وُضع مشروع إعادة تأهيل خط السكك الحديد بين طرابلس شمال لبنان والحدود السورية، والمعروف ب"الخط العكاري"، لالتقائه بالشبكة السورية عند منطقة العبودية في عكار، على السكة للبدء بتنفيذه قبل نهاية سنة 2001. وتقدر الدراسات كلفة المشروع بنحو 18 مليون دولار. وتنسِّق الحكومة اللبنانية مع السلطات السورية لتنفيذه، حيث أعدت "المؤسسة العامة للخطوط الحديد السورية" دراسة فنية له، وستقدم، على حد قول رئيس "مصلحة السكك الحديد والنقل المشترك" في لبنان جمال كريّم ل"الحياة"، "المعدات اللازمة للبنية التحتية والفوقية للشبكة والتي تقدّر تكاليفها ب5،8 مليون دولار، على ان يتكفّل الجانب اللبناني بشراء القضبان الحديد ومواد التثبيت وانجاز الدراسات اللازمة لتنفيذ أعمال الاشارة والاتصالات وإعادة تأهيل المحطات". وأضاف كريِّم ان كلفة هذه التجهيزات والأشغال تقدر بنحو 5،9 مليون دولار. ويدخل هذا المشروع في اطار خطة الدولة اللبنانية منذ مطلع التسعينات الهادفة الى تنظيم قطاع النقل بكل وسائله. ولفت كريِّم الى أن "هذا التوجّه تُرجم عملياً بانجاز دراسة عام 1996 لانشاء خطين كهربائيين للسكك الحديد لوصل طرابلس بصور، في الوقت الذي بدأ الحديث عن إعادة تأهيل خط طرابلس - العبودية عام 1992". وتتكامل الجدوى من انشاء هذا الخط مع مشاريع تطوير المرافئ على امتداد الشاطئ اللبناني. اذ أن مرفأ طرابلس، وهي نقطة انطلاق هذا الخط، يشكل بوابة الترانزيت الى الدول العربية، نظراً الى موقعه الجغرافي المميز على شاطئ البحر الأبيض المتوسط. وسيتعزز دوره في هذا المجال بعد انجاز تعميق الغاطس الى 13 متراً الشهر الجاري، لمساعدته على استيعاب البواخر الكبيرة. وقال كريّم ان "شبكة هذا الخط قائمة وترتبط بالشبكة السورية ثم التركية وصولاً الى أوروبا، فضلاً عن ايرانوالعراق". وأكد جدواه في مجال نقل الركاب والبضائع الى هذه الدول، مركزاً على حركة الترانزيت عبر مرفأ طرابلس بعد انجاز تعميق أحواضه ليستوعب البواخر الكبيرة التي تنقل البضائع من لبنان الى هذه الدول، من دون أن يغفل أهمية نقل البضائع الى العراق. وكشف رئيس مصلحة السكك الحديد الاتجاه الى "استكمال هذه الشبكة من طرابلس جنوباً مروراً بمنطقة سلعاتا، حيث توجد معامل ضخمة لانتاج الاسمنت والكيماويات وصولاً الى مرفأ بيروت". وعن صيغة تشغيل هذا الخط الحديد والجهة التي ستديره، قال كريّم ان توجه مصلحة السكك الحديد يهدف الى ايجاد نوع من الشراكة بين القطاعين العام والخاص لتقديم خدمات النقل، وأن هذا الاتجاه "يسري ليس فقط على النقل المشترك، بل أيضاً على السكك الحديد". واقع الشبكة الآن نفَّذ لبنان أول شبكة للسكك الحديد عام 1895، هي الخط الممتد من بيروت حتى الحدود الشرقية مع سورية في منطقة سرغايا. ويمرّ هذا الخط في مناطق منحدرة وهو متوقف عن العمل ومتضرر في شكل كبير. وتتفرّع منه شبكة تبدأ من بلدة رياق في البقاع وحتى الحدود اللبنانية - السورية الشمالية في منطقة القاع، وهو متوقف أيضاً عن العمل نتيجة أضرار كبيرة. أما خط طرابلس - العبودية فقد نفذ عام 1905، وتقررت إعادة تأهيله لجدواه التجارية والسياحية. فيما تم تنفيذ الخط الساحلي الممتد من الحدود الجنوبية عند الناقورة حتى طرابلس شمالاً عام 1942. وكانت تدير الشبكة شركة فرنسية خاصة تحمل اسم Damas-Homos et prolongement ثم تملَّكتها الدولة اللبنانية عام 1960. وفي بداية الحرب اللبنانية توقفت الشبكة عن العمل. وفي عام 1978 توقفت عمليات النقل على خط طرابلس - العبودية الذي استمر بعد نشوب الحرب في نقل الركاب والبضائع الى تركياوايران. ونتيجة توقفها عن العمل، تعرّضت الشبكة لتعديات من جهات مختلفة وسُرقت أجزاء منها. وبفعل تزايد اعداد وسائل النقل البرية، اضطرت الدولة الى توسيع شبكات الطرق في كل المناطق، ولكن في شكل موقت، باستعمال حرم السكة لحل ازمة السير، خصوصاً على مدخل بيروت الشمالي اضافة الى طريق بيروت - الشام.