتينها في كل المجالات سياسياً واقتصادياً وانمائياً، وهي ستواصل دعمها لبنان في سعيه الى استكمال تحرير ارضه، وتحقيق السلام العادل والشامل والدائم، لأن اي سلام لا يرتكز على معادلة الأرض في مقابل السلام التي ارسى قواعدها مؤتمر مدريد، لن يكتب له النجاح، والدلائل كثيرة. وكان توافق في وجهات النظر على ضرورة اعطاء الأولوية المطلقة من الاهتمام لمعالجة ازمة الشرق الأوسط وعدم ابعادها عن الاهتمامات الايطالية والأوروبية والدولية خصوصاً ان الغليان لن يتوقف ما لم تضع الشرعية الدولية يدها على الوضع وتفرض الحل الذي يتناسب وقراراتها". وذكر لحود انه ابلغ المسؤولين الايطاليين ضرورة القيام بالاتصالات اللازمة لتكوين صورة واقعية عن الوضع في المنطقة من اجل تقويمها في الاتحاد الأوروبي، فتكون له مبادرة معينة تخرج الوضع من حال الجمود المتفجر التي يعيشها". وكشف انه لمس من المسؤولين الايطاليين "رغبة اكيدة في زيادة مساعداتهم للبنان وتنويعها، خصوصاً تلك التي تتعلق بحاجات المناطق النائية والقرى الجنوبية المحررة، فضلاً عن تعزيز التعاون العسكري بين البلدين وفق الاتفاق الذي سيوقع قريباً. وما زيادة حصة المساهمة الايطالية الا لتأكيد الحرص على المساعدة، فضلاً من ان روما ستزيد مساهمتها في عملية نزع الألغام في الجنوب". ولاحظ لحود ان موقف لبنان الرافض توطين الفلسطينيين في أرضه وضمان حق عودتهم الى أرضهم، لقي دعماً وتأييداً من المسؤولين في الفاتيكانوايطاليا "الامر الذي يعكس مرة اخرى صوابية الخيارات الوطنية والقومية التي نتخذها حيال المسائل المطروحة، والتي تهم اللبنانيين وتتعلق مباشرة بمستقبلهم ودورهم وتأثيرهم، فضلاً عن مستقبل وطنهم وحضوره وتفاعله عربياً ودولياً". وأكد ان زيارته "حققت اهدافها، وان الأيام الآتية ستظهر ترجمة فعلية لمواقف الدعم التي لمسها خلال لقاءاته في روما". الى ذلك، أعلن امين سر الفاتيكان الكاردينال انجلو سودانو "ان البابا وكبار معاونيه ملتزمون تحقيق سلام عادل ودائم في منطقة الشرق الأوسط، ليتمكن كل انسان وكل شعب من العيش على أرضكم المباركة"، في كلمة في دارة السفير اللبناني في الفاتيكان السفير فؤاد عون الذي اقام استقبالاً على شرف لحود والوفد الرسمي المرافق وقلّد لحود خلاله وسام الاستحقاق اللبناني من درجة الوشاح الأكبر لسودانو ولوزير الخارجية المونسنيور جان لوي توران ولمعاون امين سر الدولة البابوية المونسنيور ساندري "تقديراً لمواقفهم حيال لبنان، ولما قدموه من دعم ومساندة". ونوه "بالدور المميز الذي ادوه في تقريب العلاقات اللبنانية - الفاتيكانية وتعزيزها".