أثار الكلام الذي اطلقه اول من امس المرجع الديني السيد محمد حسين فضل الله، والذي رد فيه على البطريرك الماروني نصرالله صفير من دون ان يسميه، ردود فعل مدافعة عن صفير الذي اكتفى امس بالتمني «ان يؤتينا الله اياماً أفضل من هذه الأيام ليعيش اللبنانيون جميعاً في طمأنينة وأمان وسلام». وكان صفير دعا قبل ايام قليلة الى «تشكيل حكومة من الاكثرية على ان تتولى الاقلية المعارضة»، فقال فضل الله ان «مجد لبنان لم يعط الا لشعب لبنان، هذا الشعب المجاهد والمقاوم والذي يعيش القوة، واذا كانت المسألة هي مسألة الاكثرية، فلماذا تحصرونها بالاكثرية النيابية، نحن ندعو الى الاكثرية الشعبية والاستفتاء الشعبي والديموقراطية العددية، فعندها يعطي الشعب كلمته». وأسف عضو «اللقاء الديموقراطي» النيابي هنري حلو «للتطاول على مرجعية بكركي وسيدها البطريرك صفير، لافتاً في بيان الى ان «مواقف صفير وطنية بامتياز ولم يسبق ان انزلقت الى الدرك الطائفي او المذهبي او الامور الشخصية، من هنا نبدي استغرابنا واستهجاننا لما صدر من بعض المرجعيات الدينية التي نحترم ونجل وباعتباره ان مجد لبنان أعطي للشعب اللبناني، وذلك نعتبره من باب التطاول على البطريرك فلا أحد بمقدوره ان يمحو التاريخ ولا سيما من قال ان مجد لبنان قد أعطي لبكركي مع التأكيد والإصرار على الخط الوطني للبطريرك صفير الذي لم يسبق ان خرج عنه ولو لمرة واحدة». وأوضح عضو كتلة «القوات اللبنانية» النيابية انطوان زهرا ان «احداً لا يستطيع ان يلغي التاريخ ولا يمكن لأي كان أن يلغي حقيقة تاريخية بأن مجد لبنان اعطي لمن كان له دور تأسيسي في دولة لبنان وهي البطريركية المارونية»، مستغرباً «ان يتورط مرجع ديني تميزت مواقفه بالاعتدال والحكمة». واعتبر عضو الأمانة العامة ل«قوى 14 آذار» الياس ابو عاصي ان «الهجوم على البطريرك من قبل جهات سياسية ومراجع دينية ليس إلا استمراراً للوصاية السورية، ولا يمكن قراءة هذا الهجوم اللاذع على غبطته الا بهذا الاتجاه». وكان فضل الله دعا في كلمة وزعت له امس، «جميع الأطراف إلى أن تمارس مسؤوليتها الإسلامية أو المسيحية أو الوطنية، لكي يكف كل من يتعلق بها عن استخدام العنوان المذهبي في المسألة السياسية، لا لأن هذه المسألة سقطت وأثبتت التجارب أنها لا تعود بالخير على أحد فحسب، بل لأن العمل لإعادة البلد إلى مستويات التوتر الأمني والاهتزازات المتنقلة، لن يفيد في تحريك القضايا السياسية وتوجيهها إلى الوجهة التي قد يعتقد البعض أنها يمكن أن تسير فيها بفعل هذه الكلمات والإشارات والتعقيدات... بل إن الأمور قد تذهب بعيداً بالمستوى الذي نخرب فيه بيوتنا وبيوت الآخرين، ونسقط الهيكل الوطني على رؤوسنا جميعاً».