حدد العراق القضايا التي يريد من مؤتمر القمة العربية في عمّان مناقشتها والتوصل الى حلول بشأنها في قضيتين كما جاء في اجتماع ترأسه الرئيس صدام حسين منتصف الشهر الجاري. وكانت القضية الأولى بحسب ما حدده اجتماع القيادة العراقية هي القضية الفلسطينية التي رأى انها "قضية مركزية" من الضروري ان تأخذ مداها في البحث بين القادة العرب. وكانت القضية العراقية، هي القضية الثانية التي رأى الاجتماع ضرورة بحثها "بعد القضية الفلسطينية" . وفي هذا الصدد أوضحت القيادة العراقية ان على مؤتمر القمة العربية ان يخلص الى مؤشرين حول العراق: الاول في الدعوة الى رفع الحصار وايقاف العدوان على العراق، وطلبت ان يكون الموقف بين العراق والخليج "مادة مستقلة في جدول أعمال المؤتمر". وأكدت القيادة العراقية انها لن تقبل بغير قرار وحيد من المؤتمر ينص على "الاعلان الصريح والدعوة الواضحة لرفع الحصار وادانة العدوان الاجنبي الغارات الاميركية - البريطانية على مناطق الحظر الجوي شمال العراقوجنوبه وان يتم ذلك بعيداً من ترديد مقولة امتثال العراق لقرارات مجلس الامن". وأوضح بيان القيادة ان العراق سيعتبر صدور غير مثل هذا القرار "موقفاً معادياً" وسيقف العراق ضد من "يتورط في اتخاذه". وانطلاقاً من الموقف حذر العراق مما اسماه "تأثيراً اميركياً" مشيراً الى ان المؤتمر قد يكرر ما حدث في مؤتمر قمة القاهرة عام 1990 "حين اعطت تلك القمة غطاءً عربياً للعدوان على العراق" على حد وصف صحيفة "الثورة". ويتخوف العراق من ان يقدم مؤتمر القمة "مساندة عربية تسوغ استمرار الحصار المفروض على العراق بصيغة العقوبات الذكية". وأوضحت الصحيفة في عدد الجمعة الماضي ان بحث العقوبات المفروضة على العراق ضمن قرارات مجلس الامن ذات الصلة بغزوه الكويت "سيجعل مؤتمر القمة يعطي مواقف عربية على العقوبات الذكية". وفي حين لا يمانع العراق في بحث علاقاته مع الكويت فإنه يرفض في هذا الشأن "تقديم الاعتذار عن الغزو" وان يتم بحث قضية الاسرى الكويتيين في مقابل قضية المفقودين العراقيين الذين تقول بغداد انها فقدت اثرهم من بين بقايا قواتها المنسحبة من الكويت. وتشترط العراق ان تعلن رفضها تقديم المساعدة اللوجستية للقوات الاميركية وطائراتها التي تغير على مواقع جنوب البلاد في مقابل تعهد يرعاه القادة العرب للكويت بضمان أمنها وحدودها. وبرز في بغداد موقفان خلال الاسبوع الماضي، الاول يشير الى مصالحة يريدها العراق مع كل من السعودية والكويت برعاية عربية بينما يشكك الثاني في إمكان توصل مؤتمر القمة الى مواقف تخص الملف العراقي ضمن ما تراه بغداد "مطالبة ثابتة" لا يمكن التعاطي مع غيرها.